فيينا - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس، أن الوكالة وإيران ستلتقيان مجدداً الجمعة المقبل، لكنه اعتبر أن طهران «لا تتعاون» لتبديد قلق من طابع عسكري محتمل لبرنامجها النووي، خصوصاً في مجمّع بارشين العسكري حيث تحدث عن عمليات «تطهير»، ربما استباقاً لأي زيارة لمفتشي الوكالة. وتأمل الوكالة باستئناف تحقيق مُجمّد منذ 4 سنوات، لتوضيح مسائل عالقة تتصل بالبرنامج النووي لطهران. لكن المندوب الايراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية، اعتبر أن «فصلاً جديداً من التعاون» مع الوكالة «فُتح بعد زيارة أمانو» لطهران قبل أسبوعين، محذراً من أطراف «يحاولون إفساد أجواء التعاون البناءة» بين الجانبين «من خلال سجال سياسي». واكد أمانو، في افتتاح اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا أمس والذي يستمر حتى الجمعة، ان «إيران لا تتعاون في شكل ضروري لتمكين الوكالة من ان تؤكد في شكل جدير بالثقة، عدم وجود مواد ونشاطات نووية غير مُعلن عنها، واستخلاص أن كلّ المواد النووية تُستخدم في نشاطات سلمية». وأضاف: «أحض إيران على اتخاذ تدابير ضرورية للتطبيق الكامل لكلّ الالتزامات ذات الصلة، من أجل بناء ثقة دولية في الطابع المحض سلمي لبرنامجها النووي». وأبلغ مجلس المحافظين (يضمّ 35 دولة)، أن الوكالة وإيران «ستعقدان اجتماعاً جديداً في 8 حزيران (يونيو) في فيينا»، مشيراً الى أن الجانبين أظهرا مرونة خلال لقاءات سابقة، و»ضيّقا الخلافات» بينهما. وكان أمانو أعلن بعد زيارته طهران أن الوكالة ستبرم معها «قريباً جداً» اتفاقاً يحدّد إطار عمل الجانبين، سُمِّي «النهج المنظّم»، لاستئناف التعاون المجمّد بينهما، ويشمل مجمّع بارشين حيث تشتبه الوكالة في تنفيذ اختبارات سرية على صنع سلاح نووي. وقال أمانو لمجلس المحافظين: «أدعو ايران الى توقيع وثيقة النهج المنظم وتطبيقها في أقرب وقت ممكن، والسماح بزيارة سريعة لمجمّع بارشين». وأشار الى أن الإيرانيين أكدوا له توجهاً الى «تسريع الاتفاق في شأن النهج المنظم، وأن الخلافات المتبقية بين طهران والوكالة، لن تشكّل عقبة أمام التوصل الى اتفاق». وتحدث أمانو عن صور التقطتها أقمار اصطناعية لمجمّع بارشين، أشارت الى «نشاطات تشمل استخدام مياه وهدم مبانٍ وإزالة أسوار وجرف تربة». وأضاف: «لدينا قلق عام من احتمال أن تعرقل هذه النشاطات عمليات التحقّق التي سنجريها» في المجمّع. وزاد: «معلوماتنا تشير إلى نشاطات قد تكون نُفِذت، تتّصل بتطوير أجهزة تفجير نووية، ووصولنا (الى المجمّع) مهم جداً لتوضيح هذه المسألة». ويسبق لقاء فيينا بين طهران والوكالة، جولة محادثات جديدة في موسكو في 18 و19 الشهر الجاري، تضم إيران والدول الست المعنية بملفها النووي.