كشف مدير الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الأيدز بجدة موسى أبوغبرة، رفض الحملات للمتعايشين وسوء التعامل معهم يعتبر من أهم المشكلات التي تواجه مرضى «الأيدز» حال رغبتهم في أداء فريضة الحج، مما أجبر العديد منهم إلى عدم إطلاع الحملة على تاريخهم المرضي، أو إصابتهم ب «الأيدز»، معتبراً عدم إبلاغ الحملة بأن الحاج مريض بفايروس «الأيدز» أمر غير مخالف، إذ إن المرض غير معد، ولا ينتقل من طريق المخالطة مع الحجاج، مشدداً على أهمية دعم المتعايشين وتشجيعهم على أداء هذه الفريضة، مؤكداً أن الجمعية قامت بمساعدة 10 أشخاص من المتعايشين مع فايروس «الأيدز» هذا العام لأداء فريضة الحج، وذلك بتقديم المبالغ المالية المناسبة. وقال أبوغبرة في تصريح ل «الحياة»: «أن أكثر ما يعاني منه المتعايشون مع فايروس نقص المناعة المكتسبة «الأيدز» في حال رغبتهم في أداء فريضة الحج هو نظرة الوصمة والتميز من المجتمع بما فيهم حملات الحج، التي تعاني من الخوف والتميز في التعامل مع هؤلاء المتعايشين، إضافة إلى المعاناة من الناحية المادية، إذ إن الغالبية لا تتوافر معهم المبالغ المادية الكافية لأداء فريضة مناسك الحج، نظراً إلى ارتفاع أسعار الحملات». وأشار إلى أن جميع المتعايشين مع هذا الفايروس يمكنهم أداء فريضة الحج، بعض النظر عن الظروف الصحية، إذ إن غالب المصابين بهذا الفايروس مستقرون صحياً، بفضل المتابعة الصحية والعلاجية. وأضاف أنه ليس من الضروري وجود طبيب، أو ممرض مع المتعايشين في حال أدائهم لفريضة الحج، إذ إن الدولة وفرت العلاج المناسب لجميع مرضى فايروس نقص المناعة المكتسبة «الأيدز»، مبيناً أن حالتهم الصحية تعتبر مستقرة، إضافة إلى كونهم مستمرين على العلاج الخاص بحالتهم، ومداومين على التحاليل الدورية الخاصة بهم. وذهب إلى أن الجمعية وبعد المشكلات التي واجهتها في المرة الأولى مع حملات الحج، والنظرة الدونية للمتعايشين، قررت مساعدة الراغبين في أداء فريضة الحج بصفة سنوية من المصابين بفايروس «الأيدز»، إذ تقوم بتأمين الجزء الأكبر من سعر حملات الحج، وتقوم بإعطائهم المبالغ المالية الخاصة بالحج، وهم بدورهم يقومون بالبحث عن الحملات المناسبة، والتنسيق معهم، واستخراج تصاريح الحج، مشدداً على أن هذه الطريقة كانت مناسبة بشكل أكبر للمتعايشين، مؤكداً أن الجمعية منذ خمسة أعوام وهي تتبع هذه الطريقة في تنفيذ برنامج الحج للمتعايشين، معتبراً هذه التجربة ناجحة بكل المقاييس. ولفت إلى أنه أشرف شخصياً على أول حملة قامت الجمعية بتنفيذها لتحجيج مرضى «الأيدز»، إذ أكد وجود العديد من المصاعب التي واجهت الجمعية في إيجاد حملة تقبل بتحجيج المتعايشين مع هذا الفايروس، مشدداً على أن الحملات قابلت طلب تحجيج هذه الفئة بالرفض التام، وأرجع هذا الرفض إلى قلة الوعي، مضيفاً أنه تم إيجاد حملة رفضت في البداية ولكنها تفهمت وضع هؤلاء المتعايشين، وقبلتهم بعد شرح تفاصيل المرض كاملة، من طرق الوقاية والانتقال وغيرها، إضافة إلى أهمية التعامل مع المتعايشين بطريقة إنسانية حتى لا تتعرض حالتهم الصحية والنفسية إلى «انتكاسة» مما يحفز صفة العدوانية والانتقامية، ويؤثر سلباً على المجتمع في نقل العدوى. متعايشة مع «المرض» منذ 12 عاماً: حججت ب«التحايل» ... والمجتمع يرفضنا قالت إحدى المتعايشات مع فايروس «الأيدز» أم عبدالله ل «الحياة» إنها تعاني من مرض نقص المناعة «الأيدز» منذ حوالى 12 عاماً، مؤكدة أنها عندما حاولت أداء فريضة الحج قبل أعوام عدة واجهت الكثير من المصاعب، من أهمها رفض الحملات لها بسبب عدم الوعي، والنظرة الدونية للمتعايشين وعدم تقبل المجتمع لهم، مؤكدة أنها قامت بالحج، بعد توفير الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الأيدز بجدة قيمة الحملة الخاصة بالحج ومتطلباته، من طريق الحجز في إحدى الحملات دون إبلاغ الحملة بأنها تعاني من فايروس «الأيدز»، إذ إن المخيم كان يحوي حوالى 20 سيدة، لن يتقبلنها، وسينفرن منها في حال معرفتهن بحقيقة إصابتها بمرض «الأيدز».