غالباً ما يتم تسليط الضوء على دور وكفاءة المرأة في مختلف الأدوار التي تقوم بها، حيث يعتبر نجاحها وتمكينها اليوم صورة نموذجية للدول الناجحة والممكنة، وتعمل الدول على هذا التمكين بإبراز جهود المرأة وإعطائها حق العمل والتعليم، وفي المملكة تتمتع المرأة السعودية اليوم بعصر جوهري لا تخفى آثاره الناجحة على مشاهد التمكين، بالنجاحات البارزة لبنات الوطن في مختلف المجالات، وبمشاركاتهن الواضحة في بناء جسور الأجيال تارة وتارة أخرى في بناء مجتمعها ووطنها، بطريق تحفه التحديات والفرص، وبمسؤوليات أكبر، ساهمت وتساهم المرأة السعودية في هذا البناء، محققة النجاحات والكفاءات العالية التي تحقق ذاتها وكيانها وإثباتاً لدورها المجتمعي في التطور والاستدامة. دور محوري انطلاقاً من دورها الأول والأهم من بين أدوار الأفراد في المجتمعات، والذي يشمل الأسرة، والتعليم، والإعلام، والقيادة المجتمعية، وكونها الرابط الأساسي بين الماضي والمستقبل، والمساهمة في بناء غد أجيال عديدة، كما أن تأثير دور المرأة لا يقتصر داخل إطار العائلة، بل يمتد هذا التأثير ليصل إلى اقتصاد ومجتمعات الدول. ويساهم في بنائها ورفعتها، وبنقلها للقيم والمعرفة والخبرات للأجيال القادمة الذي يعزز من قوتها واستدامتها، تؤثر المرأة بدورها على عجلة التنمية في وطنها، حيث تعد شريكاً مهماً في هذا الشأن، وتتقلد مناصب عديدة تمكنها من اتخاذ وإصدار قرارات بناءة تصب في مصالح المجتمع والوطن. كفاءة أم وفي إطار الأسرة تحديداً تؤثر المرأة العاملة على أطفالها تأثيراً إيجابياً يتمحور في؛ تعزيز الاستقلالية، حيث يتمكن الطفل من التعلم كيفية الاعتماد على النفس واتخاذ القرارات الصغيرة بنفسه بسبب عدم وجود الام طوال الوقت، وتعزيز المهارات الاجتماعية، مما يؤدي الدفع بالأم إلى العمل إلى حدوث تفاعل اجتماعي أكبر للطفل مع آخرين، مثل الجلوس في مركز رعاية الأطفال، التي تؤدي إلى تعلم الطفل لمهارات التواصل والتعاون والتفاعل الاجتماعي من خلال التعامل مع أقرانه، وتعزيز الاستقلالية المالية، يتعلم الطفل مبادئ المال وقيمة العمل من خلال ملاحظة أمه تعمل، كما قد يكون له تأثير إيجابي على جانب الانضباط المالي وتوفير الأموال في المستقبل. وأيضاً تعزيز الدافع والاهتمام بالتعليم، وجود أم تعمل قد يشجع الطفل على الاهتمام بالتعليم والسعي لتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية في المستقبل. تطوير مهارات الإدارة الذاتية، بسبب عدم وجود الأم طوال الوقت، قد يتعلم الطفل كيفية إدارة وقته وأولوياته بنفسه وتطوير مهارات الانضباط والمسؤولية الشخصية. تعزيز الاحترام والتقدير للأم، يمكن أن يثري وجود أم تعمل تفهم الصعوبات التي تواجهها الأمهات العاملات ويزيد من التقدير والاحترام للأم في عين الطفل. أثر اقتصادي ومن خارج إطار الأسرة، تلعب المرأة دورًا هامًا في حراك النمو الاقتصادي، خاصة مع القرارات التي تزامنت مع رؤية المملكة 2030، التي أحدثت التغير الأكبر والأهم لدخول المرأة السعودية في جميع المجالات، وفي المجال الاقتصادي خاصة، الذي تتباين نتائج تطوره بشكل كبير وملحوظ في المملكة العربية السعودية، حيث دخلت المرأة السعودية مجالات عديدة مثل الترفيه الذي يعد أحد أهم المؤثرات على اقتصاد المملكة مع تزايد عدد السائحين من أنحاء العالم بانطلاق المهرجانات والفعاليات الجاذبة في جميع المواسم، وتشارك المرأة في العديد من مسارات التنمية الاقتصادية، حيث رشحت في المجالس البلدية والغرف التجارية، وارتفع عدد السعوديات العاملات في المدن الصناعية نحو 7000 موظفة سعودية إلى أكثر من 17 ألف موظفة في عام 2020. كما أن للمرأة السعودية حضورا لافتا في مجال ريادة الأعمال داخل المملكة، بدءا من المشروعات الصغيرة إلى افتتاح المصانع، كمثال شاركت إحدى رائدات الأعمال السعوديات في تصميم وإنتاج بدلة للتخفي الحراري والبصري بصناعة سعودية محلية الصنع بنسبة 100 ٪. وبلغ إجمالي المنشآت المملوكة لسيدات الأعمال السعوديات خلال النصف الأول من عام 2021م أكثر من 450 منشأة بتمويل بلغ 432 مليون ريال، وارتفعت بذلك نسبة استفادة سيدات الأعمال إلى 124 ٪ مقارنة بالفترة نفسها من 2020م. استنادا إلى ما سبق أثبتت المرأة السعودية أن لها دورا رياديا في بناء النهضة الاقتصادية، بمشاركاتها المهمة، كونها الأم في المجتمع والعاملة في وطنها، الدور الذي يلهم الأجيال للمضي قدما نحو التطور والابتكار مع ترسيخ الهوية الوطنية والقيم الإنسانية. وبإدراكها لهذا الدور تصبح المرأة قوة حقيقية تحدث التغيير وتساهم في تحقيق الاستدامة والتقدم للمجتمع بأكمله.