تتجه أنظار الشارع الرياضي السعودي الليلة صوب إستاد الملك فهد الدولي بالرياض، حيث يحتضن نهائي كأس ولي العهد بين الهلال والنصر مساء اليوم، في كرنفال رياضي كبير يأتي بصورة خاصة كونه يجمع الغريمين التقليديين، ويحمل الفريقان طموحات كبيرة للظفر بكأس البطولة الغالية، خصوصاً النصر الذي غاب عن اللقب أكثر من 40 عاماً، على عكس حال منافسه صاحب الألقاب الخمسة الأخيرة المتتالية، إضافة إلى حمله الرقم الأعلى في تحقيق اللقب بواقع 11 بطولة. الهلال تأهل أولاً إلى المباراة النهائية بعدما تغلب على الفيصلي في نصف النهائي بهدف من دون رد، وكان قبلها كسب الفتح في ربع النهائي بهدفين من دون رد، وتغلب على نجران في دور ال16 بهدفين في مقابل هدف. أما النصر فكسب التعاون في دور ال16 بأربعة أهداف في مقابل هدفين، قبل أن يتجاوز العقبة الأصعب في ربع النهائي أمام الأهلي بهدفين في مقابل هدف، ثم تغلب على الرائد في نصف النهائي بهدفين من دون رد. المباريات الختامية التي لا تخضع لأي اعتبارات تسبق الصافرة الأولى، تحظى عادة بتركيز واضح على الجوانب التكتيكية تسيطر على مجريات اللعب، في ظل حرص المدربين على تحقيق الانتصار بغض النظر عن المستوى الفني، وهو ما تخرج معه تلك المباريات في الغالب بعيدة عن طموحات الجماهير في ظل الانضباط التكتيكي والتحصينات الدفاعية التي تخفي الاستعراضات الفردية والمهارات التي ينتظرها المتابعون، وغالباً ما يكون الصراع محموماً بين المدربين للاستفادة من كل إمكانات اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، والتحضيرات الفنية كانت على أشدها في الأيام الأخيرة، فتسابق المدربان على تجهيز العناصر للمباراة الأهم، فمدرب النصر ادخّر بعض الأسماء في المباراة الدورية الأخيرة أمام الاتفاق، فيما لم تخدم الظروف المدرب الهلالي لادخار العناصر المهمة، كونه خاض منتصف الأسبوع الجاري مواجهة في غاية الأهمية للبقاء في دائرة المنافسة على لقب الدوري أمام الشباب. الهلال حامل اللقب عانى كثيراً في الآونة الأخيرة، سواء على المستوى الفني أم الإداري، إذ لا يزال يفتقد هويته الفنية منذ انطلاق منافسات الموسم الحالي، وعلى غير العادة تبدو جماهيره غير واثقة بقدرات اللاعبين على كسب الرهان، خصوصاً أنه ظهر بصورة مهزوزة غلفتها الفوضى العارمة في المباريات السابقة عدا مباراة أو مباراتين، إلى جانب الغياب المخيف لروح اللاعبين، فأسماء كانت مع بداية الموسم تشكل طموحات الجماهير مثل البرازيلي ويسلي باتت عالة على زملائها، ف«العقرب» افتقر إلى أدوار واضحة كانت تمنح الفريق بحضوره قيمة إضافية، حالة سلمان الفرج لا تختلف كثيراً، فحيويته المهدرة بين التمرير الخاطئ والتأخر في تسليم كرات أخرى، حرمت الفريق الاستفادة منه، وعلى العكس يمثل الشاب ياسر الشهراني أهم الأوراق الزرقاء، إلى جانب الكوري الجنوبي يوبيونغ في حال مشاركته. دكة الاحتياط الهلالية، التي دعمت الفريق على مدى الأعوام الماضية، لم تعد تملك البدلاء القادرين على قلب الموازين وتحويل مسار السيطرة، باستثناء نواف العابد في حال حضوره كما يجب ذهنياً وبدنياً. وعلى الطرف الآخر، تنتظر الجماهير النصراوية أن يحقق المدرب الأوروغوياني كارينيو ما عجز عنه المدربون السابقون كافة خلال الأعوام الطويلة جداً، ومتى ما حقق الفوز وظفر بالبطولة فسيدوّن اسمه بحروف من ذهب في سجل الفريق الأصفر، والمعطيات تؤكد أن الفرصة مواتية للأوروغوياني للظفر باللقب بسهولة، في ظل تواضع قدرات الخصم، إلى جانب النشوة الكبيرة التي يعيشها الفريق النصراوي في الفترة الأخيرة، إذ بات من الصعب جداً التغلب عليه تحت أي ظرف. لاعبو النصر يثبتون يوماً بعد يوم أنهم الأجدر بإعادة جزء من الماضي الجميل، خصوصاً أن صفوفهم تمزج بين الوجوه الشابة وعناصر الخبرة، إضافة إلى المحترفين الأجانب المؤثرين، ويملك الفريق خط وسط نارياً، بوجود البرازيلي المميز باستوس، والمصري حسني عبدربه والشابين إبراهيم غالب وخالد زيلعي، وهو الرباعي القادر على القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية على أكمل وجه، ما يجعل الهجمة في غاية الضراوة، إلى جانب الصلابة الدفاعية. من الصعب وصف أي من الخطوط الصفراء بالضعف، لذا تصب المعطيات كافة التي تسبق صافرة البداية في مصلحته، فتعطي النصر أحقية تحقيق اللقب، ما لم تكن لدى الهلاليين كلمة أخرى.