كشفت الجمعية السعودية لزرع خلايا الدم الجذعية، أن النقص المالي يمنع من إنشاء بنك للخلايا الجذعية من الحبل السري في المملكة، فيما أكد رئيس الجمعية الدكتور أحمد العسكر عن إجراء 4 آلاف عملية زراعة خلايا جذعية خلال ال31 عاماً الماضية في المملكة لأمراض الدم الحاد والمنجلية والثلاسيميا وأمراض دم الأطفال، مبيناً أن هناك 250 حالة يتم الزراعة لها سنوياً حيث تصل تكلفة المريض الواحد ما بين 800 ألف إلى مليون ريال، في الوقت الذي تحتاج المملكة إلى 2000 عملية زراعة خلايا جذعية سنوياً، ضمن 5 مراكز متخصصة في مختلف المناطق. وأشار العسكر خلال ترؤسه المؤتمر السعودي الرابع لأمراض الدم النقوية التكاثرية الذي نظمته جمعية الخلايا الجذعية بالتعاون مع جمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية، أول من أمس، إلى أنه مازال ينقصنا الكثير من الجهد في مجال التوعية، وهناك فجوة بين ما هو مطبق في خارج المملكة وبين ما هو موجود في الداخل، مؤكداً أن المملكة تدعم الكثير من البرامج ومراكز البحوث ولكن تحتاج للوقت لاستثمار هذا الدعم في الموارد البشرية المؤهلة في مجال البحث والبحوث. وأكد استشاري أمراض الدم والأورام في مستشفى قوى الأمن ومسؤول مجموعة أورام تكاثر الخلايا النقوية في الجمعية الدكتور سعود بو حربش، على نقص الأبحاث على رغم أن العلاج الذي يعطى لمرضى الخارج هو نفس العلاج الذي يعطى لمرضى الداخل ونفس الرعاية المثالية خارجياً، كاشفاً عن وجود مشروع تجميع الخلايا الجذعية من الحبل السري خاصة باعتبار أن المملكة من أكثر الدول في العالم مواليداً، والخلايا الجذعية موجودة في الحبل السري إلا أنه لا يستفاد منه لذا تم القيام بعمل بنك لإنشاء الخلايا الجذعية من الحبل السري، وقال: «نعمل على إنشاء قاعدة بيانات لكثير من الأمراض منها تكاثر الخلايا النقوية، ونعمل الآن مع جامعة الملك خالد بن عبدالعزيز في الحرس الوطني على تجميع خلايا جذعية يمكن الرجوع إليها مستقبلاً إلا أن الدعم المادي أحد العوائق التي تحد من تطوير هذا المشروع». وأفصح عن وجود خطه مستقبلية تعنى بإيجاد قواعد بيانات مفصله لأمراض الدم بهدف عمل أبحاث مستقبلية لتحسين طرق العلاج، إلى جانب وجود السجل الوطني للمتبرعين بالخلايا الجذعية الذي وصل إلى 3000 متبرع في مركز الملك عبدالله للأبحاث الطبية في الحرس الوطني، ونفى في الوقت نفسه وجود حالات شراء لخلايا جذعية وقفت عليها الجمعية. وأوضح استشاري أمراض الدم والأورام وزراعة النخاع في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور هاني الهاشمي، أنه في غياب الدراسات والأبحاث، «نعمل على تطوير بحوثنا، ونحتاج للدعم حيث ركزنا خلال السنوات العشر الماضية على إيجاد العلاج للأمراض، والآن متوفر ونحتاج لقواعد بيانات نعمل عليها». وقال: «زراعة النخاع تعالج سرطانات الدم الحادة والمزمنة وأمراض تكسر الدم والثلاسيميا والأنيميا وأمراض نقص المناعة»، ولفت إلى أن هناك أبحاثاً في الخلايا الجذعية تركز على الطب الترميمي، وأبحاثاً أخرى على الأشخاص المصابين بالأعصاب والقلب والكبد لم تصل إلى دور التطبيق في العيادات، ونتوقع خلال السنوات المقبلة أن تكون متوفرة لمرضى الأعصاب والقلب والكبد. وعن نسبة نجاح وفشل زراعة الخلايا الجذعية، أوضح استشاري أمراض الدم والأورام في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض أمين صندوق الجمعية الدكتور أيمن حجازي، أن زراعة الخلايا الجذعية هو الخيار لعلاج الأمراض الفتاكة مثل السرطان وسرطان الدم الحاد، وأن نسبة نجاح عمليات الزراعة حوالي 60 في المئة وهي النسبة العالمية في المراكز الخارجية، إلا أن 20 في المئة من المواطنين يلجؤون للخارج نتيجة عدم مطابقة الأنسجة، وأبدى أسفه على عدم وجود وعي لدى المواطنين بأهمية التبرع بالنخاع، مبيناً بأن كيساً من الدم ينقذ حياة شخص آخر.