وصل مخزون بنك دم الحبل السري في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض إلى 1650 وحدة استفاد منها حتى الآن 9 مرضى خضعوا لزرع خلايا جذعية للعلاج من بعض الأمراض المستعصية في حين ينتظر 9 آخرون أن تجرى لهم جراحات قريباً بعد توافر وحدات متطابقة في البنك. وأوضحت استشارية أمراض الدم رئيسة بنك دم الحبل السري في المستشفى الدكتورة هند الحميدان في بيان أمس أن الأشخاص ال9 الذين خضعوا للزراعة تفاوتت أمراضهم بين (الثلاسيميا) وسرطان الدم (اللوكيميا) ونقص المناعة الوراثي، مشيرةً إلى أن أحد المرضى استفاد من تطابقه التام مع وحدتين من متبرعين اثنين نظراً إلى حاجته إلى جرعة كبيرة من الخلايا الجذعية بخلاف المعتاد. وتحدثت عن صعوبة تطبيق هذه الطريقة بسبب ضرورة وجود تطابق بين أنسجة المريض والوحدتين، إضافة إلى تطابق الوحدتين بين بعضهما البعض، لافتة إلى أن 9 مرضى آخرين توافرت لهم وحدات متطابقة في البنك، وسيتم إجراء الزراعة لهم خلال الأسابيع المقبلة. وذكرت أن بنك دم الحبل السري في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض يسعى إلى الانضمام إلى الشبكة العالمية لبنوك دم الحبل السري التي تضم نحو 40 بنكاً دولياً، ما يمكن المستشفى من تبادل وحدات دم الحبل السري مع هذه البنوك والحصول على وحدات خلايا جذعية مطابقة للمرضى من أحد البنوك المرتبطة بالشبكة من دون دفع أي مقابل مادي للوحدة عند تعذر الحصول عليها محلياً، في وقت كان المستشفى التخصصي استورد من بنوك دولية 141 وحدة خلايا جذعية، زرع منها 127 وحدة منذ عام 2003 بكلفة مادية تبلغ نحو 35 ألف دولار للوحدة الواحدة، إضافة إلى إخضاعها لعدد من الفحوصات في المستشفى للتأكد من صلاحيتها للزراعة. وتطرقت الدكتورة الحميدان إلى آخر الإحصاءات التي تشير إلى بلوغ المخزون العالمي لوحدات دم الحبل السري 30 ألف وحدة في حين جرى الاستفادة منها في إجراء ما يقارب 10 آلاف جراحة زراعة خلايا جذعية على مستوى العالم. ودعت الأمهات الحوامل إلى التبرع بدم الحبل السري عند الولادة. وقالت: «يتم التخلص منه في العادة من دون فائدة، في وقت لا يشكل التبرع به أي ضرر على المولود أو الأم بل إنه يعد صدقة جارية، إذ يستفاد من بنك دم الحبل السري لعلاج عدد من مرضى السرطان والمصابين بفشل نخاع العظم ومرضى نقص المناعة الوراثي ومرضى الثلاسيميا، إضافة إلى أمراض أخرى أظهرت الأبحاث نتائج مشجعة في إمكان علاجها باستخدام الخلايا الجذعية إلا أنها لا زالت في طور البحث والدراسة». من جهته، أوضح المشرف على بنك دم الحبل السري مراد الكاف أن البنك أُنشِئ في شهر تموز «يوليو» 2006، وبدأ تجميع الوحدات في البداية من دم الحبل السري لحالات الولادة في المستشفى، ونظراً إلى أن نحو 60 في المئة من حالات الولادة في المستشفى التخصصي تكون لأمهات يعانين من صعوبات شديدة في أثناء الحمل ما يعوق الاستفادة منها في تجميع دم الحبل السري، تم في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام ذاته التوسع في عملية التجميع لتشمل حالات الولادة في مستشفى اليمامة للولادة في الرياض ليصل عدد الوحدات المخزنة في البنك حتى الآن إلى 1650 وحدة يضمها جهاز متطور يستوعب 3600 وحدة، مؤكداً أن البنك يهدف في المستقبل القريب إلى التعاون مع مستشفيات أخرى، إضافة إلى عدد من الموظفات المنسقات والقابلات وجهاز آخر لزيادة مخزون البنك. وأشار إلى أنه يمكن استخلاص الخلايا الجذعية من دم الحبل السري أو من نخاع العظم أو من الدم مباشرة، إذ تتميز خلايا دم الحبل السري بأنها خلايا بدائية لم تحدث لها أي تغيرات ولم تتعرض لأي مؤثرات خارجية ما يزيد من قدرتها على الانقسام والتكاثر بشكل سريع، إضافة إلى أنها لا تستوجب المطابقة بنسبة 100 في المئة مع أنسجة المريض.