بلغتين تعرفونهما: لغة كتاب الوجوه «فيسبوك» والمغرد أو المغردون «تويتر» فإن نصف أعضاء مجلس الشورى من الجنسين تقريباً، إما صديق لك في الأول، أو تتبعه أو يتبعك في الثاني، ولأن الحدث في إعادة تشكيل مجلس الشورى هو دخول المرأة وجب أن نخصها بالعنوان. كان البعض يعتقد بأن من يكتب كثيراً يصل سريعاً، وهذا بالطبع ليس صحيحاً، بل الصحيح أن من يُختارَون للمناصب والمجالس غالباً نخبة علمية وفكرية، ومعظم من يشارك ويكتب نخب علمية وفكرية، يكون لها أحياناً أطروحات عميقة ومميزة، تتغير قليلاً أو كثيراً بعد التكليف والتشريف، تبعاً لمعدن الثقافة التي تسكنه، أو لمنبعها الذي أتى منه. اليوم كثيراً من السيدات المميزات (ربما بعضهن آنسات) اللاتي قرأنا أسماءهن ورأينا صورهن في أخبار التشكيل الجديد موجودات معنا في وسائل الإعلام الاجتماعي يتحدثن بأفكار، لو ترجم ربعها إلى مشاريع عمل تقدم في المجلس لتغير المجتمع كثيراً. عالمات وطبيبات وتربويات وإداريات يشغلن خُمس المجلس اليوم، لا نريد منهن سوى المحافظة على أفكارهن، ومطالبهن للمرأة والمجتمع، بالحماسة نفسها، باللغة ذاتها، وبالاقتراب ذاته من أصدقائهم وتابعيهم ومن يتبعون، الاقتراب الذي حقق لهن إضافة إلى منجزهن العلمي أو الفكري، القبول الاجتماعي وصولاً حتى إلى شباب يصعب لفت عقولهم إلى فكرة. نسمع أحياناً مقولة إن قبة المجلس مهابة، وأعضاؤه موقرون، وهذا صحيح، والأصح منه أن سماء الوطن مقدسة، ومواطنوه موقرون أكثر، بل هم عند ولي الأمر الأقرب والأكثر توقيراً، لذا سيكون لزاماً على أخواتنا المواطنات تحت قبة المجلس التركيز، وتعلم أبجديات السياسة الشورية التي تقارب كثيراً الثقافة البرلمانية، وتوقُّع أن البعض سيرحِّب بهن بطريقة مختلفة، وسيحاول تشتيت أذهانهن وأذهان المجتمع بتفاصيل غريبة، لأن أفكارهن أو «أشكالهن» لا تعجبه فقط. في كل قرار وخطوة وطنية تنفيذية يتخذها خادم الحرمين الشريفين نقترب أكثر من التحضر، فبناء الإنسان، وتمكين الجميع، وسن السنن الحميدة في ثقافة الحكم، وإعطاء الأدوار الحقيقية لنصف المجتمع مع المحافظة على قيمنا وتقاليدنا، كل هذه الملامح الإنسانية الاجتماعية ستصب في التحضر، والتحضر لا يقبل بغير النظام، والنظام لا يسير إلا بالقانون، والقانون هو سبيلنا الوحيد لمكافحة الفساد، التخلف، البطالة، الإرهاب، العنف... وضعوا ما شئتم في هذه القائمة. واجب علينا شكر هذا القائد، وواجب على أعضاء الشورى جميعاً أن يكون شكرهم دوماً في قول الحق، والسعي لإحقاقه، والبعد عما يضيّع الوقت والجهد والمال ولا طائل منه، والاقتراب أكثر ليكونوا بحق ممثلين لنا جميعاً. [email protected] mohamdalyami@