تصاعدت أسعار الإقامة في فنادق دبي خلال إجازة الربيع بشكل طردي مع ارتفاع معدلات سفر السعوديين إليها بنسب قدّرت بحسب عدد من المستثمرين في المجال السياحي ب70 في المئة، لتصل أسعار فنادق فئة «خمس نجوم» إلى الضعف تقريباً، بارتفاع لامس نسبة 100 في المئة. وتفاوتت توقعات إنفاق السياح السعوديين، لتصل في أعلاها إلى بليوني ريال خلال الإجازة الحالية، ليفتح بعض المستثمرين في المجال السياحي الباب مرة أخرى للمطالبة بتطوير البنية التحتية السياحية في المناطق الجنوبية من السعودية. وقدّر مستثمرون حاجة المنطقة الجنوبية إلى 30 فندقاً لجذب السعوديين إليها، مشيرين إلى أن معدل إنفاق السائح السعودي يعادل ثلاثة سياح من أي جنسية أخرى في دبي، في إشارة إلى القوة الشرائية له. وأكدوا أن نسبة الإشغال على الفنادق في الرياض تقل خلال هذه الإجازة، وترتفع على الشقق المفروشة، في حين تزيد نسبة إشغال الفنادق في مدن جدة والمنطقة الشرقية. من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة الصرح للسياحة والسفر مهيدب المهيدب ل«الحياة»، أن ارتفاع معدلات سفر السعوديين إلى دبي زاد أسعار الإقامة في الفنادق فئة خمس نجوم لتتراوح بين 1200 و4000 ريال لليلة الواحدة، وهي أسعار تفوق نظيراتها في الدول الأوروبية، مضيفاً أن دبي تحتوي على نحو 60 فندقاً من فئة خمس نجوم، و47 مجمعاً للشقق الفندقية، وأوضح أن حجوزات الطيران إلى دبي أغلقت في شكل كامل، إذ شغلت 100 في المئة من الرحلات، ما اضطر نسبة من السعوديين إلى السفر براً. وأوضح المهيدب أن أسعار الفنادق في دبي ارتفعت بنسبة 100 في المئة، مقارنة بأسعار الفنادق في البحرين (1500 ريال لليلة)، وماليزيا (600 ريال)، وتركيا (1200 ريال)، وشرم الشيخ (500 ريال). وأشار إلى أن نسبة من السياح الأجانب غيروا وجهاتهم السياحية إلى دول أخرى غير دبي، بعد ارتفاع الأسعار الكبير في الفنادق، متوقعاً أن يصرف السعوديون في دبي بليوني ريال خلال هذه الإجازة. وطالب المهيدب بتوفير بنية تحتية عبر بناء 30 فندقاً في المنطقة الجنوبية في السعودية التي تتمتع بطبيعة جاذبة تنافس أكثر الدول في العالم لجذب السعوديين، مضيفاً أن السائح السعودي «يصرف ما يصرفه ثلاثة سياح في دبي». في حين أشار المدير العام لوكالة ابن غيث للسفر والسياحة أحمد بن غيث إلى أن دبي تستحوذ على 70 في المئة من السياح السعوديين في هذه الإجازة، وبلغت حجوزات الطيران 100 في المئة، مشيراً إلى أن الدوحة أصبحت وجهة جديدة للسائح السعودي بعد إسطنبول وماليزيا وباريس ولندن. وعزا ابن غيث نجاح دبي في وضع نفسها على خريطة السياحة الخليجية بسبب قرب المسافة، وتقارب العادات والتقاليد، إضافة إلى البنية التحتية المتطورة والمهرجانات والحملات الترويجية المكثفة. من جهة ثانية، أوضح عضو لجنة السياحة في غرفة الرياض فيصل المطلق، أن نسبة الإشغال في فنادق مدينتي جدة والدمام ارتفعت على حساب نظيرتها في العاصمة خلال الإجازة الحالية، لتقل النسبة في الرياض باستثناء قطاع الشقق المفروشة. ولفت المطلق إلى أن الوحدات السكنية في الرياض تحقق نسب إشغال أعلى من الفنادق، معتبراً أن اتجاه السعوديين لدبي «لن يوثر في نسبة الإشغال في الفنادق والوحدات السكنية المفروشة في المدن الساحلية في السعودية». ووفقاً لأحدث تقارير آذار (مارس)، بلغ عدد الرحلات المغادرة من السعودية خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول من العام الحالي نحو 507 آلاف رحلة، أنفق فيها السياح السعوديون المغادرون قرابة 1.7 بليون ريال بمتوسط صرف 3300 ريال للمسافر الواحد. ويتصدر السعوديون قائمة السياح في إمارة دبي، ويشكّلون رقماً فاعلاً في إنعاش صناعة السياحة والفندقة وعمليات الشراء والتبضع، إذ أظهرت بيانات رسمية أصدرتها دائرة السياحة في دبي، أن عدد السعوديين الذين زاروا دبي بلغ 1.13 مليون سائح خلال عام 2012، بزيادة قدرها 30 في المئة عن العام 2011 حين بلغ عددهم 870 ألف سائح.