باماكو، دكار - أ ف ب، رويترز - أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أمس، ان قوات بلاده التي تشن منذ 11 كانون الثاني (يناير) الماضي حملة على الاسلاميين المسلحين في شمال مالي، خاضت اول من امس «حرباً حقيقية» ضد جماعات «جهادية بقيت تقاتل» في ضواحي مدينة غاو. وتوقع تسليم الجيش الفرنسي مهماته تدريجاً الى الوحدة الأفريقية «بسرعة نسبياً، وخلال بضعة اسابيع»، في وقت ابلغ الرئيس فرنسوا هولاند الحكومة ان الانسحاب من مالي سيبدأ في آذار (مارس) المقبل «إذا سار كل شيء كما هو متوقع». وتجاوز عدد الجنود الفرنسيين في مالي 4 آلاف، أي حوالى ضعف العدد المعلن في بداية الحملة، ما يعادل قوتهم في افغانستان لدى بلوغ عديدهم أقصاه العام 2010. لكن باريس اكدت ان هذا العدد لن يرتفع. وأوضح لودريان ان «فلول الجهاديين» اطلقوا صواريخ على غاو التي اقرّ بحصول معارك لدى استعادتها في 26 كانون الثاني «على غرار باقي المناطق التي حُررت خلال الحملة»، قبل ان تعلن «حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا» انها هاجمت بالقذائف مواقع الجنود الفرنسيين والأفارقة في البلدة التي احتلتها خلال الشهور العشرة الأخيرة. وتشير طبيعة الاشتباكات الى ان المقاتلين الاسلاميين لا ينتشرون فقط في كيدال (اقصى شمال شرقي مالي)، بل يقاومون في مواقع اخرى شمال البلاد. وتحدث مراسلون عن ألغام كثيرة مزروعة على طول الطريق التي تمتد نحو 400 كيلومتر بين دونتزا وغاو. وللمرة الأولى، اقرّ لودريان بأن إصابات لحقت بصفوف القوات الفرنسية في مالي «لكنها طفيفة نسبياً باستثناء مقتل قائد مروحية في الساعات الاولى من التدخل، في مقابل تكبد المقاتلين الاسلاميين خسائر جسيمة لن أحصيها»، ولمّح الى ان غارات جوية استهدفت سيارات مكشوفة نقلت رجالاً وعتاداً، كما اندلعت مواجهات مباشرة في كونا وغاو. وذكر ان القوات الفرنسية والمالية عثرت في المناطق التي اخلتها الجماعات الإسلامية، على معدات عسكرية واخرى لصنع قنابل يدوية «ما يثبت وجود تحضيرات جدية لإنشاء بؤرة ارهابية في المنطقة». واضاف: «نكسب المعركة تدريجاً، ويجب المضي قدماً كي تصبح مناطق جبال ايفوقاس في كيدال القريبة من حدود الجزائر، حيث يتواجد قادة الجماعات الإسلامية وعناصرها، أرضاً مالية بالكامل». وتظل هذه المناطق الأكثر حساسية، ويستهدفها الطيران الفرنسي بقصف مكثف، فيما استتب الأمن في مدينة كيدال التي يسيطر عليها متمردو الطوارق واسلاميون يؤكدون انهم «ينسقون» عملهم مع القوات الفرنسية ضد اسلاميين فارين. على صعيد آخر، أفرج قراصنة عن ناقلة نفط فرنسية ترفع علم لوكسمبورغ، كانوا احتجزوها نهاية الاسبوع الماضي قبالة سواحل ابيدجان. واستعاد الربان السيطرة على الناقلة «غاسكوني»، وعلى متنها 17 بحاراً أصيب اثنان منهم بجروح طفيفة «لكن جزءاً من حمولتها تعرض لسرقة». وفي السنغال، أعلنت السلطات انها عززت، بسبب حرب مالي، اجراءات الأمن في دكار وسان لوي (شمال)، خصوصاً حول مواقع يتردد عليها اجانب. وتمركزت سيارات للشرطة في مفترق الطرق الكبيرة وسط دكار، فيما فتش عناصر امن سيارات في حيي بلاتوه وكولوبان الشعبي. وتشارك السنغال في القوة الأفريقية في مالي والتي ستحل محل الجيش الفرنسي، ووعدت بنشر كتيبة قوامها 500 جندي.