وسط عدد من الركاب المسنين الجالسين على مقاعد فوق ظهر السفينة كان يقف عدد من الحراس يدققون النظر على مدى البصر بحثا عن أي قراصنة في خليج عدن يمكن أن يشكلوا خطرا على سفينتهم. وبعد أكثر من نصف عقد شن خلاله رجال صوماليون يستقلون زوارق سريعة هجمات على السفن في المحيط الهندي مستخدمين بنادق كلاشنيكوف وخطافات وسلالم لاعتلاء السفن بدأ عدد هذه الهجمات في التراجع سريعا. ويقول ضباط بحرية يرصدون عمليات القرصنة إن آخر حادث نجح فيه قراصنة في الاستيلاء على سفينة تجارية كان قبل تسعة أشهر على الأقل. وشتان ما بين ذلك وبين الوضع قبل عامين حين كان نشاط القرصنة في عنفوانه وكان يمكن الاستيلاء على عدة سفن في أسبوع واحد للمطالبة بفدى بملايين الدولارات يتم إسقاطها من الجو. ولكن أثناء مرور السفينة كوين ماري 2 إحدى أشهر عابرات المحيطات في العالم عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي متوجهة إلى دبي فإن ملاكها وأفراد طاقهما لا يتركون شيئا للصدفة. ويقول الليفتنانت كوماندر أولي هاتشينسون ضابط الاتصال من البحرية الملكية البريطانية على متن السفينة اثناء رحلتها بالمحيط الهندي متحدثا للركاب "القراصنة يحملون أسلحة ولا يخشون استخدامها... وبمجرد أن يحدد القراصنة هدفهم سيلجأون إلى أي وسيلة ممكنة للصعود على متن السفينة." وكي يؤكد هاتشينسون هذه النقطة عرض صورة لطائرة هليكوبتر إيطالية أصيبت بنيران اسلحة خفيفة أطلقت من مركب شراعي يستقله قراصنة العام الماضي ثم عرض مجموعة من الصور لمسلحين يحملون بنادق كلاشنيكوف وقاذفات صاروخية. وفي الحقيقة لا توجد مخاطر تستهدف على وجه الخصوص السفينة كوين ماري 2 التي تقل 2500 مسافر وطاقما يضم 1300 وهي في طريقها من ساوثامبتون إلى دبي في أولى محطات رحلة سياحية عالمية. يبلغ طول السفينة نحو 345 مترا وتتألف من 14 طابقا حتى أن سطحها المفتوح للتمشية يرتفع سبعة طوابق عن سطح البحر. وتتميز السفينة بسرعتها وصعوبة الصعود إليها كما أنها مسلحة تسليحا جيدا إلى حد ما في هذه الرحلة على الأقل. ومثل الكثير من السفن التجارية تحمل السفينة كوين ماري 2 حراسا مسلحين مستأجرين حين تمر عبر مناطق تنطوي على مخاطر قرصنة. ورفضت شركة كونارد المالكة للسفينة الحديث عن التفاصيل الدقيقة للترتيبات الأمنية. لكن الحراس المستأجرين على السفن الأخرى عادة ما يحملون بنادق من نوع إم-16 وأحيانا بنادق آلية وغالبا ما يتم الحصول عليها من سفن تحولت إلى مستودعات أسلحة عائمة قرب جيبوتي وسريلانكا. وهناك مجموعة من الحراس الإضافيين من قوة الأمن النظامية على متن السفينة -ومعظم أفرادها من الفلبينيين- يتمركزون على ظهر السفينة للتحذير من أي مركب مثير للريبة. ويقول الكومودور كريستوفر رايند القبطان الكبير بشركة كونارد ومقرها بريطانيا والربان الحالي للسفينة كوين ماري 2 "بناء على التطورات الخاصة بالهجمات آمل أن نستطيع تقليص الإجراءات الأمنية عندما نمر عبر نفس المياه في العام المقبل."