لحظة تاريخية تلك التي أعلن فيها خادم الحرمين الشريفين عن مشاركة المرأة في الحياة السياسية، وللمرة الأولى عضوة بمجلس الشورى اعتباراً من الدورة القادمة، كما يحق لها أن ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية، ولها حق المشاركة في الترشيح؛ ما يعني أن هذه المشاركة تصنّف كحدث مميز لن يغفله التاريخ؛ لأنه برهن على أن المرأة السعودية استطاعت أن تستند في تحقيق أحلامها وطموحاتها على رؤية القائد الثاقبة، وتحديداً عندما كان يذلل الصعوبات أمامها، ويفتح مجالات العلم والعمل والمشاركة المسؤولة لخدمة الوطن وتنميته؛ فلا تكاد تخلو مناسبة إلاّ وتكون المرأة السعودية حاضرة فيها، من خلال إشادته بها وثقته المتناهية في علمها ومستوى وعيها. الخطاب الملكي زف جميع المواطنات السعوديات الى الحياة السياسية، وذلك عندما تقترب خُطى السيدات السعوديات اللواتي تم اختيارهن بعناية فائقة إلى الجلوس تحت قبة المجلس، مروراً من بوابته الواسعة إلى فضائه الرحب؛ لتناقش مع شقيقها الرجل قضايا المرأة والمجتمع عموماً من على الطاولة، وتصوت عليها، وتوصي بها. دخول المرأة من بوابة مجلس الشورى ستلتقطه "عدسة التاريخ" وستدون تحليلاته في سطور الصفحات الأولى للصحف والمجلات المحلية والعالمية، وما كان لهذا أن يحدث لولا توفيق الله والرعاية الأبوية؛ وفي عصر لا يمكن وصفه إلاّ بالعصر الذهبي الذي تحررت فيه المرأة السعودية من تلك النظرة الضيقة التي كانت تعتقد انها لا زالت تقف عند نقطة البداية ومنذ سنوات طويلة. وصولها إلى «المقعد» اعتراف بإمكاناتها وتقدير لوعيها وإنجازاتها..وتنتظر منصبي «سفيرة» و«وزيرة» اعتراف صريح ووصفت "د.ماجدة أبو راس" -الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز ونائب المدير التنفيذي المكلف بجمعية البيئة السعودية، ومسؤولة برنامج تطوير المرأة والبيئة في الوطن العربي- أن العصر الذي تعيشه المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين هو العصر الذهبي للمرأة السعودية، وهو ما يؤهلها إلى المراتب العليا والقيادية في الدولة، مشيرة إلى أن دخول المرأة من بوابة مجلس الشورى هو إعلان صريح لمشاركة المرأة الرسمية في صناعة القرار؛ فالمرأة وفي عهد خادم الحرمين الشريفين لها دور كبير وفعال، حيث شهدنا التطورات الملاحقة لتقلدها عدة مناصب في التعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية، بالإضافة الى تألقها عربياً وعالمياً وانضمامها لمنظمات عربية ودولية. وقالت إن هذا التواجد يعني وصول المرأة إلى مرحلة صناعة وصياغة القرار، والمشاركة فيه، وهنا التغيّر الكبير بمجرد دخولها مجلس الشورى -وفي ظل اختيارها من ضمن نخبة المجتمع النسائي- ستكون شريكاً حقيقياً وداعماً للرجل في صناعة القرار، وتقديم الاقتراحات والتوصيات التي تهدف إلى تطوير المجتمع بصفة عامة وتلبية احتياجات المرأة بشكل خاص. وأضافت:"أعتقد أن التوجه لوجود المرأة في المجلس لن يقتصر على لجنة شؤون المرأة دون غيرها من اللجان؛ لأنها اخت الرجل وشقيقته، وهي متعلمة وحاصلة على شهادات عليا، ولديها الخبرة العميقة مثلها مثل الرجل، وقرار دخولها للمجلس سيثبت أن المستوى العلمي سينعكس إيجاباً على تقديم التوصيات، والتمهيد لصناعة القرار، كما سوف تبدع وتبادر وتبتكر وتساهم في التخطيط للمستقبل الجديد الذي تطمح له المملكة في ظل حكومة خادم الحرمين وولي عهده الأمين". وأشارت الى أن الجلوس تحت قبة المجلس أقوى اعتراف صريح بأن فكرها وتعليمها وحبها لوطنها ومبادرتها لتطوير هذا الوطن هو الفيصل لاختيارها، وهذا يعطي مؤشراً إلى اقتراب موعد وصولها إلى منصب وزيرة؛ فهذا الحضور البرلماني اعتراف كامل بضرورة دخولها في صناعة القرار، وهذا التميّز يعني الاستعداد لدخولها مجلس الوزراء؛ لتساهم في الصياغة الأساسية لقرارات الدولة. فتاة واثقة من إمكاناتها التقنية تعمل في معرض دولي لخدمة الزوار دور فاعل وتمنت "د.سهيلة زين العابدين" -عضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان- أن تكون تجربة دخول المرأة إلى مجلس الشورى كعضوه مثلها مثل الرجل أن يحالفها النجاح، وتحقق إنجازات متسارعة، وتكون مشاركتها فعّالة، مطالبة أن لا تكون مشاركة اسمية في ظل قدرة وكفاءة وإمكانات المرأة السعودية، ولكن لابد أن تكون الظروف المحيطة بها في المجلس تساعدها على تحقيق الإفادة من كل ما لديها من طاقة وعلم وخبرة. وقالت:"أخشى أن ينحصر أداؤها في لجان محددة لا يراعى فيها تخصصاتها وتوجهاتها؛ فقد تخصص في لجنة الأسرة مثلاً لمعالجة قضايا المرأة، وأتمني أن تكون فاعلة في كل اللجان، حيث لدينا متخصصات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والحقوقية والاجتماعية". وأضافت:"أتوقع أن تنضم ثلاثين امرأة لمجلس الشورى مقارنة بأعداد الرجال في المجلس، ولكن أخشى أنه عندما تقدم المرأة بمشروعات ربما التصويت لا يكون في صالحها، وذلك في حال قلّ نصاب أعداد السيدات بالمجلس"، مشيرة إلى أن مجلس الشورى لم يعالج الكثير من قضايا المرأة والأسرة، ولم يقم بعلاجها وطرحها ومناقشتها وحتى عندما طرحت بعض القضايا مثل التجنيس ونظام الجنسية والتعديلات التي أُجريت عليه لم تحل مشكلة السعودية المتزوجة من غير السعودية، بالإضافة لمدونة الأحوال الشخصية للمرأة، وتعديل نظام الأحوال الشخصية الذي يحرم المرأة من أهليتها، مؤكدة على أنه عندما تطرحها المرأة ونجد أن بعض الأعضاء توجههم مخالف لذلك يعطي مؤشراً بأنه ليس هناك رغبة في التغيير، ولكن وجود المرأة سيخفف من هذا الأمر. وأشارت إلى أنه عندما تقترح المرأة سن قوانين وأنظمة أو تعديلها -التي نحن بحاجة لها- قد لا تحصل على موافقة من أغلبية المجلس، وهذه نقطة قلقة بالنسبة لنا، فلا نريد وجودها شكلياً فقط، بل يجب أن يكون لها دور فاعل. متوقع وصول 30 عضوة والمشاركة في جميع اللجان والتصويت والاقتراح مثل الرجل دون تمييز مجموعة ضغط وتري "د.أميرة كشغري" -أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- أن دخول المرأة لمجلس الشورى خطوة مهمة؛ كونها حق طبيعي لما تحمله من مؤهلات وخبرات تستطيع الإسهام والمشاركة بأفكارها وتصوراتها وأطروحاتها في جميع القضايا المجتمعية. وقالت:"السؤال الذي يفرض نفسه في المجتمع.. ماذا ستضيف المرأة لهذه المشاركة؟، والإجابة عن هذا السؤال يدفعني للقول إن هناك العديد من القضايا المطروحة التي تناقش من زاوية ورؤية أحادية من جانب الرجل، ولكن مشاركتها ستضيف نظرة تكاملية للواقع، والحلول لبعض الأنظمة المعينة التي قد تحتاج إجراء تعديلات، كما أن وجودها سيشكّل مجموعة ضاغطة للسيدات للدفع بقضايا تخص المرأة عُطلت أو لم يلتفت اليها في مجلس الشورى لعدم وجودها سابقاً". وأضافت:"أتمني أن تكون مشاركتها دافعة ومحفزة لأن يعمل مجلس الشورى بشكل انسيابي تسهم فيه المرأة بتوصيات تخدم قضايا المرأة أولاً، والأنظمة المتعلقة بها، مثل: حقوق المرأة، أو العنف ضد المرأة والطفل. قضايا المرأة واقترحت "غادة غزواي" -سيدة أعمال- على السيدات المرشحات لدخول المجلس التمسك بالقضايا المهمة التي لها علاقة بالمرأة، ومن أبرزها العنف ضد الأطفال وضد النساء وقضايا الطلاق، مؤكدة على أن دورها سيكون كبيراً، خاصة في تحديث الأنظمة. وقالت:"في الفترة الماضية صدرت قوانين تخص المرأة والقائمون عليها رجال، ومع دخولها المجلس سيكون التأثير أكبر وأسرع، وجميعنا كنا منتظرين هذة الفرصة"، مشيدة بقرار الملك عبدالله -حفظه الله- حيث أعطى المرأة فرصة تاريخية لتكون شريكاً فاعلاً مع شقيقها الرجل في تنمية الوطن والحفاظ على منجزاته. وأضافت:"أعتقد أن المرأة بطبيعتها ستكون مهتمة أكثر بقضايا بنات وطنها، وأتوقع أنها ستشارك في جميع اللجان؛ لأن المشاركة تعني بناء الوطن، ومجلس الشورى يركز على قضايا المجتمع عامة دون التركيز على جانب وإهمال آخر"، مشيرة إلى أن دخولها سيجعلها تشارك اخوها الرجل في بناء كيان المجتمع، ومن واقع حقها ودورها، ولكن سيكون لديها تركيز أكثر على بعض القضايا بصورة أعمق دون اهمال القضايا الأخرى؛ فهي ستتكلم غالباً بصوت المرأة العاملة والمواطنة. اكتساب المهنة بحثاً عن العمل الشريف فتيات يعملن كاشيرات في «المولات» من دون انتظار مساعدة أحد د.سهيلة زين العابدين أميرة كشغري غادة غزاوي