نيابة عن "الفيصل".. "بن جلوي" يلتقي برؤساء الاتحادات الرياضية المنتخبين    الأخضر يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة العراق في خليجي 26    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    الأمر بالمعروف بجازان تنشر المحتوى التوعوي "خطر الإرهاب الإلكتروني" في واجهة بوليفارد صبيا    جوارديولا: لعبنا بشكل جيد أمام إيفرتون    القبض على المسؤول عن الإعدامات في سجن صيدنايا بسوريا    "التطوع البلدي بالطائف" تحقق 403 مبادرة وعائدًا اقتصاديًا بلغ 3مليون    تعليم الطائف يدعو الطلبة للمشاركة في ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ التي تنظمها ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ    مجلس التعاون الخليجي : هضبة الجولان أرض سورية عربية    وفرت الهيئة العامة للعناية بالحرمين خدمة حفظ الأمتعة مجانًا    السعودية تكمل استعداداتها لانطلاقة «رالي داكار 2025»    موارد وتنمية جازان تحتفي بالموظفين والموظفات المتميزين لعام 2024م    إحباط تهريب (140) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    مدرب الكويت بيتزي: سنلعب للفوز أمام قطر لضمان التأهل لنصف النهائي    منصة "راعي النظر" تدخل موسوعة "غينيس"    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    مصر تدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى    آل الشيخ: المملكة تؤكد الريادة بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن حكومة وشعبا    التميمي يدشّن حزمة من المشاريع التطويرية في مستشفى الإيمان العام    في أدبي جازان.. الدوسري واليامي تختتمان الجولة الأولى من فعاليات الشتاء بذكرى وتحت جنح الظلام    طارق السعيد يكتب..من المسؤول عن تخبطات هيرفي؟    بموافقة الملك.. منح وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة ل 200 متبرع ومتبرعة بالأعضاء    أسبوع أبوظبي للاستدامة: منصة عالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    الإحصاء: إيرادات القطاع غير الربحي في السعودية بلغت 54.4 مليار ريال لعام 2023م    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    السعودية رئيسًا للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة "الأرابوساي" للفترة ( 2025 - 2028 )    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    «الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    مسابقة المهارات    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    أفراحنا إلى أين؟    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليقات
نشر في البلاد يوم 16 - 09 - 2010

اجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الاربعاء يوما ثانيا من المحادثات في مسعى لحل الخلاف بشأن البناء الاستيطاني الذي يمكن ان يقضي على مسعاهما للتوصل الى اتفاق سلام. واجتمع نتنياهو أولا مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون وانضم اليهما عباس بعد الظهر في محادثات ثلاثية شارك فيها أيضا جورج ميتشل المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط. وأخفق عباس ونتنياهو في محادثات جرت في مصر اول أمس الثلاثاء في التوصل الى حل وسط لخلافهما لكن ميتشل بدا متفائلا برغم تهديدات فلسطينية بالانسحاب من المفاوضات الجديدة اذا استأنفت اسرائيل البناء. وقال ميتشل للصحفيين في منتجع شرم الشيخ المصري "الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو مستمران في الاتفاق على ان هذه المفاوضات التي هدفها حل كل القضايا الجوهرية يمكن ان تستكمل خلال عام واحد." وأضاف ميتشل "بدأ الجانبان محادثات جادة بشأن قضايا جوهرية." ومن المقرر ان ينتهي وقف استمر عشرة أشهر للبناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة يوم 30 سبتمبر وهدد عباس بالانسحاب من المحادثات إذا لم تمدد إسرائيل تجميد النشاط الاستيطاني. ولم يذكر ميتشل ما إذا كان قد تحقق أي تقدم في موضوع تمديد التجميد واكتفى بالقول "نعتقد أننا نتحرك في الاتجاه السليم بشكل عام." وتشمل القضايا الجوهرية القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين وحدود دولة فلسطين المستقبلية والمستوطنات والامن وعلى عباس ونتنياهو حلها للتوصل الى اتفاق سلام دائم. وكان اجتماع الامس أول اجتماع بينهما منذ اعادة اطلاق محادثات السلام المباشرة في واشنطن في الثاني من سبتمبر بعد توقفها 20 شهرا بهدف معلن هو تحقيق اطار اتفاق خلال عام.
وأفادت وسائل اعلام إسرائيلية بأن نتنياهو ربما يتوجه بعد أيام إلى واشنطن من أجل مزيد من المحادثات مع توقع تدخل الرئيس الامريكي باراك أوباما لحل الخلاف بشأن البناء في المستوطنات. وكان نتنياهو الذي تهيمن على ائتلافه الحاكم احزاب موالية للمستوطنين قد صرح بأنه لن يمدد وقف البناء في المستوطنات لكنه قد يقيد حجم البناء في بعض المستوطنات. ويقول الفلسطينيون ان المستوطنات التي بنيت على اراض يريدون اقامة دولتهم عليها ستحرمهم من اقامة دولة تتوفر لها مقومات الاستمرار. وبنيت المستوطنات الاسرائيلية على اراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 وقضت محكمة العدل الدولية بانها غير مشروعة بموجب القانون الدولي. ويمكن لاعمال العنف أيضا ان تخرج محادثات السلام عن مسارها. وأعلن الجيش الاسرائيلي ان نشطين فلسطينيين في غزة أطلقوا صاروخا وقذيفتي مورتر على اسرائيل امس الاربعاء. وتسيطر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة وتعارض ابرام اتفاق سلام مع اسرائيل. وقالت إسرائيل أمس إن قواتها قتلت نشطا فلسطينيا حينما فتحت دبابة النار عقب إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة على القوات الإسرائيلية. وقال مسعفون فلسطينيون إن أربعة أشخاص أصيبوا. وأعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن الهجوم. وبعد ان تنهي كلينتون محادثاتها في القدس من المقرر أن تجري المزيد من المحادثات في رام الله وفي العاصمة الأردنية عمان على مدى اليومين القادمين. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الإفصاح عن اسمه إن ميتشل سيزور سوريا يوم الخميس ولبنان يوم الجمعة سعيا للدفع قدما بسلام أوسع نطاقا بين إسرائيل والعالم العربي.
إدارة أوباما تعول على المفاوضات المباشرة للحفاظ على الكونجرس
تعول الإدارة الأمريكية "الديمقراطية" بشكل كبير على نجاح المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لرفع رصيدها السياسي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر القادم مع تراجع شعبية الرئيس باراك أوباما ومواجهة الديمقراطيين خطر فقدان السيطرة على الكونجرس. وتقود وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون جولة ثالثة من محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتسعى لتفادي انهيار المفاوضات بعد أيام من إطلاقها خوفاً من فشلها بعد الخلاف على قضية تجميد الاستيطان. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شدد عشية بدء المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين على أن قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لن يستمر بعد انتهاء الحظر في 26 من الشهر الجاري، في وقت كشفت فيه حركة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان إمكانية بناء 13 ألف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات سيشرع في بنائها فور انتهاء التجميع بعدما حصلت على تصاريح بناء نهائية. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ل"رويترز" إن اختيار المضي قدماً في البناء الاستيطاني بأي شكل يعني تدمير المفاوضات. وأضاف "آمل أن تنحاز الحكومة الإسرائيلية عندما تخير بين المستوطنات والسلام إلى خيار السلام، لا يمكنهم الحصول على الاثنين معاً". وكررت هيلاري كلينتون دعوة أمريكا إلى مد حظر على البناء الاستيطاني الجديد في الضفة الغربية، ويضغط الجانب الإسرائيلي في هذا الجانب للحصول على مزيد من التنازلات الفلسطينية. ودعت كلينتون الإسرائيليين والفلسطينيين لحل النزاع بشأن انتهاء حظر البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، غير أنها ألقت ببعض المسئولية على الفلسطينيين في اتخاذ خطوات لم تحددها من أجل مساعدة نتنياهو في تمديد الحظر قائلة "هناك التزامات على الجانبين لضمان استمرار هذه المفاوضات".
رفض عربي للاستيطان
في هذه الأثناء حذر حلفاء نتنياهو الذي تهيمن على ائتلافه الحاكم أحزاب موالية للمستوطنين من أن الحكومة الإسرائيلية قد تنهار إذا لم يستأنف توسيع المستوطنات. ونقلت وكالة أبناء الشرق الأوسط المصرية عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قوله يوم الاثنين "مبدأ الاستيطان مرفوض بالكامل من قبل مصر والجانب الفلسطيني ومن قبل كل الدول العربية". وأشار أبو الغيط إلى أن الجانب الإسرائيلي "كثيراً ما يحاول التهرب من إعطاء إجابة واضحة"، وحث إسرائيل على وقف جميع الأنشطة الاستيطانية والتوقف عن "المناورة ومحاولة كسب الوقت". وكان نتنياهو دعا خلال استقباله مبعوث الرباعية للشرق الأوسط توني بلير في القدس الغربية الأحد الفلسطينيين إلى عدم وضع شروط مسبقة للتقدم في المفاوضات التي يفترض أن تستأنف اليوم الثلاثاء في شرم الشيخ. وجدد نتنياهو تمسكه بشرط موافقة الفلسطينيين على ما أسماها يهودية دولة إسرائيل للاعتراف بدولة مستقلة لهم، وهو الأمر الذي أكدت السلطة الفلسطينية رفضها التفاوض بشأنه.ويبقى الطرف الفلسطيني الأضعف في سلسلة حلقات المفاوضات المباشرة نظراً للعجز الكامل للسلطة الفلسطينية وافتقادها لأوراق الضغط التي يمكن استخدامها في عملية المفاوضات مع ضعف المواقف العربية وانشغال معظم دولها بمشاكلها الداخلية.
سوريا تحصد ثمار مواقفها
على صعيد آخر استبعد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله لمبعوث فرنسي زار دمشق الاثنين 13 سبتمبر احتمال التوصل إلى اتفاق سلام بين سوريا والحكومة الإسرائيلية الحالية. ونقلت وكالة سوريا للأنباء "سانا" عن الأسد قوله إنه يأمل في رؤية تطورات حقيقية في عملية السلام "رغم أن السياسات الإسرائيلية لا توحي بذلك". وأكد الأسد لجان كلود كوسران المبعوث الرئاسي الفرنسي لعملية السلام في الشرق الأوسط أهمية التنسيق مع تركيا "من أجل البناء على ما تم التوصل إليه في المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركي". وأوضح الأسد أن أي محادثات جديدة يتعين أن تبنى على جولات المحادثات غير المباشرة الأربع التي توسطت فيها تركيا وانهارت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في عام 2008. وتنظر سوريا تقليديا إلى فرنسا على أنها يمكن أن تساعد في توازن السياسة الأمريكية، ولم تنتقد الحكومة السورية المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية إلا أنها قالت إنه يتعين أن تمثل فيها جميع الفصائل الفلسطينية، كما أنها سمحت لقادة حركة المقاومة الإسلامية حماس المقيمين في دمشق بالتعبير عن معارضتهم الشديدة لتلك المحادثات. وحصدت سوريا ثمار مواقفها الإستراتيجية المتعلقة بدعم المقاومة في العراق ووقوفها إلى جانب دعم المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية وباتت قبلة للمجتمع الدولي ومدخلاً مهماً لحل أبرز القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط في العراق وفلسطين ولبنان.
تراخيص لبناء 11 ألف مستوطنة يهودية جديدة بفلسطين اقتحم ما يقارب 130 يهودياً متطرفاً يوم الاثنين الماضي ساحات المسجد الأقصى من بوابة المغاربة برفقة شرطة الاحتلال، فيما ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن إسرائيل لا تستطيع تمديد تجميد بناء المساكن في مستوطنات الضفة الغربية. ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن أحد حراس المسجد الأقصى قوله إن خمس مجموعات دخلت من البوابة يتقدم كل مجموعة أحد كبار الخامات. وقال شهود عيان إن المتطرفين اليهود نظموا جولات في باحات وساحات ومصليات المسجد الأقصى المبارك، واكتفى حراس المسجد بمراقبتهم خشية تعرضهم لملاحقات شرطة الاحتلال التي لجأت إلى إبعاد عدد من العاملين ف الأقصى لعدة أشهر تتجدد تلقائياً. وكشف تقرير لحركة "السلام الآن" العاملة داخل الكيان الصهيوني عن مخطط لبناء 13 وحدة استيطانية جديدة فور انتهاء قرار تجميد البناء في المستوطنات المقرر في 26 من الشهر الجاري ودون الحصول على إذن آخر من الحكومة. وأكد التقرير أن البناء سينطلق في نحو 2500 وحدة سكنية مباشرة فور انتهاء مدة التجميد، إضافة إلى وجود مخططات لبناء 11 ألف وحدة سكنية في مواقع حصلت على تراخيص لخرائط هيكلية وتخصيص أراض فيها للبناء الاستيطاني من قبل الوكالة اليهودية. وقد استشهد ثلاثة مواطنين فلسطينيين بينهم مسن وحفيدة جراء قصف مدفعي للاحتلال الإسرائيلي بعد استهداف بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت عن سقوط صاروخين أطلقا من قطاع غزة في النقب الغربي صباح الأحد وقالت إنهما لم يحدثا أضراراً أو إصابات بشرية. ومن المتوقع انعقاد جولة مفاوضات مباشرة في شرم الشيخ الثلاثاء بشأن موضوع البناء الاستيطاني.
بناء المستوطنات مستمر
وفي صعيد متصل قال مسئولون على اطلاع بمناقشات جرت بين نتنياهو وتوني بلير مبعث رباعي الوساطة للسلام في الشرق الأوسط ل"رويترز" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تهيمن على ائتلافه الحاكم أحزاب مؤيدة للمستوطنين أبلغ بلير أن إسرائيل "لا يمكنها تمديد التجميد". ونقل عنه أحد المسئولين أيضاً قوله في الاجتماع الذي عقد يوم الأحد "لن نبني عشرات الألوف من الوحدات السكنية المخطط لها بالكامل"، وأضاف "على الجانب الآخر لن نجمد حياة سكان يهودا والسامرة -الضفة بالغربية- أو نجمد البناء".
وقد طالب نتنياهو في تصريحات علنية أثناء الاجتماع الأسبوعي لحكومته بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل على أنها دولة الشعب اليهودي في أي اتفاق للسلام وهو مطلب يرفضه عباس. فيما هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالانسحاب من محادثات السلام التي تجددت لتوها مع إسرائيل في حالة استئناف أعمال بناء جديدة في الأراضي المحتلة بعد انتهاء تجميد فرضه نتنياهو بضغط من الولايات المتحدة لمدة عشرة أشهر في نهاية سبتمبر الجاري. وتجاهل نتنياهو دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تمديد التجميد الجزئي لبناء مستوطنات على الأراضي الفلسطينية. وكان أوباما قال في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض "من المنطقي أن يتم تمديد فترة التجميد مادامت المحادثات تسير بصورة بناءة" وأشار إلى "عقبات هائلة" تواجه المفاوضات.
تصريحات متناقضة
وتناقضت تصريحات وزراء إسرائيل بشأن الاستيطان والمفاوضات المباشرة حيث قال وزير الرفاه يتسحاق هرتسوغ من حزب العمل لوسائل إعلام إسرائيلية إنه يجب تنفيذ خطوات شجاعة من أجل مواصلة المفاوضات حتى لو كان هذا يعني استمرار التجميد في المستوطنات. فيما رفض رئيس حزب شاس ووزير الداخلية إلياهو يشاي تمديد التجميد، وقال "علينا أن نواجه الحقيقة وأن لا ندفن رؤوسنا في الرمل مثل النعامة". وأعرب داني أيالون نائب وزير الخارجية عن تفاؤله بالتوصل إلى تسوية بشأن تمديد فترة تجميد الاستيطان من خلال "استئناف البناء في المستوطنات وفقاً للعرض والطلب، مقترحاً أن تقوم التسوية على مواصلة البناء في المستوطنات بحيث يتم تنفيذ أعمال البناء في المستوطنات القائمة وفقاً للطلب على السكن دون زيادة مخزون الأراضي للبناء في الضفة الغربية. وأشارت صحيفة يديعوت أحرنوت إلى أن حكومة إسرائيل ستواجه مشكلة تطبيق عرقلة البناء الاستيطاني بسبب وجود ألفي تصريح بناء جاهز للتطبيق بمجرد انتهاء فترة تجميد البناء في المستوطنات قبل نهاية الشهر الجاري. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قال أمام أنصار حزبه اليميني "إسرائيل بيتنا" الأسبوع الماضي إنه "يجب أن يكون مفهوماً أن اتفاق سلام شامل بما يعنيه من نهاية الصارع ووقف المطالب المتبادلة والاعتراف بإسرائيل بأنها الدولة القومية للشعب اليهودي هو غاية لا يمكن تحقيقها في السنة المقبلة ولا في الجيل المقبل".فيما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة مع صحيفة الأيام الفلسطينية الأسبوع الماضي "لن أسمح بتدمير البلد ولن أتنازل عن أي ثابت من الثوابت، وإذا طلبوا تنازلات عن حق اللاجئين وعن حدود 1967م فإنني سأرحل ولن أقبل على نفسي أو أوقع تنازلاً واحداً".
تواصل مفاوضات السلام
قال المبعوث الأميركي للسلام بالشرق الأوسط جورج ميتشل قال إن القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية أخفقتا في حل الخلاف بشأن النشاط الاستيطاني ولكنهما ما زالتا تعتقدان أن بالإمكان التوصل إلى اتفاق للسلام في غضون عام.ولم ترشح أي أنباء عن حل وسط بشأن قضية الاستيطان في المفاوضات التي حضرتها كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال ميتشل للصحفيين في شرم الشيخ "الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو مستمران في الاتفاق على أن هذه المفاوضات التي هدفها حل كل القضايا الجوهرية يمكن أن تستكمل خلال عام واحد". وأضاف ميتشل "بدأ الجانبان محادثات جادة بشأن قضايا جوهرية". وقال إن المفاوضات ستستمر الأربعاء في القدس بمشاركة كلينتون، وإن الفريقين الإسرائيلي والفلسطيني سيجتمعان مرة أخرى في الأيام القادمة. وهذا هو أول اجتماع بين الجانبين منذ إعادة إطلاق محادثات السلام المباشرة في واشنطن في الثاني من الشهر الجاري بعد توقفها 20 شهرا بهدف معلن هو تحقيق إطار اتفاق خلال عام. وتشمل القضايا الجوهرية المستوطنات والأمن والحدود ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
رفض إسرائيلي
في هذه الأثناء أعلنت الحكومة الإسرائيلية مساء الثلاثاء رفضها لمطالب جورج ميتشل بتمديد تجميد النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة.وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عوفير جندلمان للصحفيين إن إسرائيل لا تنوي تمديد تجميد الاستيطان بعد انتهاء مهلة العشرة أشهر المحددة في نهاية هذا الشهر، وكان ميتشل طالب بعد جلسة المفاوضات الأولى باستمرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وقال للصحفيين "إن الولايات المتحدة تعتقد أنه من المقبول والمعقول استمرار تجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة لاستمرار المفاوضات". وقد وصلت كلينتون إلى القدس الغربية مساء الثلاثاء، ومن المقرر أن تجري المزيد من المحادثات هناك وفي رام الله وفي العاصمة الأردنية عمان على مدى اليومين القادمين. وكانت جلسة التفاوض المباشر في شرم الشيخ بدأت بلقاء ثلاثي جمع عباس ونتنياهو وكلينتون. وبدأت الجلسة بعد تأخير تجاوز الساعة، تردد على لسان بعض المصادر أن سببه هو وجود خلافات قوية بين الطرفين الرئيسيين حول عدة أمور أبرزها الخطط الإسرائيلية لمزيد من التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. وفيما يتعلق بالعرض الأميركي لحل مشكلة الاستيطان التي هددت بإعاقة المفاوضات، قال مراسل الجزيرة في شرم الشيخ سمير عمر إن الأميركيين تقدموا باقتراح للإسرائيليين بعدم العودة لبناء المستوطنات بالضفة الغربية بعد تاريخ 26 من الشهر الجاري، لكن دون أن يتبنوا قرارا رسميا بتمديد تجميد الاستيطان. وفي رده على سؤال عقب انتهاء جولة المفاوضات، قال ميتشل إن الرؤية الأميركية بشأن حل الدولتين تتضمن دولة يهودية ديمقراطية في إسرائيل تعيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية.
الفصائل تعارض
من جانبها قالت فصائل تحالف القوى الفلسطينية في بيان لها إنها تعارض المفاوضات، مؤكدة أن الفريق الفلسطيني المفاوض لا يمثل الشعب الفلسطيني ولا يعبر عن إرادته ويمثل خروجا عن الإجماع الوطني.
واعتبرت فصائل التحالف أن المفاوضات تهدد مستقبل القضية الفلسطينية، وستشكل نتائجها كارثة جديدة على الشعب الفلسطيني. كما اعتبرت مشاركة أطراف عربية في هذه المفاوضات والتسويق لها طعنا وخروجا عن الإجماع العربي. واختارت فصائل التحالف التأكيد على أنها ستواجه نتائج المفاوضات بخيارات وطنية وتجديد المقاومة ضد الاحتلال.
بعيداً عن السياسة فرحة العيد ... في غزة لها طعم آخر
للأمة الإسلامية عيدان تحتفل بهما، عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، وتختلف مظاهر الاحتفال بهذين العيدين من مكان إلى آخر ومن شعب إلى شعب، فطبيعة الإنسان والظروف المحيطة به غالبا ما يكون لها الدور الأكبر في صياغة أفراحه واحتفالاته. أهل غزة – كبقية المسلمين - احتفلوا بقدوم عيد الفطر المبارك بعد صيام شهر رمضان وقيامه، ولكن فرحتهم كانت مختلفة عن باقي الشعوب الإسلامية ، ففرحة العيد في غزة فرحة شعب استطاع رغم كل الجراح التي ألمت به أن ينتزع البسمة وأن يحتفل على طريقته الخاصة، فكانت دائما الفرحة تولد في بيت شهيد وتنمو في بيت أسير وجريح. وهذا قدر غزة ففي كل بيت فيها لوعة لأطفال طال انتظارهم لأبيهم الذي حالت جدران السجن بينهم وبينه، أو قلب مكلوم لأم فقدت فلذة كبدها شهيدا، أو مكان لجريح أقعده رصاص الاحتلال في الفراش ومنعه الحصار من حقه في العلاج والدواء." إسلام أون لاين" رصد شوارع غزة في العيد ونقل صورة حية من هناك.
عيد مختلف
في العيد يحرص أهل غزة كغيرهم على شراء الملابس، ويحرصون على التزاور والتهادي، فتجد الناس كبارا وصغارا وقد لبسوا الملابس الجديدة وتحركوا في زيارات للأرحام والأحباب والأصدقاء، وتبادلوا الهدايا والكعك الذي يعد خصيصا للعيد. وفي غزة لا يوجد أماكن للنزهة والاحتفال بالعيد، كما لا توجد أماكن مخصصة للهو ولعب الأطفال، ولكن تجدهم يلعبون في الطرقات وبين أزقة المنازل في المخيمات الفلسطينية حيث البيوت هناك متلاصقة ومتداخلة في بعضها البعض، كما تنعكس قسوة الحياة التي يعيشها الناس هناك على طبيعة لعب الأطفال وشكل الألعاب التي يمارسونها. الألعاب النارية والبنادق والمسدسات البلاستيكية التي أتت من الأنفاق إلى المحلات التجارية، والبسطات الصغيرة ، وتفنن الباعة في عرضها لجلب أنظار الأطفال وإغراءهم لشراء ألعابهم المفضلة، والتي غالبا ما تعكس طبيعتها الحالة النفسية التي يعيشها هؤلاء الصبية الصغار. ويقول أبو خالد - وهو صاحب لأحد المحال التجارية التي تغطت واجهتها بالألعاب – " عادة في العيد يكثر الطلب على البنادق والمسدسات على حساب الحلوى والأمور الأخرى ولذلك أحرص على أن يكون عندي تشكيلة واسعة من هذه الألعاب وخاصة أن هذا موسم وتكون حركة البيع فيه قوية". وعند سؤالنا عن مصادر هذه الألعاب، وهل هناك قوة شرائية لدى الأطفال هذا العام، أجاب أبو خالد ومظاهر الاستياء بادية على وجهه : " على الرغم من دخول الكثير من الألعاب إلى الأسواق الفلسطينية عن طريق الأنفاق إلا أن أغلب تلك البضائع تكون ذات جودة أقل من تلك التي كانت تأتينا في السابق عن طريق المعابر وهذا يؤثر على نسبة البيع وكذلك فالأطفال هذا العام قدرتهم الشرائية أقل من الأعوام الماضية على الرغم من انخفاض الأسعار نسبيا لكن الأوضاع الاقتصادية والحصار والبطالة السائدة منعت الكثير من أرباب الأسر من الخروج في العيد وبالتالي حرمت الأطفال من العيدية". وما أن يأخذ الطفل العيدية حتى ينطلق إلى البسطات التجارية التي غطت رصيف غزة ليشتري بندقيته التي حلم بها وانتظر العيد لأجلها ، ليلعب مع أقرانه لعبة ( العرب واليهود ) وهي لعبة اشتهرت في شوارع وأزقة غزة ومخيماتها حيث يقسم الأطفال أنفسهم إلى فريقين ، الأول يمثل "الجيش" ويقصد به جيش الاحتلال الصهيوني وهو يرمز إلى الشر والظلم، وفريق آخر يمثل المقاومة " العرب" ويرمز إلى أبناء الشعب الفلسطيني الذين يقاومون الاحتلال ويحاربونه بكل ما أوتوا من قوة . وهكذا ينعكس الواقع الفلسطيني وتعقيدات القضية الفلسطينية على أطفال غزة وعلى لعبهم واحتفالهم بالعيد غير أن هذا العام زاد في قاموس الأطفال لعبة جديدة تحاكي الحصار المفروض على غزة وحفر الأنفاق ونقل البضائع إلى قطاع غزة من خلالها.
كعك العيد
وبعيدا عن الأطفال وألعابهم؛ لا تكتمل فرحة العيد في غزة إلا بالكعك والذي تتقن صناعته ربات البيوت الغزيات فمجرد أن تدخل أحد أزقة المخيم حتى تشدك رائحة الكعك الزكية والتي تتطاير من البيوت المتلاصقة الحاجة أم سعيد قالت "في كل عام نجتمع أنا وزوجات أبنائي لأعداد الكعك والذي ما يأخذ منا جهداً ووقتاً كبيرين وهو عبارة عن عجينة من السميد والطحين تعجن بزيت الذرة والسمن والحبة السوداء وتخبز بداخل ( العجوة ) وتأخذ أشكال مختلفة منها الشكل الدائري والأقراص وتقدم للضيوف وتهدى للأقارب والجيران". وتضيف أم سعيد مستذكرة الاحتفالات بالعيد في السابق : " كان للعيد بهجة، وكنا نقضي أيام طويلة في إعداد الكعك والمعمول لكننا فقدنا هذه الفرحة بسبب ما نمر به من ظروف وما سببه لنا الاحتلال من مآسي وأحزان فليس هناك بيت إلا وفيه شهيد أو أسير أو مصاب".أم محمد جارة لأم سعيد تقول :"اعتدنا على مدار ال 25 عاماً الماضية أن نجتمع أنا وجاراتي ونصنع الكعك معاً وهي تتفاخر بذلك وهي كذلك أم لأسير أعتقل في حرب غزة الأخيرة تقول وهي تعد المعمول "أبني ربي يحميه قلبي دائما معلقا به وصورته لا تفارق خيالي، لكن الاحتلال دائما يحاول أن يحرمنا الفرح والبسمة وينغص علينا حياتنا".وتضيف أم محمد : " كنت دوماً أعد لأبني محمد المعمول حتى بعد زواجه لأنه كان شغوفاً بطريقتي في إعداده ، وكان دائما يقول لي( لا أشعر بالعيد بدون أن آكل الكعك والمعمول من يديك يا ست الحبايب) ، ولكني الآن أجتهد لكي أصنع هذا المعمول لزوجته و أبنته مريم حتى لا أحرمهما من فرحة عمل المعمول مثلما حرموا من أبني ".
تكافل اجتماعي
ولو تركنا لعب الأطفال وانشغال الأمهات بإعداد الكعك وتجولنا في أرياف غزة ومدنها ومخيماتها نجد الكثير من اللمسات التي تميز عيد غزة عن غيره حيث يجتمع أفراد العائلة الممتدة بعد أداء صلاة العيد ويتبادلون التهاني والتبريكات ويوزعون العيدية على النساء والأطفال ثم يخرجوا جماعة إلى أرحامهم وأصدقائهم، وهناك يحرص الناس على زيارة أهالي الشهداء والأسرى وزيارة الجرحى والشد على أيديهم ومؤازرتهم في محنتهم حيث يتسابق الناس هناك للوقوف إلى جانب أسر الشهداء وإدخال الفرحة عليهم ومشاركتهم العيد وتفقد أحوال الأسر الفقيرة منهم. وتقول أم عبد الله التي استشهد ابنها عبد الرحمن في عملية اقتحام للخط الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48 :" اشعر بفقدان ولدي عبد الرحمن الذي كان حنونا علي وعلى أخواته، ولكن هذا قدر الله وأنا اقبل ما كتبه الله لي وأحمد الله أن اختار ابني عبد الرحمن شهيد في سبيله ".وتستدرك أم عبد الله وقفة أهل الحي الذي تسكنه معها في يوم العيد وزيارتهم لها ومؤازرتهم لها وتقول :" أشعر أن كل الناس هنا هم أبنائي وكلهم وقف إلى جانبي وجاءوا لنا في يوم العيد وسلموا علينا والحمد لله الذي عوضني خيرا عن ابني وأصبح كل أبناء الحي هم أبنائي" في حين تقول أم العبد وهي والدة لأسير حكم عليه بالسجن لمدة 19 سنة : " أفتقد ولدي مصطفي في يوم العيد وأفتقد ابتسامته حين يدخل عليا ويسلم عليا ويقبل رأسي ويدي "، وتجهش بالبكاء وهي تتجه إلى الله بالدعاء أن يفك أسر مصطفى، وكل الأسرى في السجون الإسرائيلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.