غداة تفجير اسلامي انتحاري سيارة مفخخة في كيدال (اقصى شمال شرق) حيث ينتشر جنود فرنسيون وتشاديون، ما ادى الى سقوط 4 قتلى على الاقل، عقد قادة دول غرب افريقيا في الاصمة العاجية ياموسوكرو، قمة لبحث الحرب في مالي وتولي وحدة عسكرية شكلتها، خلال مهلة محددة، مهمات الجيش الفرنسي في مواجهة الجماعات الاسلامية التي تكثف هجماتها. وأفادت مصادر افريقية بأن «مجموعة دول افريقيا الغربية تنوي نشر الفي جندي اضافي على العدد المحدد ب 6 آلاف»، لكنها تحتاج الى اكثر من ضعفي المبلغ الذي تعهد المجتمع الدولي نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي تأمينه لعمليات الوحدة الافريقية، ومقداره 455 مليون دولار. ودعا الرئيس التشادي ادريس ديبي في كلمة الافتتاح الوحدة الأفريقية والجيش المالي الى تسريع انتشارهما في شمال مالي، ومساندة المعارك التي يخوضها الجنود الفرنسيون والتشاديون. وقال: «الوقت لم يعد للخطابات بل للعمل»، مضيفاً: «العدو لا ينتظر، لذا ندعو قيادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا الى تسريع ارسال قوات الى المناطق المحررة شمال مالي». ورغم وجود اكثر من 6 آلاف جندي افريقي في مالي، تنشط القوة التشادية التي تضم 1200 رجل ولا تنتمي الى القوة الافريقية بل تعمل بالتنسيق معها، في الخطوط الأمامية الى جانب الفرنسيين. وهي تكبدت 23 قتيلاً في مقابل 93 عنصراً من الاسلاميين المسلحين في معارك اندلعت الجمعة الماضي في جبال ايفوقاس المحاذية للحدود مع الجزائر. ويرى مراقبون كثيرون ان الجيش المالي والقوة الأفريقية غير قادرين وحدهما حالياً على فرض السيطرة على شمال مالي الشاسع، لذا اضطرت فرنسا التي ارسلت 4 آلاف جندي رجحت سحبهم بدءاً من آذار (مارس) المقبل الى التروي. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اول من امس بأنه «ليس وارداً المغادرة على عجل، وكل شيء سيجري بانتظام»، فيما بحث الرئيس فرنسوا هولاند في ختام محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في باريس، ملف مالي الذي «يعد مصلحة مشتركة». وقال مسؤول اميركي: «نريد ان ينجح الفرنسيون في مالي»، علماً ان كيري سبق ان هنأ فرنسا على تدخلها «الناجح» في مالي، قبل ان يعترف في برلين اول من امس بأن هذا البلد الافريقي «يشكل تهديداً» للمنطقة واوروبا. لكن التوافق لم يكن دائماً ممتازاً بين باريس وواشنطن في مالي، إذ ترددت الادارة الأميركية في تقديم دعم لوجستي لدى اطلاق فرنسا حملتها في 11 كانون الثاني (يناير). وقدمت في البداية فاتورة كبيرة لتوفيرها طائرات شحن من طراز «سي – 17»، قبل ان تؤمنها بلا مقابل بعد عشرة ايام. ويؤكد مسؤولون اميركيون ان بلادهم تدعم «سياسياً ومادياً» التدخل في مالي، وخصصت 96 مليون دولار لتدريب القوة الافريقية وتجهيزها. كما نشرت الاسبوع الماضي طائرات بلا طيار في النيجر لدعم القوات الفرنسية في رصد المقاتلين الاسلاميين بمالي والقضاء عليهم.