يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى القاهرة اليوم للقاء أقطاب الحكم وقوى معارضة ليس من بينها «جبهة الإنقاذ الوطني» التي رفض قادتها الاجتماع معه، فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة ومسلمين حاولوا اقتحام كنيسة في مدينة كوم أمبو في محافظة أسوان (جنوب مصر) بعدما سرت إشاعة عن خطف فتاة مسلمة واحتجازها داخل الكنيسة. واستمرت المواجهات بين الشرطة والأهالي الذين حاصروا كنيسة مار جرجس طوال ليل أول من أمس وتجددت مساء أمس، بعدما رشق أشخاص القوة المكلفة حماية الكنيسة بالحجارة وزجاجات حارقة، فردت بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن جرح ضابط وخمسة جنود وعشرات المتظاهرين. وأوقفت الشرطة ستة من أهالي المدينة، وعززت من الطوق الأمني حول الكنيسة لمنع اقتحامها، وأغلقت كل الشوارع المؤدية إليها. واختفت معلمة شابة مسلمة، واتهم ذووها أقباطاً بالتورط فى اختفائها بعدما شوهدت حسب روايتهم بصحبة صديقة مسيحية لها أمام الكنيسة، ما أثار شكوكهم في «خطفها واحتجازها داخل الكنيسة لتنصيرها». وبدا أن نظام الرئيس محمد مرسي اعتمد أيضاً الحل الأمني لمواجهة أول مشكلة طائفية كبيرة في عهده، على غرار نظام سابقه. إلى ذلك، يبدأ وزير الخارجية الأميركي اليوم زيارة لمصر يستهلها بلقاء نظيره المصري محمد كامل عمرو ثم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، قبل أن يلتقي عدداً من رجال الأعمال المصريين، ويعقد جلسة مع قادة أحزاب معارضة يقاطعها منسق «جبهة الإنقاذ» محمد البرادعي والقيادي فيها حمدين صباحي فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مساعد للقيادي في الجبهة عمرو موسى أن الأخير لن يشارك في اللقاء، لكنه قد يرسل مندوباً. وقال صباحي: «قرارنا (مقاطعة الانتخابات) من رأسنا ونشكر أي اهتمام خارجي بالشأن المصري، وعلى السيد كيري والجميع أن يعلموا أن مقاطعة الانتخابات موقف استثنائي وليس مبدئياً، واضطررنا إليه». وطالب الولاياتالمتحدة ب «أن تكون متسقة مع خطاباتها التي تنادي بالديموقراطية، ويجب أن توجه خطابها إلى النظام المستبد وليس إلى المعارضة». ومن المقرر أن يجتمع كيري غداً مع الرئيس محمد مرسي، قبل أن يذهب إلى مقر وزارة الدفاع للقاء الوزير الفريق أول عبدالفتاح السيسي، كما يبحث مع مجموعة من منظمات المجتمع المدني في الصعوبات التي تواجه عملها في مصر. وكانت تظاهرات اندلعت في القاهرة ومحافظات عدة أمس ضد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين» رفعت فيها مطالب بعودة الجيش إلى الحكم. لكنها لم تجمع أعداداً كبيرة. وتجمع متظاهرون أمام النصب التذكاري للجندي المجهول في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) لتأييد الجيش، ونُظمت مسيرة مماثلة إلى المنطقة الشمالية العسكرية في الإسكندرية. وجمع محتجون في بورسعيد التي خفت حدة العصيان المدني فيها توكيلات غير رسمية لتولي وزير الدفاع الرئاسة. ورفعت مسيرات دعم الجيش صوراً للسيسي ولافتات كبيرة كُتب عليها: «السيسي... مصر أمانة في رقبتك» و «لا لأخونة الجيش». وحذرت قوى ثورية في بورسعيد من محاولات كسر العصيان المدني، مؤكدة أن العمل الحكومي سيظل متوقفاً حتى اعتماد قرار باعتبار قتلى المواجهات الأخيرة بين الشرطة والمتظاهرين التي سقط فيها نحو 50 قتيلاً «شهداء». وكان لافتاً امس سعي المرشد العام ل «الإخوان» محمد بديع إلى تلطيف الأجواء مع الجيش غداة تصريحات لوزير الدفاع قال فيها إن القوات المسلحة «تضع مصر وأمنها القومي فوق كل اعتبار»، وسط تسريبات عن استياء الجيش من طريقة إدارة الحكم للأزمة السياسية. وقال بديع الذي زار الإسماعيلية أمس خلال كلمة وجهها إلى أنصاره إن «جماعة الإخوان لا تقبل الوقيعة بينها وبين الجيش». وأضاف أن الجيش «أكثر مؤسسة رسمية منظمة في البلاد، وجماعة الإخوان كأكبر مؤسسة شعبية منظمة في الشارع حريصة كل الحرص على العلاقات الطيبة معه». وشدد على أن جماعته «تكن كل الحب والتقدير والاحترام للمؤسسة العسكرية المصرية ولا تقبل أن يوقع بينهما أحد»، مؤكداً «الحرص كل الحرص على العلاقات الطيبة مع الجيش وعلى عدم المساس به وبرموزه».