قضى سكان طرابلس ليل الإثنين والساعات الأولى من صباح أمس الثلثاء، في انتظار غارة جوية جديدة بعد تلك التي وقعت فجر أول من أمس، واستهدفت مقار قوات «فجر ليبيا» في وادي الربيع وقصر بن غشير وخلة الفرجان وإدارة النهر الصناعي. لكن سرعان ما بدد انتظارهم قصف مدفعي وصاروخي استهدف مناطق متفرقة من العاصمة، من بينها أحياء لم تستهدف من قبل. وسقطت أربعة صواريخ في حي الأندلس المنطقة الراقية الواقعة غرب طرابلس، ما أسفر عن تدمير منازل وحرق كنيسة صغيرة يرتادها المسيحيون الكاثوليك الأجانب المقيمون في العاصمة. ويعتبر حي الأندلس ومنطقة قرقارش الملاصقة، من أرقى أحياء العاصمة الليبية، إذ يضم منازل ومتاجر عصرية فاخرة. وفيما عزت مصادر توقف الغارات إلى ضربة جوية على مهبط الوطية (غرب) شنتها طائرة انطلقت من مصراتة رداً على الضربات في طرابلس أول من أمس، قال المحلل السياسي محمد إبراهيم الجبالي ل «الحياة» إن «الغارة التي استهدفت بعض المواقع في طرابلس، فتحت باب التأويل على مصراعيه في غياب الأدلة الملموسة عن مصدر هذه الغارة وطرحت الكثير من التساؤلات عن إمكان استمرار هذه الغارات من عدمه ورد الفعل من قوات مصراتة التي تمتلك قاعدة جوية كبيرة». ومع تبني قوات اللواء خليفة حفتر الغارة على طرابلس، تعززت تكهنات بأن الطائرة الحربية التي نفذتها، هي من طراز «سوخوي 21» انطلقت من مهبط الوطية الذي يسيطر عليه مقاتلو الزنتان. لكن ما أثار مخاوف كبيرة من إمكان تكرار الغارات هو الصمت الدولي وعدم توجيه أي رسالة غربية أو دولية تندد بالغارة التي ربطها البعض بتوفر دعم لوجيستي وقنابل موجهة للزنتان المتحالفة مع قوات اللواء خليفة حفتر ضد قوات «فجر ليبيا» وعمادها مقاتلو مصراتة. وحمل المجلس المحلي لطرابلس، الحكومة الموقتة مسؤولية ما يحدث في العاصمة. وطالب المجلس في بيان بفتح تحقيق مع الطرف الذي أعلن مسؤوليته عن استخدام الطيران في القتال الدائر (حفتر) وتحميله التبعات القانونية، داعياً الأطراف المتنازعة إلى وقف إطلاق النار ليتسنى له تقديم الخدمات الطارئة للمواطنين. في غضون ذلك، أفادت مصادر «مجلس شورى ثوار بنغازي» المتحالف مع «فجر ليبيا» بأن قواته باتت على مشارف مطار بنينا في بنغازي الذي تسيطر عليه قوات حفتر، وذلك بعد اشتباكات أسفرت عن سقوط 20 قتيلاً في صفوف قوات حفتر. يأتي ذلك غداة اشتباكات عنيفة بين القوات الخاصة التابعة ل «الجيش الوطني» بقيادة حفتر، ومقاتلي تنظيم «أنصار الشريعة» في منطقة بوعطني. وأفادت مصادر حفتر بأن قواته المدعومة من شباب محليين، كبدت المتشددين خسائر كبيرة في الأرواح كما دمرت آليات ومخازن سلاح، تابعة لهم بغارات جوية نفذتها طائرة تابعة لحفتر.