أشار وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إلى أن مصر بقيادة الرئيس محمد مرسي، تريد الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع فرنسا التي كانت قائمة قبل الاطاحة بالرئيس حسني مبارك قبل عامين. واكد عمرو الذي سيلتقي الثلاثاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس في اول زيارة تخصص للتعاون الثنائي لباريس، "سأحمل رسالة استمرارية". واضاف الوزير ان "العلاقات بين البلدين كانت تقليديا قوية جداً وخلال العقود الاخيرة" في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. ورفض عمرو فكرة مفادها ان الاطاحة بحسني مبارك الذي حكم البلاد لاكثر من 30 عاماً، وتولي الرئيس محمد مرسي المبنثق من الاخوان المسلمين السلطة، تعني تغييراً كبيراً في الشراكة الطويلة بين البلدين. واوضح انه يمكن ان تكون هناك "فوارق ضئيلة هنا وتغييرات هناك" لكن "العلاقات ليست قائمة على شخصيات بل على مصالح وتعاون استراتيجي، وهذا امر لا يرتبط بمن في الحكم". وسعى وزير الخارجية المصري الى التقليل من اهمية الخلاف حول التدخل العسكري الفرنسي في مالي الذي برز في كانون الثاني/يناير الماضي حين قال الرئيس مرسي انه "لا يقبل باي حال" عملية "من شانها تغذية النزاع في المنطقة". كما عقد مسؤول كبير في الاخوان المسلمين الاسبوع الماضي مقارنة بين التدخل الفرنسي في مالي وحربي الولاياتالمتحدة على العراق وافغانستان. واوضح عمرو "قبل استخدام القوة يتعين استكشاف واستنفاد كل الوسائل السلمية" واعتماد معالجة دائمة للمشاكل "التي تجد جذورها في الفقر والتخلف التنموي"، مؤكدا في الان نفسه انه "يعارض سيطرة المتطرفين على بلد ما" ويدعم "الوحدة الترابية لمالي". واعتبر ان هذا "هو الموقف السائد" و"هذا هو موقف فرنسا". من جهة اخرى، قال وزير الخارجية المصري ان الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها الرئيس مرسي لفرنسا في كانون الثاني/يناير واجلت بسبب ازمة عنيفة في مصر، لا تزال قائمة وان "الدعوة قائمة". وحول النزاع في سورية حيث تدعو كل من القاهرة وباريس الى رحيل الرئيس السوري بشار الاسد عن الحكم، اكد عمرو "تطابق" وجهتي نظر البلدين. وردا على سؤال بشان احتمال تسليم اسلحة للمعارضة السورية، الامر الذي تقول باريس انها تفكر فيه، قال الوزير المصري ان "المعارضة تملك بالطبع الحق في الدفاع عن نفسها، لكن في الوقت نفسه يتعين التوصل الى توازن حتى لا نساهم في مفاقمة حمام الدم ولا ننسى ان الحل يجب ان يكون سياسيا". وبشان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قال عمرو "حان الوقت لتجتمع فرنسا ومصر ودول اخرى لتقديم افكار جديدة" لاخراج هذا الملف من المازق. وقال انه يجب "الحديث عن السلام وليس فقط عن مسار لا تنتج منه نتائج ملموسة". وفي الوقت الذي تجتاز فيه مصر ازمة اقتصادية حادة اكد الوزير ان "استثمارات الشركات الفرنسية في مصر مرحب بها وليست معرضة لاي مخاطر". اما السياح الذين يتخوفون من المجيء الى مصر بسبب مشاهد اعمال العنف التي تهز مصر بانتظام "فعليهم ان يعرفوا ان ما يشاهدونه عبر التلفزيون لا يعكس حقيقة الوضع في القاهرة وباقي البلاد". واكد الوزير انه "يمكن التجول وزيارة المتاحف ومشاهدة الاهرامات في امان تام".