دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس المصري محمد مرسي إلى «مزيد من العمل الشاق والتسويات» لحل الأزمة السياسية التي لاحقته تجلياتها خلال زيارته التي استمرت يومين. إذ قطع محتجون الطريق إلى مطار القاهرة احتجاجاً على عنف الشرطة، ما أخر مغادرة كيري إلى الرياض حيث يلتقي اليوم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة ملفات أبرزها الأزمة السورية. وقال كيري، في بيان بعد لقائه مرسي ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي أمس، إنه ناقش مع الرئيس المصري «العديد من التحديات التي تواجه مصر بطريقة صريحة وبناءة، ومن الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل الشاق والتسويات من أجل إعادة الوحدة والاستقرار السياسي وإنعاش الاقتصاد». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة ستقدم لمصر 190 مليون دولار لدعم الموازنة، في ضوء تأكيدات مرسي أنه «ينوي استكمال العملية (التفاوضية) القائمة مع صندوق النقد الدولي» للحصول على قرض بقيمة 4.8 بليون دولار كان محور زيارة الوزير الأميركي. واكد كيري للسيسي أن بلاده تدعم «العملية الديموقراطية» في مصر، وحض ممثلي أحزاب التقاهم أول من أمس على خوض انتخابات البرلمان. وقال مدير «مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان» بهي الدين حسن الذي شارك في اللقاء إن المشاركين «تحدثوا عن تدهور وضعية حقوق الإنسان، والتصعيد والقمع الدموي من الشرطة للمتظاهرين ومشاركة الإخوان المسلمين في هذا القمع، والاعتداء على المؤسسة القضائية وتقزيم دورها والبنود الكارثية لقانون الجمعيات الأهلية». وبدا أن دخول الولاياتالمتحدة طرفاً على خط الأزمة المصرية قد يدفع الحكم إلى تقديم بعض التنازلات، إذ كشفت مصادر حزبية ل «الحياة» أن «هناك معلومات عن إمكان إجراء تعديل وزاري محدود»، وهو ما أكده قيادي في «الإخوان» بقوله: «لو ضمنا مشاركة المعارضة، من الممكن أن ننحي الوزارات التي تثير أزمة جانباً... نسعى إلى حل لضمان مشاركة واسعة في الاستحقاق الانتخابي، ومن الممكن أن نقدم تنازلات». وفي وقت كان كيري يعقد لقاءاته في القاهرة، كانت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين تتمدد وتنتقل من محافظة إلى أخرى. واتسعت رقعة العنف في مصر لتطاول محافظات عدة إلى جانب ميدان التحرير الذي اقتحمته قوات الأمن لفض الاعتصام المتواصل فيه منذ شهور. واشتعلت المواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في بورسعيد بعد نقل وزارة الداخلية المتهمين في قضية «مذبحة بورسعيد» من سجن المدينة العمومي، كما اندلعت اشتباكات في الإسماعيلية، واستمرت المواجهات في المنصورة لليوم السابع على التوالي، وسقط عشرات المصابين فيها. من جهة أخرى (ا ف ب) أصدر النائب العام طلعت عبدالله أمس قراراً بوضع رجلي الأعمال البارزين أنسي ساويرس وابنه ناصف على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول. ونقلت «وكالة انباء الشرق الأوسط» الرسمية عن مصدر قضائي أن القرار «يأتي في ضوء طلب من وزير المال المرسي حجازي لتحريك الدعوى الجنائية قبلهما والتحقيق معهما في ما هو منسوب إليهما من التهرب من أداء ضرائب مستحقة عليهما تقدر بنحو 14 بليون جنيه (2 بليون دولار) عن أرباح صفقة بيع شركة أوراسكوم بيلدينغ إلى شركة لافارج الفرنسية والتي حققت أرباحا لهما تقدر بنحو 68 بليون جنيه (9.7 بليون دولار)». ويقيم معظم أفراد أسرة ساويرس خارج مصر منذ شهور عدة.