نيروبي، مقديشو - رويترز، أ ف ب - قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس السبت إن سفينة حربية برتغالية احتجزت لفترة وجيزة 19 قرصاناً مسلحين بمواد شديدة الانفجار بعدما أحبطت هجوماً على ناقلة نفط نروجية في خليج عدن، بينما قال قراصنة صوماليون إنهم استولوا على سفينة أوكرانية. وقال اللفتنانت كوماندر الكسندر فرناندز من على متن السفينة الحربية «كورت ريال» التابعة لحلف الأطلسي إن ناقلة النفط «كيتيون» طلبت المساعدة عبر اللاسلكي بعد ظهر الجمعة بعدما اقترب منها قارب مكتظ بقراصنة كانوا يشهرون بنادق وقذائف صاروخية. وتابع أن السفينة «كورت ريال» كانت على بعد 20 ميلاً بحرياً تقريباً (37 كيلومتراً) إلى الشمال من «كيتيون» عندما جاء نداء الاستغاثة. وأوضح: «كنا اقرب سفينة حربية، وحرّكنا على الفور طائرتنا الهليكوبتر» التي رصدت القارب وبدأت في تعقب القراصنة الذين فروا إلى سفينتهم الرئيسية التي تقل 19 قرصاناً مدججين بالسلاح والتي اعترضتها لاحقاً فرقاطة حراسة برتغالية بعد مطاردة اتسمت بالسرعة الشديدة. وتمكن ثمانية من مشاة البحرية من الصعود على متن المركب. وقال فرناندز: «استسلموا فوراً»، مضيفاً أنه لم تحدث اصابات وأن القراصنة لم يطلقوا النار على السفينة التجارية التي ترفع علم جزر البهاماس أو الهليكوبتر أو مشاة البحرية. وقال فرناندز انه بعد التشاور مع السلطات البرتغالية اطلقت السفينة الحربية «كورت ريال» التي استدعيت الأسبوع الماضي من مهمات أخرى لمحاربة القرصنة في خليج عدن، سراح القراصنة. ويتعين على كل سفينة حربية تشارك في مهمة مكافحة القرصنة التي يقودها حلف الأطلسي ان تمتثل للوائح الدولة التي تنتمي اليها في شأن التعامل مع القراصنة الذين يتم القبض عليهم. وأوضح فرناندر أن القوات الخاصة عثرت على أربعة اصابع من مادة «بي 4 ايه» الشديدة الانفجار واربع بنادق كلاشنيكوف «ايه كيه 47» وقاذفة صاروخية مع تسع قنابل. وقال: «كان بحوزتهم تقريباً كيلوغرام من المواد الشديدة الانفجار. إذا استُخدمت بطريقة صحيحة يمكنها إحداث فجوة في بدن أي سفينة وإغراقها». وأضاف أنه لا يعتقد أن وجود مثل هذه المتفجرات مؤشر على تصعيد في العنف. وقال «هذه هي المرة الأولى التي نرصد فيها متفجرات شديدة الانفجار على متن سفينة للقراصنة حيث كانوا في المعتاد يستخدمون فقط بنادق كلاشنيكوف (ايه كي 47) وقذائف صاروخية». وكثّف قراصنة صوماليون مدججون بالسلاج هجماتهم على السفن في الممرات الملاحية في خليج عدن والمحيط الهندي واستولوا خلالها على عشرات السفن وخطفوا مئات الرهائن وحصلوا على فدى بملايين الدولارات. وقال قراصنة أمس إنهم خطفوا سفينة أوكرانية تحمل عربات تابعة للأمم المتحدة في المحيط الهندي وإن السفينة في طريقها إلى بلدة هاراديري الساحلية. وقال قرصان عرّف نفسه باسم حسين ل «رويترز» عبر الهاتف من هاراديري: «خطفنا سفينة تقل معدات صناعية بما في ذلك سيارات بيضاء عليها شعار الأممالمتحدة وأصدقاؤنا على متنها». لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن ناطق أيضاً باسم القراصنة يدعى «حسن» ويتكلم في اتصال هاتفي من هاراديري إنهم خطفوا سفينتين إحداهما أوكرانية تحمل معدات للأمم المتحدة وكانت متجهة من البرازيل إلى إيران، في حين أن الثانية تحمل بضائع لتجار صوماليين. ونقلت «فرانس برس» عن اندرو موانغورا المسؤول في الفرع الكيني لبرنامج مساعدة البحارة إن «قراصنة صوماليين اختطفوا السبت سفينة شحن بريطانية في المحيط الهندي على بعد 250 ميلاً بحرياً جنوب غربي جزر السيشيل». وأضاف انه لم تعرف حتى الساعة جنسيات أفراد طاقم السفينة البريطانية، مشيراً في الوقت عينه الى ان المعلومات المتوافرة ترجح انهم بخير. ولم يعرف حتى الساعة ما اذا كانت السفينة البريطانية المختطفة هي السفينة الثانية التي أعلن القراصنة اختطافها من دون ان يوضحوا جنسيتها. وعرقلت هجمات القراصنة امدادات الأممالمتحدة الاغاثية ورفعت تكاليف التأمين وأجبرت بعض الشركات على درس نقل شحناتها بين أوروبا وآسيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح. ويتمركز معظم القراصنة في منطقة «بلاد بنط» (بونت لاند) الآمنة نسبياً مقارنة مع جنوب الصومال الغارق في صراع منذ 18 عاماً.