وصلت القوات الفرنسية والمالية الى مدينة تمبكتو التاريخية في شمال مالي، وأقامت مواقع لها على مشارف المدينة، ودخلت الى بعض احيائها في عملية بحث عن مقاتلين اسلاميين يحتمل ان يكونوا مختبئين داخلها. وتعتبر استعادة السيطرة على تمبكتو خطوة بالغة الرمزية، نظراً الى اهمية المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي. في غضون ذلك، أعرب الاتحاد الافريقي خلال قمته المنعقدة في أديس أبابا امس، عن «الأسف لبطء» تحرك الدول الافريقية من اجل «الدفاع» عن مالي، مشيداً بتدخل فرنسا العسكري هناك. وتقدمت القوات الفرنسية المطعمة بعناصر من الجيش المالي، في شمال البلاد، وأحكمت سيطرتها على غاو كبرى مدنه، من دون مواجهة أي مقاومة تذكر من المقاتلين الاسلاميين المتحالفين مع تنظيم «القاعدة». وقالت مصادر عسكرية في باماكو ان القوات الفرنسية - المالية المشتركة «استعادت السيطرة على بلدة نيافونكي ووصلت إلى مشارف تمبكتو» ليل السبت - الاحد، وتوقفت خارجها لتجهز استراتيجية لدخول المدينة التي تضم آثاراً ومساجد مهمة. وقال مسؤولون ماليون وفرنسيون إن رئيس بلدية غاو سادو ديالو الذي لجأ الى باماكو خلال سيطرة الإسلاميين على عاصمة الشمال، أعيد تنصيبه رئيساً للإدارة المحلية بعدما أمنت قوات فرنسية ومالية وتشادية ونيجيرية المدينة والمناطق المحيطة بها. وتواصل امس، نقل عناصر قوة التدخل الافريقية في مالي، والتي يتوقع ان يصل عديدها الى 7700 فرد، على رغم مشاكل لوجيستية تبطئ هذه العملية. وفي أديس أبابا، قال رئيس بنين توماس بوني يايي الذي رأس الدورة السابقة للاتحاد الافريقي في افتتاح قمة الاتحاد: «اريد ان اشيد بفرنسا التي بادرت امام التباطؤ الكبير الذي ابداه القادة الافارقة وحتى المجتمع الدولي، وقامت بما كان يجب علينا ان نقوم به نحن منذ وقت طويل من اجل الدفاع عن دولة عضو»، في اشارة الى مالي. وأبدى رئيس بنين في كلمته التي سبقت تسليمه رئاسة الاتحاد الى رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسالين، تقديره للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، «اعترافاً بالجميل لقراره المنقذ» بارسال الجيش الفرنسي الى مالي. على صعيد آخر، رحبت «حركة عرب ازواد» في شمال مالي، بالانشقاق الذي حصل داخل جماعة «انصار الدين» الاسلامية، واعتبرته «خطوة مهمة» نحو حل تفاوضي، بمنأى عن تأثيرات تنظيم «القاعدة» المتمسك بخيار الحرب في مواجهة الفرنسيين وحلفائهم الماليين والافارقة. وأوردت الحركة في بيان امس، ان «الانشقاق داخل انصار الدين الذي أدى الى نشوء حركة ازواد الاسلامية، يشكل خطوة مهمة على طريق البحث عن مخرج للازمة التي بدأت تأخذ منحى خطيراً». وأعلنت الحركة في البيان «استعدادها الكامل للعمل مع حركة ازواد الاسلامية والحركة الوطنية لتحرير ازواد (تمرد الطوارق) لايجاد حل مشرف يضمن لشعب ازواد حقوقه الاساسية». ودعت الحركة فرنسا وحلفاءها الى «وقف عمليات القصف ضد مناطق ازواد لأن ضحايا هذه الغارات هم بالدرجة الاولى المواطنون المسالمون الذين يفترض ان تؤمن لهم الحماية».