لم تخرج المرأة السعودية من الصورة النمطية السائدة في أذهان مجتمعنا (الذكوري) على الرغم من تزايد أعداد النخب النسائية، وكثرة المتعلمات الفاعلات في صفوف نساء هذا المجتمع. يلتقين كثيراً في ردهات الجامعات، أستاذات، وباحثات من حملة الشهادات العليا، وطالبات بمختلف التخصصات، يتبادلن الكثير من النقاشات حول أوضاعهن وهمومهن، كما يلتقين في مؤتمرات، وندوات ثقافية، وملتقيات علمية، يرددن ما يقال في كل لقاء، ولكن لا أثر يظهر في محيطهن الاجتماعي لا سلوكياً ولا فكرياً، فالمرأة في مجتمعنا مازالت موضوعة في نفس الإطار القديم البالي. ومحاولة في أن نكون منصفين في إيجاد المبررات وعدم إلقاء اللوم على المرأة بشكل عام وعلى النخب النسائية بشكل خاص ونقول إن الكثير مما يجب أن يعمل هو ليس في أيدي هؤلاء النسوة، فالحصار الثقافي الفكري حولها ما زال يضرب طوقاً محكم الإغلاق يقف وراءه تراث اجتماعي وعادات بالية (ما أنزل الله بها من سلطان) هذا الطوق الذي صنعته ظروف قاسية في زمان صعب قديم، قد يتطلب الفكاك منه سنواتٍ وسنوات. ولعل السبب أيضاً يعود إلى افتقار النخبة النسائية لقيادات بارزة ومؤثرة تكون قدوة ونبراسا لما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة السعودية من تحلٍ بالقيم والأخلاق الإسلامية والجرأة في الطرح، سعياً نحو الموقع الأفضل المنشود للمرأة السعودية، وأقله الوصول لأدنى ما نطمح له من تغيير للصورة النمطية التي تنتقص من شأنها وتضعها في عداد القاصرين، ولسنا نقلل من الجهود المبذولة من بعض الناشطات المتحمسات لهذه المسألة. حيث يُرى دور المرأة السعودية ومشاركتها مع الجهات المختصة في صياغة الأنظمة والتشريعات التي تعمل على ضمان حقوق المرأة ومن ذلك وجودها في مجلس الشورى ضمن المعنيين بصناعة القرار، إلا أن تلك التشريعات لم تلمس واقع المرأة السعودية الاجتماعي ولا تستطيع التأثير بشكل فاعل وملموس فالمسألة في أساسها ثقافة وفكر وليست قرارات إدارية أو اقتصادية تتخذ الجهات المختصة لتنتهي المسألة من جذورها. *أكاديمية تربوية ناشطة في حقوق المرأة