بدأ «الحرس الثوري» الإيراني مناورات في مياه الخليج أمس، فيما اتهمت طهران الدول الست المعنية بملفها النووي بعرقلة المحادثات بين الجانبين. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن المناورات التي أُطلق عليها اسم «فتح 91» وتستمر ثلاثة أيام، ستشهد «عمليات دفاعية على أساس استراتيجية الحرب غير المتكافئة، بما يتناسب مع مرحلة أزمة، واتخاذ تدابير للتنسيق بين القوات في محاور عدة». وأضافت أن المناورات «تتضمن نقل خبرات إلى الأجيال الجديدة واختبار وتقويم خطط بحرية للوحدات البحرية والصاروخية ومشاة البحرية التابعة للحرس». في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن «مصر وافقت» على اقتراح قدّمه سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي لتستضيف الجولة المقبلة من المحادثات بين طهران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ألمانيا)، لكنه اتهم «الطرف الآخر» ب «التهرّب من المحادثات وعرقلتها». وأضاف بعد لقائه في طهران نظيره العُماني يوسف بن علوي: «لم تطلب ايران إطلاقاً وقف المحادثات، والطرف الآخر هو الذي جمّدها دوماً وأوحى للرأي العام العالمي، من خلال وسائل إعلام قوية، بأن ايران هي التي تتهرب من المفاوضات، لكن الرأي العام العالمي أدرك ذلك جيداً». إسرائيل - إيران إلى ذلك، أوردت صحيفة «معاريف» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتبر أن هجوماً تشنه الولاياتالمتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، قادر على تدمير البرنامج النووي لطهران، فيما أن هجوماً تشنه إسرائيل ستقتصر نتائجه على «أضرار ضخمة». ولمّح إلى أن السنة 2013 ستكون «عام الحسم» في هذا الملف. واستبعدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حدوث تفجير في منشأة فردو المحصنة لتخصيب اليورانيوم، قرب مدينة قم، كما أفادت تقارير إعلامية الأسبوع الماضي. وأشارت الوكالة إلى أن مفتشيها كانوا في موقع المنشأة، بعد نشر تلك التقارير. وقالت الناطقة باسم الوكالة جيل تودور: «نعلم أن إيران نفت وقوع أي حادث في فردو، وهذا ينسجم مع مشاهداتنا» في المنشأة. في غضون ذلك، اعتبر الباحث الأميركي ماثيو ليفيت من «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، أن «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري» الإيراني و «حزب الله» اللبناني يتعلّمان من هجمات إرهابية فاشلة شنّاها في السنتين الماضيتين، ويشكلان تهديداً متزايداً للولايات المتحدة وإسرائيل وأهداف غربية. وأشار في تقرير، إلى محاولة فاشلة السنة الماضية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، وعملية إرهابية استهدفت سيّاحاً إسرائيليين في بلغاريا في السنة ذاتها، معتبراً أنها مؤشرات إلى أن «فيلق القدس» و «حزب الله» يتكيفان ومصممان على الانتقام من الغرب. ولفت تقرير ليفيت إلى إحباط أكثر من 20 هجوماً إرهابياً ل «حزب الله» أو «فيلق القدس» في العالم، بين أيار (مايو) 2011 وتموز (يوليو) 2012، بينها تسعة في الأشهر التسعة الأولى من 2012.