مقديشو، لندن - أ ب، رويترز - قال مسؤول في فرق الإسعاف إن خمسة مدنيين آخرين قُتلوا في معارك جديدة في العاصمة الصومالية. وأوضح علي موسى رئيس جهاز إسعاف المصابين في مقديشو أن ارتفاعاً كبيراً في العنف خلال الأيام الثلاثة الماضية أوقع ما لا يقل عن 20 قتيلاً من المدنيين. كذلك أصيب ما لا يقل عن 70 شخصاً بجروح. وأشار موسى إلى أن امرأتين وطفلاً قُتلوا أمس الاثنين برصاصات طائشة خلال القتال بين القوات الموالية للحكومة الانتقالية وبين المسلحين الإسلاميين. ويسعى المقاتلون الإسلاميون وعلى رأسهم عناصر «حركة الشباب» إلى قلب حكومة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد المدعومة من الأممالمتحدة. وليس في الصومال حكومة مركزية فعالة منذ 19 عاماً. وفي لندن، كتبت وكالة «رويترز» تحقيقاً مطولاً عن عمليات القرصنة أمام السواحل الصومالية والوسائل التي يتم اللجوء إليها لحماية السفن التي تعبر الممرات المائية التي ينشط فيها القراصنة. وذكرت أن من الخطط المقترحة لمحاربتهم إقامة «غرف احتماء» في السفن والاستعانة بسفن حماية حربية خاصة، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الوسائل تمثّل نقطة تحوّل في المعركة مع القراصنة، كما أن هناك مخاوف من أن تزيد هذه الوسائل الأوضاع سوءاً. وتقوم عشرات من السفن الحربية الدولية بدوريات لمكافحة القرصنة، لكن تفويضها ينتهي بانتهاء حدود المياه. ويقول قادة عسكريون إن عددها محدود لدرجة تجعل من الصعب حراسة المحيط الهندي بمساحته الشاسعة. وفي الوقت ذاته يحصل مئات عدة من الصوماليين على دخل يفوق كثيراً الأجور التي يمكن أن يتقاضوها في بلادهم من خلال تكوين مجموعات صغيرة والاستعانة بسلالم وبنادق كلاشنيكوف لاعتلاء السفن وإجبارها على الإبحار إلى مراس تابعة للقراصنة. ويجري حالياً احتجاز نحو 19 سفينة و350 من أفراد أطقمها. وظهرت شركات تعرض تقديم المشورة والحماية وتوفير المعدات المتخصصة. ويقترح البعض تسيير سفن حراسة على غرار سفن الحراسة العسكرية وعلى متنها أطقم خاصة. ويقول غريغ ستنستروم مؤسس شركة «مارك ستار» ومقرها الولاياتالمتحدة: «هدفنا هو توفير حماية وثيقة للسفن التي تمر عبر منطقة الخطر». وأضاف: «نحاول أن نبتعد عن مصطلح «البحرية الخاصة» وإن كان (هذا التعبير) مناسباً. نفضّل أن نصف أنفسنا بأننا شركة أمن بحرية خاصة». وسيجري تسليح أسطح السفن بأسلحة آلية ذات فاعلية أكبر من الأسلحة التي يستخدمها القراصنة حالياً. وقد يخصص لها طائرات بلا طيار أو مناطيد للمراقبة. ويقول ستنستروم وهو ضابط سابق في البحرية الأميركية إنه واجه تشككاً واسع النطاق عندما طرح الفكرة للمرة الأولى قبل عامين. لكن مع تزايد القرصنة اكتسبت هذه الفكرة زخماً. وتجمع الشركة تبرعات لكنها تأمل أن تعرض مرافقة السفن التي تطلب حماية بحلول عام 2011 أو قبل ذلك. وتقول مصادر بقطاع الشحن إن عدداً آخر من الشركات لديه خطط مماثلة. وكانت الفكرة تُطرح من حين إلى آخر منذ أن بدأ القراصنة عملياتهم انطلاقاً من الصومال في منتصف العقد، وأثارت انزعاج بعض مسؤولي البحرية. وتزايدت الاستعانة بشركات الأمن الخاصة في العراق وأفغانستان لكنها أثارت جدلاً. ويخشى بعضهم من أن تصبح بعض الشركات يوماً جزءاً من المشكلة. وتقوم قوات بحرية تابعة لعدد من الدول منها قوى ناشئة مثل الهند والصين وروسيا وكوريا الجنوبية وماليزيا وغيرها بحراسة المنطقة وهي تنسّق العمل في ما بينها من خلال غرفة دردشة آمنة عبر الانترنت. وقال الميجر جنرال باستر هويس قائد قوة مكافحة التجسس التابعة للاتحاد الأوروبي (نافور): «هذه المنطقة من المحيط تشيع فيها الفوضى... وإذا أضفنا مجموعة من الشركات الخاصة التي تقوم بتسيير سفن فإن هذا ربما يضيف قيمة لكنه قد يحدث تعقيداً أيضاً... علينا أيضاً أن نضع في اعتبارنا ما سيعنيه هذا بالنسبة إلى الأرواح التي يحتجزها القراصنة». وقال ستنستروم إن السفن ستلتزم بقواعد اشتباك صارمة ولن تطلق النار إلا للدفاع عن النفس. وتوقع أن يلوذ أغلب القراصنة بالفرار من دون اشتباك. ومن الخيارات الأخرى الاستعانة بحراس أمن خصوصيين على متن السفن وهو خيار أيدته بالفعل بعض شركات الشحن وإن رأى البعض أنه ينطوي على صعوبات مماثلة. كما ينظر إلى تسليح البحارة في السفن التجارية العادية على أنه خيار غير عملي وربما ينطوي على مخاطر. وقال هويس قائد «نافور»: «أن يتسلّح شخص لحماية سفينة في البحر مهمة صعبة... سيغيّر هذا من وضع السفن التجارية المدنية وسيتولد احتمال إشعال سباق للتسلح مع القراصنة». ومن حين إلى آخر تضع دول عدة منها الولاياتالمتحدة وروسيا فرقاً من مشاة البحرية على سفنها التجارية للحماية، لكن دولاً أخرى تفتقر الى الموارد الكافية لذلك. ومن استراتيجيات الحماية التي أصبحت السفن التجارية تلجأ إليها في شكل متزايد «غرفة الاحتماء» التي يمكن أن يتحصن بداخلها أفراد الطاقم في حال استيلاء قراصنة عليها مما يتيح لقوات عسكرية اقتحام السفينة من دون تعريض الطاقم للخطر. وأمكن استعادة بعض السفن بعد أن لجأ الطاقم الى هذه الطريقة. وفي الشهر الماضي تخلى قراصنة عن سفينة تابعة لليونان عقب الاستيلاء عليها بعد أن تحصن الطاقم داخل غرفة المحركات. ويقول بعضهم إن القراصنة ربما خافوا من تعرضهم لهجوم. ويقول خبراء إن طريقة الاحتماء بالغرف ربما تكون فعالة لكن لا بد من أن تكون مضادة للرصاص وأن تحتوي على مخزون كاف من المواد الغذائية ومعدات الاتصال ويفضل كذلك نظام لإيقاف السفينة. وحتى الآن لم يبد القراصنة ميلاً للدخول في اشتباك لدى اعتلاء السفن. لكن هذا يمكن أن يتغير. وأعدت جيوش غربية ومؤسسات ملاحية قائمة توصيات للسفن التي تمر بالمنطقة وتقول إنه ما من سفينة طبّقت تلك التوصيات وتعرضت للقرصنة. وأهم ما في الأمر المراقبة الجيدة، إذ أن بعض السفن لا يلاحظ القراصنة إلا بعد اقتحامهم لغرفة القيادة. كما أن التوصيات تشمل استخدام السفن لرشاشات المياه ووضع أسلاك شائكة على السلالم والمرور في مناطق الخطر ليلاً والالتزام بالمسارات المحددة وإخطار القوات العسكرية بوجودها. ويتفق الجميع تقريباً على أن الحل الطويل الأجل الوحيد يكمن في تحقيق الاستقرار على شواطئ الصومال لكن لا يتوقع كثيرون أن يتحقق ذلك قريباً. ويعتقد كثيرون أن الوجود البحري الدولي الذي كان يُنظر إليه يوماً على أنه موقت سيصبح شبه دائم. ويقول أصحاب السفن انه لن يكون أمامهم بمجرد خطف السفينة سوى دفع الفدية التي يطلبها الخاطفون.