هناك بطولة خاصة تقام ضمن إطار بطولة دوري أبطال آسيا لهذا العام، تجمع فرقاً أخرى ليست مدونة في قائمة الفرق المشاركة، إلا أنها موجودة بقوة في الملاعب على صدور اللاعبين، نقصد هنا «ماركات» أطقم ملابس والمستلزمات لفرق دوري أبطال آسيا. يبلغ عدد فرق دوري أبطال آسيا في هذه النسخة 32 فريقاً، بينما يبلغ عدد شركات المنتجات الرياضية 14 شركة، تزاحم شعاري النادي والبطولة والشركة الراعية على قمصان الفرق. معظم الأسماء معروفة، ونتداولها في أحاديثنا عندما نتحدث عن صناعة كرة القدم، هذه الأسماء تبحث عن وجود قوي في البطولة رقم (1) في القارة الأكبر على مستوى العالم، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، وبالتأكيد لها دواع تجارية في المقام الأول. الشركات، هي: «نايك» الأميركية (8 فرق)، و«أديداس» الألمانية ( 7 فريق)، و«أول سبورت» الألمانية (4 فريق)، و«كابا الإيطالية» (3 فرق)، فيما وردت كل من أمبرو الإنكليزية وإيريا الإيطالية وماكرون الإيرانية وبوردا السويسرية وليكوب سبورتيف الفرنسية وجراند سوبرت وتاي سوبرت التايلانديتان وهوميل الألمانية ويونيكس واسيكس اليابانيتين لبقية الفرق بواقع فريق لكل شركة. على عكس المنافسة على مستطيل أخضر لا تتضح صورته إلا عندما يطلق الحكم صافرة نهاية المباراة النهائية للبطولة، فإن صراع «الماركات» تتضح نتيجته باكراً، فالصراع حسم لمصلحة شركة «نايك» الأميركية التي ترعى ملابس 8 فرق، متفوقةً على منافستها اللدودة «أديداس» الألمانية، بعد مرحلة من التنافس في النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا، شهدت تعادلها بواقع 8 فرق لنايك في مقابل 8 أخرى لأديداس. وشهدت نسخة 2011 تفوق «نايك» بواقع 9 فرق في مقابل 7 لأديداس. ويبدو جلياً أن الصراع على أشده بين الشركتين، خصوصاً أنهما تدركان أهمية البطولة بالنسبة إلى الجمهور الآسيوي، والأمر بدأ على هذا النحو منذ التسعينات على أقل التقدير، لذلك تعدى مرحلة صناعة أطقم الملابس والمعدات إلى مرحة تصاميم الملابس العامة، بل أن المنافسة وصلت إلى ملابس المشاهير والشركات، خصوصاً شركات الطيران والضيافة والفندقة والقطاع الخدمي. لكل شركة من هذه الشركات عملاء في أرجاء العالم، لكن يبقى التركيز على آسيا وأفريقيا كبيئة مناسبة لترويج المنتجات، ولعل الشركات الألمانية «هوميل»، «أديداس»، «أول سبورت» أدركت هذا الأمر باكراً، إلا أن شركة «نايك» الأميركية لم تترك الساحة من دون منافسة، فدخلت بقوة منذ منتصف العقد الأخير. الشركات الأخرى أيضاً كان له حضورها في صراع المنافسة، فالشركات الإيطالية «كابا وإيريا وماركون» تدخل سنوياً إلى أسواق دوري أبطال آسيا، فيما تواصل «ليكوب سبووتيف» الفرنسية و«بوردا» السويسرية، وجودها باستمرار للعام الخامس على التوالي. الجديد هذا العام، هو حضور شركات آسيوية تنافس الشركات العالمية عبر فريقها المحلي، إذ فضل مسؤولو كاشيوا ريسول الياباني إظهار دعمهم لشركة «يونيكس» اليابانية الواقعة في العاصمة طوكيو كدعم للصناعة الوطنية بمنحهم الأولوية في اختيار الأطقمة على الماركات العالمية، والأمر ذاته ينطبق على فريق فيجالتا سينداي الياباني الذي اختار ماركة «اسيكس» اليابانية، وكلا الشركتين توردان لألعاب رياضية أخرى، لكن تجاربهم في عالم كرة القدم محصورة على اليابان. وعلى عكس ذلك، اتخذ فريقا أوراوا ريدز وسانفريس هيروشيما قراريهما باختيار الماركة «نايك»، لكن الأمر لم يثر سخط اليابانيين كما حدث في العام 2011، عندما فضل غامبا أبرز أندية كرة القدم في مدينة أوساكا ماركة «أمبرو» الإنكليزية على «ميزونو» اليابانية التي تقبع في المدينة نفسها، إذ أبدى مسؤولو النادي ارتياحهم لهذه النوعية من الملابس، ما أثار سخط «ميزونو»، فكان الرد عبر إعلان تلفزيوني وصحافي، يبرز فيه أن نادي سيريزو أوساكا – نادٍ من المدينة نفسها، شارك في النسخة ذاتها من دوري أبطال آسيا - هو نادي المدينة الأصلي، كونه تأسس في الخمسينات من العام الماضي! على صعيد الأندية التايلاندية المشاركة في البطولة، تبدو الخيارات مالية بالدرجة الأولى، إذ اختار فريق موانغثونغ بطل الدوري التايلاندي ماركة «غراند سبورت»، في حين اختار فريق بوريرام يونايتد ماركة «تاي سبورت». وفضّل ممثلو الأندية الصينية الأربعة - كالعادة - ارتداء ماركة «نايك»، في حين فضّلت فرق الإمارات – باستثناء الشباب – والهلال والشباب السعوديين اختيار «أديداس». وتوزع الصراع بين قطبي العاصمة الأوزبكية طشقند باختاكور وبونيودكور على الماركتين. وكعزف منفرد، اختارت أندية الشباب الإماراتي بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي وسنترال كوست الأسترالية ماركة «كابا» والاتفاق «اول السبورت» وأهلي جدة «أمبرو» والغرافة «إيريا» والريان «ماركون» لخويا القطري اختار ماركة «بوردا»، وقد يعود الأمر إلى أنها شركة سويسرية قطرية. واختار تشونبوك الكوري ماركة «هوميل» ومواطنه سيؤول «ليكوب سبووتيف». يبدو أن اختيار شركات المنتجات الرياضية يعود إلى أسباب عدة، لكن كيفية الاختيار تختلف بحسب طبيعة مناطق آسيا، ولا يزال هناك من يختار المنتج لقيمته من دون النظر إلى نوعيته. الطريف أن هذه الشركات تعلن في رسالتها أنها تسعى إلى السيطرة على منتوجات الرياضة على مستوى العالم، لكن هذا الأمر يستحيل حدوثه