الابتسامة من ضمن أهم علامات الجمال الروحي والاتزان النفسي والرقي ذوقاً وسلوكاً، ومن يقابل الآخرين بها هو أجمل الناس قلبًا وأكثرهم اتزانًا وعطاءً روحاً ومعنى، ودليل على سمو النفس. إن الابتسامة كرم معنوي أنيق ونبيل، وهي أول معاني الكرم، وأعظم سلوك إنساني حضاري. إنها رسالة سلام واطمئنان، وتعكس اللطف والكرم والرقي والوعي الراقي، كما تمثل أرقى مظاهر السلوك الإنساني. فهي من علامات جودة الإنسان في تكوينه النفسي وصفائه ولين طباعه، ورقي تعامله، وجمال روحه وخفتها، وأهل الابتسامة يمنحون المكان طاقة وفاعلية و أثر، لأن الابتسامة علامة كرم أصيلة ومقدمة للمعاني التابعة لها، فبيئتهم بيئة جاذبة وليست طاردة ومؤذية معنوياً. ومن الأسئلة التي تأتي في الذهن من الناحية العملية لتعزيز فاعلية الابتسامة على أرض الواقع هو كيف يمكننا رسم الابتسامة على ملامح الآخرين؟ وكيف نعزز ثقافة الابتسامة في كل الأماكن؟ * كيف نستطيع قياس حضور الابتسامة في أماكن العمل والتعليم والطريق ومحيط الأسرة؟ * أصبح من الضروري إقامة برامج ومبادرات تعزز الابتسامة، ومهارات الاتصال ومن الواجب قياس مدى حضور هذه القيمة في كثير من البيئات - بيئة الأسرة أو بيئة التعليم أو بيئة العمل ودعمها في البيئات الصحية، ومعالجة غيابها في كثير من البيئات. والنص عليها في مدونات السلوك والتقييم، ونشر التوعية في جميع البيئات، وكل جهاز معني في تحقيق الامتثال: التعليم، والثقافة، والإعلام، والترفيه وغيرها. تعتبر الابتسامة من ضمن أهم مهارات التواصل.. للابتسامة فاعلية تفوق كل شرح وحديث؛ فهي تُشعر بالسعادة كلًا من المرسل والمستقبل، وتجعل الحياة أكثر إشراقًا وجمالًا. من قيمنا السلوكية البشاشة والابتسامة، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم عليها في قوله: "تبسمك في وجه أخيك صدقة". الابتسامة جمال روحي وكرم معنوي، تبث طاقة للروح والمكان، ولها فلسفة روحية خاصة. من خلال قيم الابتسامة، نستطيع أن نعزز جودة الحياة، ونُسعد النفوس، ونطمن القلوب، ونُضفي على الحياة جمالًا استثنائيًا. خلاص القول، للابتسامة سحر خاص، فهي تفتح القلوب وتبني الجسور بين الناس ، وتجعلها أكثر فاعلية وأثر وروح. وكل فرد معني في اكتساب هذه الصفة والامتثال بها، والعمل على تفعيلها من أجل حياة أجمل ومجتمع مشرق بمعاني الرقي والذوق والجمال والنقاء، ومن يمتثل ذلك هو إنسان المعاني الذي يحتاجه كل مجتمع حضاري إنساني.