تمنى الروائي الدكتور إبراهيم الخضير أن يحظى الروائيين السعوديين برعاية الدولة، كي يتسنى الحصول على منتج روائي لائق، وقال الخضير: «إن الظروف السياسية، ممثلة في حرب الخليج الثانية، أدت إلى قطع دراستي في الخارج. حرب الخليج كانت الدافع الأساسي لغرس بذرة فكرة الرواية، التي أعجب بها كل من الدكتور لطفي الخولي وجهاد الكبيسي، وشجعاني على طباعتها». وأكد أن تخصصه في علم النفس «كان له دور أساسي ومحوري في بنية الرواية وحبكتها، إذ كتبتها على النمط الكلاسيكي الأوروبي». وعزا تأجيل طباعتها إبان حرب الخليج الثانية، إلى أن «ظهورها خلال ذلك التوقيت قد يسبب لي الكثير من المشكلات، ما جعلني أحذف جزءاً من الرواية»، مشيرا إلى أنها قرأت أدبيا من الشاعر سعد الحميدين والكاتب الراحل محمد صادق دياب والناقدة شمس المؤيد». وأوضح إبراهيم الخضير في الأمسية الثقافية التي نظمها المنتدى الثقافي في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وأدارها حسين الجنبي للحديث عن روايته «العودة إلى الأيام الأولى» أن هناك من «يتجاهل الإبداع، في الوقت الذي تشجع فيه الحكومات الغربية الروائيين، وتمنحهم ما يحتاجون إليه للخروج بنتاج أدبي رائع». وتطرق إلى وفرة الإنتاج الروائي السعودي، وقال: «إن هناك أشخاصاً دخلاء على الرواية السعودية، حتى أصبح الإنتاج الروائي السعودي يتفوق على الإنتاج المصري كماً وليس كيفاً»، مطالباً وزارة الثقافة والإعلام بتشجيع الكتّاب السعوديين «ودعمهم في كتابة الرواية الحقيقية التي تستحق النشر». وصنف الخضير المجتمع السعودي ضمن «أكثر المجتمعات العربية قراءة من خلال إحصاءات المعرض الدولي للكتاب في الرياض الذي يشهد إقبالاً أكثر من معرضي القاهرةوبيروت، وهذا يدل على أن هناك شغفاً للقراءة في المجتمع السعودي». وقدّم الخضير نصائحه للشباب الروائيين، بضرورة "الاطلاع الثقافي، والمعرفة وتوظيفها في العمل الروائي، وأن يقرؤوا لنجيب محفوظ عربياً ودستويفسكي عالمياً". ولفت إلى صلة علم النفس بالأدب، وأشار إلى ندوة نظمها مع عدد من الأدباء والمختصين من لبنان ومصر، في بيروت، "تناولت علاقة الأمراض النفسية بالإبداع والمبدع، إذ تناولوا السؤال: هل الإبداع يقود إلى المرض النفسي أم أن المرض النفسي هو الذي يجعل الإنسان مبدعاً؟"، مشيراً إلى أن هناك كثيراً من المبدعين "الذين عانوا من أمراض عقلية ونفسية، وبعضهم يساعده مرضه في خلط العوالم، ويعزز من حالته الإبداعية، وبعضهم يقل إبداعه إذا ما تم علاجه». يذكر أن روايته «العودة إلى الأيام الأولى» اُعتبرت من نقاد ومثقفين أهم عمل روائي حول حرب الخليج الثانية، وتداعياتها على المجتمع السعودي.