تتجه أنظار الشارع السعودي عموماً وجماهير الهلال والاتفاق خصوصاً صوب استاد الملك فهد الدولي بالرياض مساء اليوم (الجمعة)، حيث يقام هناك نهائي كأس ولي العهد بين الهلال والاتفاق في كرنفال رياضي كبير. ويحمل الفريقان طموحات تعانق السماء للظفر بكأس البطولة الغالية، خصوصاً الفريق الاتفاقي الذي سجل غياباً طويلاً عن سماء البطولات، عكس مضيفه صاحب الباع الطويل في ملامسة مختلف الكؤوس، كما أنه يحمل السجل الأكبر في عدد بطولات كأس ولي العهد بواقع عشرة ألقاب. طريق الهلال نحو النهائي كان أكثر صعوبة، إذ بدأ المشوار بسداسية في مرمى الشعلة ثم أقصى منافسه التقليدي النصر برباعية، ثم ألحق به الاتحاد في نصف النهائي بهدفين من دون رد، فيما تجاوز الاتفاق الأنصار، ثم كسب نجران بثلاثة أهداف من دون رد، قبل أن يعبر محطة الأهلي الصعبة في نصف النهائي بهدفين في مقابل هدف، والتاريخ يقف في صف الهلاليين كونهم يحتفظون بعشر بطولات من مسابقة كأس ولي العهد، ولا يزالون حاملين اللقب للمواسم الأربعة السابقة على التوالي، فيما تحتفظ خزائن الاتفاق بلقب وحيد. المباريات الختامية لا تخضع لأي اعتبارات تسبق الصافرة الأولى، ودائماً ما يطغى التكتيك الفني على مجريات اللعب في ظل حرص المدربين على تحقيق الانتصار بغض النظر عن المستوى الفني، ما يجعل المواجهات النهائية لا ترتقي لطموحات الجماهير، حيث يكون الانضباط التكتيكي والتحصينات الدفاعية بعيداً عن استعراض المهارات الفردية والمبالغة بالشق الهجومي، وغالباً ما يكون الصراع محموماً بين المدربين للاستفادة من إمكانات اللاعبين كافة داخل المستطيل الأخضر، والتحضيرات الفنية كانت على أشدها في الأيام الأخيرة، وتسابق المدربان التشيخي إيفان هاسك للهلال والكرواتي برانكو للاتفاق على تجهيز أفضل العناصر للمواجهة الأهم، كما أن الإدارتين عملتا على التهيئة النفسية من خلال رصد المكافآت، فالإدارة الزرقاء رصدت أكثر من 150 ألف ريال لكل لاعب، فيما أعلنت نظيرتها الاتفاقية عن 100 ألف ريال. الهلال المرصع بالنجوم يمنّي النفس بمواصلة حصد البطولات وإضافة البطولة ال53 إلى خزائنه، ويمتلك مدربه التشيخي هاسك قائمة طويلة من الأسماء التي يتمناها أي مدرب في مثل هذه المواجهات، وإن كانت القوة الحقيقية تتمثل بحيوية العناصر الشابة في منتصف الميدان بوجود سالم الدوسري ومحمد الشلهوب ونواف العابد وعبدالعزيز الدوسري (في حال اكتمال جاهزيته البدنية) أو سلمان الفرج إلى جانب المغربي عادل هيرماش، إذ يجيد لاعبو الوسط تناقل الكرة السريعة معتمدين على مهاراتهم الفردية العالية جداً، ما يتيح لثنائي المقدمة السويدي ويلهامسون والكوري الجنوبي يو بيونغ حرية التحرك بمساحات أوسع بين دفاعات الخصم، وينجح دائماً الكوري في إشغال المدافعين وعدم منحهم حرية التحرك بالكرة قرب مناطقهم، إلا أنه يعاب عليه إهدار الفرص السهلة، ومن المنتظر أن يقيد المدرب الهلالي ظهيري الجنب سلطان البيشي وعبدالله الزوري بالمهمات الدفاعية أكثر من المساندة الهجومية في محاولة لتقوية النواحي الدفاعية، خصوصاً أن الدفاع الأزرق يعاني من الهفوات المتكررة التي تتسبب أحياناً في إرباك بقية الخطوط، إضافة إلى تأرجح مستوى الحارس حسن العتيبي من مباراة إلى أخرى. وعلى الطرف الآخر، تنتظر الجماهير الاتفاقية أن يحقق المدرب الكرواتي برانكو ما عجز عنة المدربون كافة خلال السنوات الطويلة جداً، ومتى ما حقق الفوز وظفر بالبطولة فسيدوّن اسمه بحروف من ذهب في سجل الفريق، ولن يتردد برانكو في فرض رقابة لصيقة على مكامن القوة في الفريق الأزرق، قبل التفكير بكيفية الوصول إلى مرمى الحارس الهلالي، وتكثيف مناطق المناورة بأكثر عدد من اللاعبين، لعدم إعطاء مساحات كافية قرب مرمى فريقه. وتعقد الجماهير الاتفاقية آمالاً كبيرة على المحترف البرازيلي لازاروني ويحيى الشهري وحمد الحمد ويحيى حكمي في منتصف الميدان لمجاراة قوة الوسط الهلالي، فيما يحمل المهاجمان الأرجنتيني تيغالي ويوسف السالم على عاتقهما مسؤولية كبيرة للاستفادة من أنصاف الفرص لهز الشباك الزرقاء، ويتفوق الفريق الاتفاقي على نظيره الهلالي بقوة خطوطه الدفاعية بوجود سياف البيشي والبرازيلي كارلوس والعماني حسن مظفر وأحمد عكاش ومن خلفهم الحارس المتألق دائماً فايز السبيعي. وعلى رغم الترشيحات التي ترجح الكفة الهلالية لنيل كأس البطولة عطفاً على إمكانات لاعبيه الفنية وامتلاكهم ثقافة التعامل مع المباريات ذات الوزن الثقيل، وأفضلية الأرض والجمهور، إلا أن الاتفاق فريق كبير ويملك عناصر الكسب، إلى جانب الحماسة والقتالية لدى لاعبيه التي كانت السلاح الأقوى في عدد من الصراعات الكبيرة.