توجه الإسرائيليون بكثافة الى صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية امس، في خطوة شكّلت مفاجأة أقلقت رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وتحالفه «ليكود بيتنا»، وبعثت على تفاؤل أحزاب «الوسط». ومن المتوقع ان تصدر النتائج الأولية للانتخابات في الساعات الاولى من صباح اليوم، على ان يتم فرز الاصوات بحلول يوم غد، لتعلن النتائج نهاية الشهر. وفاجأ الاقبال الشديد على صناديق الاقتراع الساحة الحزبية التي كانت تخشى تدني نسبة التصويت، فيما عزا المعلقون هذا الاقبال الى الطقس المشمس، اضافة الى الحملات التي حضت الاسرائيليين على ممارسة حق التصويت. وبلغت نسبة المقترعين قبل ست ساعات من اغلاق الصناديق 46 في المئة قياساً ب 41 في المئة مما كانت عليه في الوقت نفسه في الانتخابات السابقة. ويتوقع ان تصل نسبة التصويت الى 70 في المئة وربما اكثر بحلول نهاية التصويت. وتهدد هذه المفاجأة بخلط كل الاوراق، خصوصا بعدما كانت استطلاعات الرأي توقعت مراراً انتصاراً حاسماً لليمين، وعلى رأسه تحالف نتانياهو، فيما تحدث المراقبون عن «عزوف الناخبين» و»حملة انتخابية باهتة بلا مفاجآت». في ضوء ذلك، تحركت حملة «ليكود» امس ووجهت نداء عاجلا الى ناخبي الحزب للتوجه الى صناديق الاقتراع في ضوء تقارير تحدثت عن انخفاض نسبة التصويت في معاقل الحزب. في المقابل، شعر قادة احزاب الوسط الذين خشوا من ارتفاع نسبة المتخبطين والمقاطعين، بالارتياح والتفاؤل، وقالت زعيمة حزب «العمل» شيلي يحيموفتش ان ارتفاع نسبة التصويت «تعزز فرصنا لهزيمة نتانياهو»، معتبرة انه اضعف من اي وقت مضى، وان نتائج الانتخابات ليست محسومة مسبقاً لليمين. واتفق معها في ذلك القطب في حزب «هتنوعاة» الوسطي عمير بيرتس، وزعيمة حزب «ميرتس» اليساري زهافة غالؤون. في هذه الاثناء، انشغلت الصحف العبرية في تحديات «اليوم التالي» للانتخابات، والصعوبات والابتزازات التي سيواجهها نتانياهو في حال كُلف تشكيل الحكومة الجديدة، حسب ما توقعت الاستطلاعات. واتفقت التعليقات على انه في حال لم يحقق تحالف نتانياهو 38-40 مقعداً على الأقل، فإنه سيتعرض الى ابتزاز شركائه في الائتلاف الحكومي، سواء من اليمين الاكثر تشدداً او من الوسط، اذ لن يكون في وسعه الاعتماد على تشكيلة يمينية - دينية متشدة فقط تكون قاعدتها البرلمانية غير مستقرة وتزيد من عزلة اسرائيل الدولية، تماماً مثلما لن يكون سهلا تشكيل حكومة يمينية - وسطية تتعايش داخلها احزاب دينية وعلمانية معا.