وعد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس وفداً من المجلس الوطني السوري برئاسة جورج صبرا، بمحاولة تأمين دعم أكبر للجهود الآيلة إلى الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية وتأمين تسليم السلطة إلى حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة لتقود المرحلة الانتقالية ونقل السلطة وفق إطار زمني متفق عليه. وأكد صبرا، عقب أجتماع مع العربي في مقر الجامعة استمر قرابة 90 دقيقة، «أبلغنا الجامعة العربية استنكار المعارضة السورية الصمت العربي تجاه حملة الإبادة الجماعية، التي يقودها نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري». وقال «انتقل الأسد إلى مرحلة الإبادة الحقيقة، وسط صمت عربي وهو ما نستنكره»، وأضاف، خلال مؤتمر الصحافي، «أن اللقاء تناول نتائج محادثات العربي مع القيادات الروسية خلال المنتدى العربي - الروسي الذي عقد الأسبوع الماضي». وقال صبرا «نقلنا عتباً كبيراً للدول العربية على الصمت على جرائم النظام، ونعتبر أن حملة الأسد الأخيرة هي تدمير الثقافة والحضارة في مدينة حلب والمدن السورية. وتابع «طلبنا من الجامعة العربية الضغط على النظام السوري ودفع الدول العربية للقيام بدور أكثر تأثيراً لوقف المذابح التي ترتكب ضد الشعب السوري، وكذلك كسر الصمت الدولي تجاه جرائم بشار، كما طالبنا بتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعب السوري». وأشار إلى أن الأمين العام وعد المجلس بالتحرك في هذا الاتجاه. وعن قرار «الائتلاف» وقف لقاءاته الدولية، قال صبرا: «نحن لم ننسحب من أية مشاركة دولية لكن قرّرنا تعليق مشاركتنا في أي لقاء دولي لأننا نرى أن الوقت الآن لا بد أن يكرس لمعالجة آلام شعبنا في الداخل ووقف أعمال العنف». وعن اعتبار ما يقوم به النظام السوري هو الرد على مبادرة الخطيب، قال صبرا: «إن مبادرة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب شخصية وليست مبادرة من المعارضة وهي ذات طابع إنساني، وأصدر اجتماع القاهرة الأخير لقيادة الائتلاف محددات لأية مبادرة جديدة لا بد أن تخضع لتلك المحددات وهذا الإطار». وكشف سليمان الحراكي عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني أن العربي أبلغ الوفد أن هناك تحولاً في الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية، وأنه أصبح يقبل نقل السلطة في دمشق. وضم الوفد الذي التقى العربي إضافة إلى صبرا أعضاء المكتب التنفيذي عبدالباسط سيدا وأحمد رمضان وسعيد لحدو وسليمان الحراكي والسيدة تغريد الحجلي. وأكد الأمين العام إدانته الشديدة لعمليات القصف الوحشي بالطائرات وصواريخ «سكود» للمدنيين السوريين العزل في حلب ومدن وأحياء سورية عدة، كما دان التفجيرات الإرهابية التي شهدتها دمشق في 21 الجاري. واعتبر الأمين العام أن هذه الأعمال العسكرية تعتبر جرائم حرب لا يمكن السكوت عنها، والمطلوب من المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، اتخاذ موقف حاسم لضمان الوقف الفوري لهذه العمليات الإجرامية ومعاقبة مرتكبيها. كما حض على ضرورة تقديم الإغاثة العاجلة للمدنيين في حلب والمناطق المنكوبة الأخرى مناشداً أجهزة الأممالمتحدة المعنية تكثيف جهودها وتنسيق التعاون مع منظمات المجتمع المدني العاملة في هذا الشأن بما في ذلك وحدة تنسيق الدعم الإنساني المشكلة في إطار الائتلاف الوطني السوري. وشدد العربي في بيان، على ضرورة مواصلة الجهود من أجل إطلاق عملية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة لتقود المرحلة الانتقالية ونقل السلطة وفق إطار زمني متفق عليه بغية وقف نزيف الدماء وما تتعرض له سورية من خراب وتدمير، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديموقراطية والإصلاح السياسي. وذكر البيان أن وفد المجلس الوطني السوري أعرب عن قلقه البالغ من التدخل الإيراني المتزايد في القتال الدائر في سورية، وقيام مجموعات عسكرية من «حزب الله» بالسيطرة العسكرية على عدد من القرى في ريف حمص على الحدود اللبنانية - السورية، مطالباً الجامعة باتخاذ موقف واضح من هذا التدخل.