رُصد نشاط متزايد عند نفق في موقع نووي رئيسي تحت الأرض في كوريا الشمالية، في ما يعد مؤشراً جديداً إلى استمرار بيونغ يانغ في تحضيراتها لإجراء تجربة نووية ثالثة. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أمس عن مصدر حكومي كوري جنوبي، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: «وجدنا أن العمل، عند نفق في الجزء الجنوبي من موقع بونغيي ري الذي سبق وأجرت فيه (بيونغيانغ) تجربتين نوويتين، في ما يعتقد أنه في إطار التحضيرات لإجراء تجربة نووية جديدة، قد دخل مرحلته الأخيرة». وزاد المصدر أن الشمال قد يجري تجربته النووية عند النفق الغربي أو الجنوبي، «لكن النشاطات التي سجلت عند النفق الجنوبي قد تكون بهدف تشتيت الإنتباه عن العمل الذي يتم في النفق الغربي، ونحن نراقب الوضع عن كثب». وكشفت مصادر إستخباراتية كورية جنوبية أول من أمس أن كوريا الشمالية عمدت إلى تغطية مدخل أحد الأنفاق في موقع نووي تحت الأرض لديها في مسعى واضح منها لتفادي مراقبته عبر الأقمار الاصطناعية، وذلك بعد التحذيرات التي تلقتها بعد الإعلان عن عزمها إجراء تجربة نووية ثالثة. وسبق أن هددت بيونغيانغ بإجراء تجربة نووية احتجاجاً على تبنّي مجلس الأمن الدولي قراراً جديداً بتشديد العقوبات عليها على خلفية إطلاقها صاروخاً طويل المدى الشهر الماضي. وحذّرت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بأنها ستواجه «عواقب فادحة» في حال أجرت تجربة نووية، في ما يزيد من الضغوط التي تتعرض لها بيونغيانغ بغية التخلي عن هذه الخطوة. على صعيد آخر، أعلن مسؤولون عسكريون كوريون جنوبيون أمس أن القوات الكورية الجنوبية والأميركية ستقوم هذا الأسبوع بتدريبات بحرية مشتركة في البحر الشرقي، في خطوة تُعد بمثابة تحذير لكوريا الشمالية قبيل تجربتها النووية الجديدة المزمعة. ونقلت «يونهاب» عن مسؤول عسكري قوله أن «كوريا الجنوبية وأميركا ستطلقان تدريبات عسكرية مشتركة شاملة غداً المقبل لمدة 3 أيام في البحر الشرقي»، كاشفاً أنها ستكون تدريبات متنوعة تشمل اعتراض غواصات وطائرات وسفن. وسشتارك فيها الغواصة الأميركية «يو إس إس سان فرانسيسكو» والمدمرة «شيلو». «تحاليل إستخباراتية» إلى ذلك، تعتزم الحكومة اليابانية إرسال مسؤولين كبار من وزارتي الخارجية والدفاع إلى الولاياتالمتحدة هذا الأسبوع لإجراء تحاليل استخباراتية تتعلّق بالتجربة النووية الثالثة التي هدّدت بيونغيانغ بإجرائها. وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الياباني «ان اتش كي» أمس ان مسؤولين كباراً من وزارتي الدفاع والخارجية سيتوجّهون إلى واشنطن لدراسة معلومات متعلقة بالقضية النووية الكورية الشمالية، قبيل إجتماع قمة يابانية - أميركية من المقرر أن يعقد في وقت لاحق من شباط (فبراير) الجاري. وتحض الحكومة اليابانية بالاشتراك مع المجتمع الدولي كوريا الشمالية على ممارسة ضبط النفس. واتفق وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا مع السفير الأميركي لدى بلاده جون روس على تعاون طوكيو وواشنطن في شكل وثيق في القضية النووية الكورية الشمالية.