تتجه أنظار الرياضيين السعوديين عموماً وجماهير الشباب والاتحاد خصوصاً مساء اليوم صوب استاد الملك فهد الدولي في الرياض، حيث يقام هناك اللقاء الختامي الكبير بين الشباب والاتحاد على كأس الملك للأندية الأبطال، وهو سيناريو مشابه للموسم الماضي عندما تواجه الفريقان في المباراة النهائية ونجح الشباب في معانقة الكأس الغالية بعدما كسب النزال بثلاثة أهداف في مقابل هدف، وستكون الموقعة نارية بما تعنيه الكلمة، كما أن الصراع سيبلغ ذروته بين طموحات وتطلعات الفريقين العالية جداً، فالشباب طموحاته تعانق السماء للمحافظة على اللقب والظفر بالبطولة الثانية هذا الموسم بعدما فاز ببطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، فيما يلوح الاتحاديون بالثأر ورد الاعتبار من خسارة نهائي النسخة الأولى. الشباب تأهل عبر البوابة الأصعب، إذ أقصى الهلال من نصف النهائي قبل أن يزيح الوحدة من الدور الأول، والاتحاد كسب الاتفاق أولاً ثم تجاوز منعطف الحزم في نصف النهائي بكل سهولة. مباريات الكؤوس ذات أجواء مختلفة، ولها استعدادات خاصة لا تقتصر على النواحي الفنية فقط، إذ يكون الأعداد النفسي في غالب الأحيان أهم بكثير، لذا سابق الجهازان الإداري والفني الزمن القصير قبل صافرة البداية لتحفيز اللاعبين وتجهيزهم فنياً ونفسياً، ودائماً ما يتفق المدربون على ضرورة توخي الحيطة والحذر مع الدقائق الأولى التي يصنفها النقاد بالأهم في مثل هذه المناسبات، وتبدو أوراق الفريقين واضحة ومكشوفة لكلا المدربين، وسيكون الاعتماد على العناصر التي شاركت في ذهاب نصف النهائي، كما أن المدربين حرصا على الاحتفاظ بالأوراق الرابحة في المباراة الأخيرة بعد ضمان التأهل بنسبة كبيرة عطفاً على نتيجة المباراة الأولى، فالمدرب الشبابي سحب ناصر الشمراني وكماتشو في الحصة الثانية من مواجهة الهلال، والمدرب الاتحادي أراح محمد نور من مواجهة الحزم الثانية. وتتساوى كفتا الفريقين من النواحي الفنية، فكلاهما يضم نخبة من نجوم الكرة السعودية إضافة إلى وجود العنصر الأجنبي المفيد، كما أنهما يملكان ثقافة مباريات الحسم، واللاعبون متمرسون جيداً في المعارك الختامية، إلا أن الشباب يتفوق بالأداء الجماعي وسهولة نقل الكرة نحو مرمى الخصم، ما يكسبه قوة جبارة في بناء الهجمة التي يشارك فيها عدد كبير من اللاعبين، إذ ينطلق كماتشو وعطيف أخوان خلف المهاجمين ناصر الشمراني وعبدالعزيز السعران في غالبية الغارات الهجومية، كما أن مساندة ظهيري الجنب حسن معاذ وعبدالله الشهيل لها بالغ الأثر، ولا يقل الشق الدفاعي قوة، إذ يشارك رباعي الوسط في الذود عن مرمى فريقهم، ما يصعب مهمة الخصوم بملاقاة الدفاع الشبابي قرب مرمى وليد عبدالله، والخطوط البيضاء لا تزال هي الأكثر تماسكاً وتجانساً بين الأندية السعودية، ما جعل الفريق يسير بخطى ثابتة في الاستحقاقات كافة. وعلى الضفة الأخرى، يحشد الاتحاديون جميع أسلحتهم الفنية للثأر من خسارة النسخة السابقة كما فعلوا أمام الهلال في نهائي الدوري لهذا الموسم، والاتحاد هو الآخر فريق شرس جداً ويصعب قبوله بالهزيمة حتى الصافرة الأخيرة في المباراة، ولم يخسر هذا الموسم في مسابقة الدوري وكأس ولي العهد وكأس الملك والبطولة الآسيوية سوى في مواجهتين فقط أمام الأهلي في الدوري وأمام النصر في كأس ولي العهد، والخطوط الصفراء متماسكة جداً وتمتاز بالقتالية على الصعيدين الهجومي والدفاعي، ويشكل النجم الكبير وموسيقار الخطوط كافة محمد نور والشاب نايف هزازي والمغربي هشام بوشروان مثلث الخطر، ودائماً ما يكون حسم المواجهات الكبيرة عبر الثلاثي المتمكن، ويتفوق الاتحاد في الاستفادة المثالية من الكرات العرضية بفضل وجود المهاجم البارع نايف هزازي صاحب الارتقاء الرائع والتحرك المزعج في مناطق الخصوم، كما أن هشام بوشروان يملك قدماً قوية جداً تعرف طريق المرمى، وهو خطر يهدد شباك الخصم متى ما سنحت له الفرصة بالتسديد.