حضّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المجتمع الدولي أمس، على وضع «خط أحمر واضح» يساهم في كبح البرنامج النووي لإيران التي عزّزت دفاعها الجوي على حدودها مع تركيا وأرمينيا وأذربيجان، وحذرت من أن المسؤولين الإسرائيليين «سيكونون بين أول ضحايا» أي هجوم على طهران. وقال نتانياهو: «أعتقد بأن علينا قول الحقيقة: المجتمع الدولي لا يضع خطاً أحمر واضحاً لإيران التي لا ترى تصميماً من هذا المجتمع لوقف برنامجها النووي». وأضاف خلال جلسة للحكومة: «طالما أن إيران لم ترَ خطاً أحمر ولم تلمس تصميماً (دولياً)، لن تتوقف عن مواصلة برنامجها النووي. يجب ألا تملك ايران قنبلة ذرية». وتطرّق الى تقرير دوري نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، أشار الى أن إيران ضاعفت قدرتها على تخصيب اليورانيوم في منشأة فردو المحصنة، كما اتهمها بعرقلة عمل المفتشين في مجمع بارشين العسكري حيث تشتبه الوكالة بتنفيذ اختبارات سرية فيه لصنع سلاح نووي. وقال نتانياهو: «هذا التقرير يؤكد ما كنت أقوله منذ وقت طويل: العقوبات الدولية باتت تشكّل عبئاً على اقتصاد ايران، ولكنها لا تمنع تقدّم برنامجها النووي، والايرانيون يستغلون المحادثات مع القوى الدولية لمواصلته». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «معاريف» أن نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك يعتبران أن الإدارة الأميركية تجاوزت حدود الانتقادات الشرعية، وألحقت ضرراً بالغاً بالردع الإسرائيلي، بعد إعلان رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أنه «لن يتورط» في هجوم تشنه تل أبيب على طهران. أما رئيس حزب «كديما» المعارض شاؤول موفاز فاعتبر أن «إسرائيل لن تتمكن وحدها من إحداث تغيير استراتيجي في البرنامج النووي الإيراني، وقد يجلب هذا علينا حرباً قاسية». وتطرق إلى لقائه نتانياهو الأسبوع الماضي، قائلاً: «وجدته مرتبكاً ومتوتراً وغير مركّز، ويتخيل أن الواقع يطارده، وانطباعي أنه يفقد السيطرة وفقد أعصابه». ووجّه رئيس لجنة التحقيق الرسمية حول فشل إسرائيل في الحرب على لبنان العام 2006، القاضي إلياهو فينوغراد، انتقادات شديدة إلى نتانياهو وباراك، محذراً من أن هجوماً منفرداً على إيران «سيشكّل خطراً على مستقبل» الدولية العبرية. وقال: «إذا قرروا شنّ هجوم، سنواجه مصيبة كبرى». ايران في المقابل، حذر القائد في «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي أسودي من أن «المسؤولين (الإسرائيليين) سيكونون بين أول ضحايا» أي هجوم على ايران، معتبراً أن سياسات الدولة العبرية أججت مشاعر كراهية تجاه قادتها. وأعلن قائد قوات الدفاع الجوي الايراني الجنرال فرزاد اسماعيلي ان بلاده ستنفذ في الأسابيع المقبلة مناورات تشارك فيها «كلّ أنظمة المضادات الارضية في الحرس الثوري والجيش»، اضافة الى مقاتلات، وذلك لاختبار «قدرة القوات الايرانية على ادارة الأزمات لمواجهة سيناريوات غير متوقعة». وأعلن الجنرال محمد إسلامي نائب وزير الدفاع الايراني ان بلاده تنوي تزويد طائرات من دون طيار محلية الصنع، انظمة صاروخية، فيما اشار الجنرال رسول رضواني-كيا، وهو مسؤول عن قوات الدفاع الجوي على الحدود الشماليةالغربية للبلاد، والمحاذية لتركيا وارمينيا واذربيجان، الى أن ايران عززت قدرات انظمة الرادار وبطاريات الصواريخ ووسائل الحرب الالكترونية في المنطقة، لافتاً الى انها «نُشرت في اكثر من 300 نقطة». الى ذلك، أقرّ الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست بأن أياً من القادة المشاركين في قمة حركة عدم الانحياز التي استضافتها طهران الأسبوع الماضي، «لم يقدّم طلباً لزيارة منشآت نووية» ايرانية، على رغم استعداد بلاده لتلبية طلب مشابه.