فيينا – أ ب، رويترز – تأمل الدول الست المعنية بالملف النووي لإيران، بالتوصل سريعاً إلى نتائج ملموسة في محادثات الجانبين، فيما انتقدت طهران تصريحات «سلبية» تلت المفاوضات. ووصفت مسودة بيان تناقشها الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، جولة المحادثات الأخيرة في ألما آتا بأنها «مفيدة»، مشددة على أهمية «مواصلة عملية ديبلوماسية بناءة، سيُعمَل عليها بنشاط في الأشهر المقبلة، على أساس المعاملة بالمثل ونهج الخطوة خطوة»، وذلك لاستعادة «الثقة الدولية في الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني». وورد في المسودة التي يُرجَّح طرحها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا اليوم: «نسعى إلى نتائج ملموسة في هذه العملية الديبلوماسية في مرحلة مبكرة، ونؤكد مجدداً دعمنا المستمر لتسوية ديبلوماسية للملف النووي الإيراني». وأعربت عن «قلق شديد لمواصلة إيران نشاطات نووية محددة» تتعارض مع قرارات مجلس الأمن. في المقابل، استهجن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست «سعي دول غربية وإقليمية ووسائل إعلامهم، إلى الإيحاء بأن نتائج المفاوضات سلبية»، مؤكداً أن أجواء المحادثات في ألما آتا كانت «مختلفة عن سابقاتها، وستكون آفاقها مشرقة، إذا تابعت الدول الست نهجها المنطقي واقتربت من اقتراحات ايران». وتطرّق إلى تصريح لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عن بدء رفع تدريجي للعقوبات، لافتاً إلى انه «استند إلى التغيير الملموس في نهج الدول الست» خلال محادثات ألما آتا. وأعلن مهمان برست رفض طلب الوكالة الذرية فتح مجمّع بارشين العسكري أمام مفتشي الوكالة، مشدداً على أن «التعاون بين ايران والوكالة سيستمر حتى الوصول إلى إطار شامل يقود إلى اتفاق، ينصّ بوضوح على الطابع السلمي لنشاطاتنا النووية». أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني فاعتبر أن «لا حاجة إلى المفاوضات» مع الدول الست، «لأن ايران تعمل في إطار الوكالة الذرية التي تراقب برنامجها النووي». واتهم الدول الست بالسعي إلى «العمل خارج إطار المواثيق الدولية، للضغط على ايران». على صعيد آخر، أعاد مجلس خبراء القيادة في ايران انتخاب محمد رضا مهدوي كني رئيساً له، بنيله 64 صوتاً من 70 مقترعاً. ويضم المجلس 86 عضواً ينتخبهم الشعب لانتخاب مرشد والإشراف على عمله. وانتقد مهدوي كني نشاط الحكومة والرئيس محمود أحمدي نجاد، مذكّراً بأن الرئيس السابق أبو الحسن بني صدر «تصوّر أن 11 مليون صوت نالها (في الانتخابات) تجعله يفعل ما يريد، لكن الدولة التي تدار من ولاية الفقيه وشعبها الذي ضحى بالشهداء، ليست مستعدة للتنازل عن إنجازات ثورته». وأضاف أن الإمام الخميني تحلّى بالصبر إزاء أداء بني صدر، إذ كان «يحترم أصوات المواطنين»، لكنه اضطر في نهاية المطاف إلى تشكيل لجنة برلمانية لعزله من منصبه.