علق «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» مشاركته في مؤتمر أصدقاء سورية في روما وزيارة إلى كل من الولاياتالمتحدةوروسيا احتجاجاً على «الموقف الدولي المخزي» من المذابح بحق الشعب السوري. وكان الائتلاف أقر مبدأ تشكيل حكومة انتقالية «سيكون مقرها داخل المناطق المحررة» وستجري تسمية رئيس الحكومة من بين مرشحين ليس من بينهم اعضاء في الائتلاف في اجتماع يُعقد في اسطنبول في الثاني من آذار (مارس) المقبل. وأكد الائتلاف بقاء مقره الرئيسي في القاهرة بعدما تردد عن توافق بين أعضائه على نقل المقر إلى اسطنبول. وأكد عضو الهيئة السياسية للائتلاف هيثم المالح ل»الحياة» أن التعليق احتجاج لكننا ماضون في طريقنا ولن نقاطع العالم. وقال هذه وقفة احتجاجية ضد العالم الذي يقف متفرجاً على الشعب السوري الذي لا يحارب النظام فحسب إنما موسكو وطهران و»حزب الله». وفي شأن نقل المقر الرئيسي من القاهرة، قال المالح: «إنها مسألة كانت مطروحة على جدول أعمال اجتماع الهيئة العامة لقرب تركيا من مسرح الاحداث وسهولة السفر والاجراءات»، وأثار البعض مسألة طرح الحكومة المصرية إيران ضمن الحل السياسي. وقال المالح إن ذلك كان مردوداً عليه بأن مصر هي العمق العربي لنا و»كتر خيركم ونحن لنا مقر فرعي في اسطنبول وأكدنا أن هذا الطرح غير مقبول وانتهي الأمر عند ذلك الحد». ويلتقي الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي صباح اليوم الاحد وفداً من المجلس الوطني السوري المعارض في مقر الأمانة العامة للجامعة للبحث في المستجدات بعد تمديد مهمة المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي والأسلوب الذي سيُطرح فيه الملف السوري في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في دورتهم العادية يومي 5و6 آذار (مارس) المقبل. وكان رئيس المجلس الوطني السوري السابق عضو الائتلاف عبد الباسط سيدا أكد أن الائتلاف اتفق في اجتماع هيئته العامة في القاهرة الخميس والجمعة ان لا حوار مع النظام السوري قبل تنحي بشار الأسد وكل المجموعة الأمنية المسؤولة عن قتل السوريين، نافياً وجود مبادرة مطروحة على الائتلاف. وقال إن الائتلاف لن يقدم مبادرات وتم وضع أسس ومحددات لأي حوار يجري مع الائتلاف. واتفقت الهيئة العامة للائتلاف على أن يكون مقر الحكومة في الداخل فيما يتم اختيار رئيس الحكومة في اجتماع سيعقد في اسطنبول في 2 آذار وأنه من حق أعضاء الائتلاف ترشيح رئيس الحكومة وللعضو الحق في اختيار أي عدد من المرشحين لكن الترشيحات يجب أن تصل قبل الساعات الأولى من الشهر المقبل. وعقب اختتام اجتماع القاهرة أعلن المتحدث الرسمي باسم الائتلاف وليد البني في مؤتمر صحافي مشترك مع عضو الائتلاف مروان حجو الرفاعي أن الحكومة التي سيتم تشكليها من المعارضة ستكون موجودة في الاراضي المحررة التي تحتاج إلى خدمات وإعمار وأنها ستكون جهازاً تنفيذياً لادارة هذه المناطق وملف اللاجئين. وأكد أن الجيش الحر موجود في أي حل وأن أي حل سياسي لن يقبل به بشار إلا إذا نجح الجيش الحر في إحراز تقدم كبير على الأرض ونحن نعمل على توحيد جميع الفصائل في الحرب. وأكد أن رئيس الحكومة لن يكون من الأعضاء في الائتلاف أو رئيسه وأنها ستكون حكومة تكنوقراط، مشيراً إلى أن المدة التي ستطرح كسقف لأية مفاوضات ستكون خاضعة للتفاوض مع القوى الدولية، موضحاً أن الائتلاف لم يرفض مبادرة الخطيب لكن بشار هو الذي رفضها ورفض الافراج عن 160 الف اسير والنساء التي تم اغتصابهن. وعن تعليق الزيارة إلى كل من إيطاليا والولاياتالمتحدةوروسيا، اعتبر بيان للائتلاف الصمت الدولي تجاه «الجرائم المرتكبة كل يوم في حق شعبنا هو مشاركة في ذبحه المستمر منذ عامين». وقال البيان إن مئات المدنيين العزل يستشهدون بسبب القصف بصواريخ «سكود»، ويجري تدمير مدينة التاريخ والحضارة حلب بشكل ممنهج، إضافة إلى ملايين المهجرين، ومئات آلاف المعتقلين والجرحى والأيتام. وأكد البيان أنه احتجاجاً على هذا الموقف الدولي المخزي قررت قيادة الائتلاف تعليق مشاركتها في مؤتمر روما لأصدقاء سورية، وعدم تلبية الدعوة لزيارة روسياوالولاياتالمتحدة الأميركية. وحمّل الائتلاف القيادة الروسية مسؤولية خاصة أخلاقية وسياسية لكونها لا تزال تدعم النظام بالسلاح، وطالب شعوب العالم كافة باعتبار الأسبوع الممتد من 15 إلى 22 آذار وهو الذكرى الثانية لانطلاق الثورة السورية أسبوع حداد واحتجاج في كل أنحاء العالم. وفي تصريح لقناة «فرانس 24» الناطقة بالعربية قال البني ان «زيارتنا الى واشنطن معلقة فقط، ننتظر من واشنطن مواقف تطابق ما تقوله عن دعمها للديموقراطية». واضاف ان «الولاياتالمتحدة قوة قيادية في العالم كما هي فرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي. هؤلاء لم يستطيعوا ان يوقفوا جزاراً عن مجازره بحق شعبنا». وتابع: «دققنا ناقوس الخطر، لا يمكن للمجتمع الدولي ان يواصل الصمت»، مندداً ب»وعود لا تتحقق وكلام لا يحمي سورية ولا يطعم جائعاً (...) الاجتماعات لم تؤد الى ما نريد ولا تساعد شعبنا. ليست هناك اي فائدة من ذلك». وأتت الخطوة الاحتجاجية هذه إثر مقتل 29 شخصاً على الاقل بحسب ناشطين في سقوط صواريخ ارض - ارض على حي في مدينة حلب (شمال). وكان من المقرر ان يتوجه رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب في غضون الاسابيع المقبلة الى موسكو. كما تلقى دعوة الى واشنطن من مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز خلال الاجتماع الاخير لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في 12 كانون الاول (ديسمبر).