تصاعدت حدة المعارك جنوبطرابلس أمس، بين قوات «فجر ليبيا» التي تسعى الى الالتفاف على منطقة ورشفانة غرب العاصمة، ومقاتلي «جيش القبائل» المتحصن في المنطقة والمتحالف مع عملية «الكرامة» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. أتى ذلك في وقت أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن حوالى مئة ألف ليبي فروا من القتال غرب طرابلس خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، ما فاقم مشكلة النزوح في البلاد. وورد في بيان للمفوضية أنه «مع تصاعد القتال بين الجماعات المسلحة المتناحرة في عدد من مناطق ليبيا، نرى نزوحا متزايداً يقدر بحوالى 287 ألف شخص، في 29 مدينة وبلدة في أنحاء البلاد». وأشار البيان الى أن المنطقة الرئيسية التي شهدت عمليات نزوح أخيراً، كانت ورشفانة، فيما نزح 15 ألفاً آخرون بسبب القتال في بنينا، وهي منطقة محيطة بالمطار خارج بنغازي (شرق). ويقيم معظم النازحين مع عائلات، فيما ينام آخرون في مدارس وحدائق ومبان غير سكنية تحولت ملاجئ طارئة. وقال الناطق باسم المفوضية أدريان إدواردز، إن من الصعب الوصول إلى النازحين والحصول على معلومات عنهم، وليس واضحاً إذا كانوا سيعودون إلى منازلهم قريباً، لكن مناطق سكنية كثيرة غير قادرة على استيعابهم. ولفتت المفوضية إلى أن مدينة العجيلات التي تبعد 80 كيلومتراً غربي طرابلس والتي تسكنها مئة ألف نسمة، نزح إليها 16 ألف شخص وتواجه الهيئات الصحية فيها صعوبات جمة لتقديم الخدمات. وأعلنت مصادر «جيش القبائل» سقوط 9 قتلى و16 جريح في صفوف مقاتلي «فجر ليبيا» في اشتباكات في منطقة العزيزية، لدى محاولتهم التقدم في اتجاه ورشفانة، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن مقاتلي ورشفانة سيطروا على «معسكر اللواء الرابع» في العزيزية، الأمر الذي نفته مصادر «فجر ليبيا». وأفاد مصدر عسكري من «سرايا ثوار غريان» المتحالفة مع «فجر ليبيا»، بأن منطقة العزيزية تعرضت لقصف بصواريخ «غراد» مصدره مواقع «جيش القبائل». ولم تسجل إصابات في الأرواح نتيجة القصف، غداة مقتل 8 مدنيين من سكان المنطقة في قصف مشابه. وفي بنغازي، واصلت قوات حفتر غاراتها الجوية على مواقع «مجلس شورى الثوار» في المدينة، الذي رد بقصف مواقع تابعة لحفتر. وسجل سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في الاشتباكات.