أفاد مصدر أمني في مالي بأن «مئات من المقاتلين الإسلاميين الأجانب وصلوا نهاية الأسبوع الماضي الى شمال مالي» الذي تحتله حركات اسلامية مسلحة منذ نيسان (ابريل) الماضي، للقتال الى جانب زملائهم في حال ارسال وحدة عسكرية لمساعدة سلطات باماكو في استعادة المنطقة. واوضح المصدر ان المقاتلين، ومعظمهم من السودان وأصول صحراوية، وصلوا الى مدينة تمبكتو (شمال غرب) وغاو (شمال شرق)، غداة اجتماع عقده شركاء مالي الدوليين باماكو، ودعوا فيه سلطات مالي الى اتخاذ «اجراءات فورية لتسهيل جهود المجتمع الدولي» في تنفيذ تدخل عسكري لاستعادة الشمال. وأفاد أحد سكان تمبكتو بأن «اكثر من 150 اسلامياً سودانياً وصلوا خلال 48 ساعة الى المدينة لمساعدة اخوانهم المسلمين على مواجهة الكفار»، علماً ان تمبكتو وباقي مناطق الشمال تخضع لسيطرة حركة «انصار الدين» و «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». وفي غاو، تحدث شاهد عن توجه المقاتلين الأجانب الى الشرطة الاسلامية التابعة لحركة «التوحيد والجهاد»، وهو ما أكده حبيب ولد يوسف احد قادة «التوحيد والجهاد» المتحدر من النيجر، والذي قال: «يريدون الحرب؟ سنخوضها. لذا يأتي اخواننا من مخيمات تندوف بالجزائر والسنغال وساحل العاج، ومن كل مكان». ويجري اعداد قوة تتألف من ثلاثة آلاف عسكري من دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا، بموافقة الاممالمتحدة ودعم لوجستي من فرنسا والولايات المتحدة. لكن تشكيلها وتمويلها لم يحددا بعد. وشدد الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري خلال اجتماع باماكو على ضرورة تنفيذ تدخل عسكري اجنبي «عاجل» لتحرير شمال البلاد. الى ذلك، اعلن جان فيليكس باغانون، الموفد الفرنسي الخاص الى منطقة الساحل خلال زيارته باماكو، ان بلاده قررت استئناف تعاونها العسكري مع مالي بعد قطعه إثر انقلاب عسكري اطاح الرئيس امادو توماني توري وسرّع سقوط الشمال في ايدي الجماعات الاسلامية في 22 آذار (مارس). وقال: «اتخذت فرنسا قراراً مبدئياً بحسب الضرورة لتلبية احتياجات جيش مالي. ويشمل ذلك ارسال مدربين عسكريين لتأهيل جيش يعاني من نقص في التجهيز وانهيار المعنويات بعد هزيمته في الشمال امام الجماعات المسلحة.