في هذه الزاوية سنطوف حول قامات سعودية لم نجد لهم كتباً في المكتبات، ولم توثق تجربتهم. بقي إنتاجهم طي الصحف والمجلات رغم أنهم ساهموا في بدايات الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من شعر ونثر ورواية نستذكرهم هنا في كلمات بسيطة لا توفيهم حقهم، نلقي الضوء عليهم، ومن هنا نضع أسماء من تجود الذاكرة باستدعائه علّ يكون هناك من يلم شتات أعمالهم ويجمعها تثميناً لما قاموا به من جهد على امتداد عقود.. سلمان الشبيب لسنوات طويلة كان الراحل سلمان الشبيب 1959م –2024 علامة فارقة في عالم النشر يترجم وينشر ويكتب شعراً حتى وهو يمارس عمله الدبلوماسي لم يتخل عن عشقه الأبدي في حبه وولعه بالكتاب وتقديسه مما جعل «دار الإصدارات» التي تأسست عام 1980م إحدى أقدم دور النشر في العاصمة الرياض وواحدة من أهم المكتبات في مدينة الرياض لبيع الكتاب قبل أن تقفل أبوابها 2017م، كان يزود المثقفين السعوديين والمهتمين بمئات العناوين من الكتب الفكرية والنادرة والمثيرة للجدل لا تجده إلا لديه لرواد التنوير في المنطقة العربية مثل كتب الشيخ الإمام محمد عبده وشكيب أرسلان ومحمد رشيد رضا وطه حسين والعقاد والرافعي والمازني ومحمد حسين هيكل وبشهادة الدكتور محمد آل زلفة الذي يقول: «إن مكتبة إصدارات ومقهاها الثقافي يعد علامة بارزة في الحركة الفكرية والثقافية في مدينة الرياض وتحية عطرة مني لمكتبة إصدارات ومقهاها الثقافي كانت مكان إلهام؛ ومكان سعادة. الراحل عاش حياة قصيرة من الصعب تخطيه أوتجاهله بل كان رقماً صعباً في الثقافة والأدب السعودي عانى واحترق ليصنع ثقافة حقيقية نشأ في بيت عريق في العلم والأدب والثقافة، وهو ما انعكس على مسار حياته وجعله أحد الرموز الثقافية في السعودية، مؤلفاً ومترجماً وناشراً ورحل تاركاً وراءه تاريخاً طويلاً وإرثاً ثقافياً هائلاً للأجيال القادمة واللاحقة. ملامح تخصص في العلوم السياسية سياسة خارجية، ودراسات أديان مقارنة، من الولاياتالمتحدةالأمريكية، من جامعة بارك في مدينة باركفيل بولاية ميسوري، حصل على ماجستير دراسات دبلوماسية، ويتقن اللغة الفرنسية. تدرج في المناصب بوزارة الخارجية منها مدير مركز الترجمة. نتاجه الفكري «قاموس في الدبلوماسية» كتاب «باريس» للكاتب أحمد الصاوي محمد، كما له كتاب «عروس الشعر، محمد بن عبد الرحمن في رباعية ناصر العريني» تحت النشر. «عهود خالدة - من الإرث التاريخي في المعاهدات» «ممارسة الدبلوماسية: تطورها ونظيرتها وإدارتها» الذي ترجمه من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية وعدت الترجمة العربية للكتاب هي الأوحد والأشهر، حيث استفاد منها دارسو العلوم السياسية وممتهنو العمل الدبلوماسي، وغطى الكتاب البدايات الأولى للعمل الدبلوماسي في الشرق القديم، والإمبراطورية الرومانية والحضارات العربية القديمة إلى مرحلة التطور والتوسع الدبلوماسي ومراحله الانتقالية إلى اليوم. سلمان الشبيب المترجم والناشر رحمه الله