منذ اليوم الأول لصدورها قبل 80 سنة، أراد مؤسس «نيوزويك» أن تكون منافساً جدياً لمجلة «تايم» التي كان يعمل فيها سابقاً. ثمة من يقول إن خلافاً مهنياً نشأ بينه وبين مؤسس «تايم» هنري لوس جعله يغادر المجلة إلى غير رجعة، مصمماً على «الثأر» من المجلة الأم. لكن الأكيد أن مجلته حققت الهدف الذي نشأت من أجله، خصوصاً بعدما ثبّتت «نيوزويك» قدميها في عالم الصحافة الأسبوعية بدءاً من خمسينات القرن العشرين. وبلغت ذروة الصراع بين المجلتين بعدما امتلكت شركة «واشنطن بوست» المجلة الخارجة من رحم «تايم». ومع ذلك، لم تستطع «نيوزويك» يوماً أن تتفوق على «تايم» توزيعاً وانتشاراً، بل ظلت مصنفة دائماً في المرتبة الثانية بعد «تايم»، فيما كانت المرتبة الثالثة دائماً من نصيب مجلة «يو إس نيوز أند وورلد ريبورت» (التي صدرت بعد أشهر قليلة من صدور «نيوزويك»). وفي ذروة تألق «نيوزويك»، بين ستينات القرن العشرين وثمانيناته، لم يتجاوز توزيعها 3.2 مليون نسخة أسبوعياً، بينما وصل توزيع «تايم» إلى 4.5 مليون نسخة. الأمر أصاب «نيوزويك» ب «عقدة» مهنية (من «تايم») ظلت تلازم أصحاب المجلة عقوداً طويلة. وغالباً ما كانت كل من المجلتين تتنافس على «سرقة» الصحافيين اللامعين من المجلة المنافسة. «كان الأمر أشبه بحرب باردة بين المجلتين»، وفق تعبير إيفان توماس، أحد المراسلين المتجولين السابقين ل «نيوزويك»، والذي كان أحد صحافيي «تايم» سابقاً. ولم تكن المسافة الفاصلة بين مكاتب المجلتين تزيد على عشرات الأمتار في ضاحية مانهاتن الشهيرة في نيويورك. وغالباً ما كان موضوع الغلاف يشكل أحد أوجه المنافسة الشديدة بين المطبوعتين. في 27 تشرين الأول (أكتوبر) 1975، خرجت المجلتان من المطبعة في اليوم ذاته بموضوع واحد يتصدر غلافهما، وهو عن موسيقي أميركي مغمور في السادسة والعشرين من العمر يدعى بروس سبرينغستين. أما المفارقة، فكانت أن كلاًّ من المجلتين ادّعى في كلمة العدد أنها تقدِّم على غلافها (ذلك الأسبوع) إلى القراء «موسيقياً غير معروف سيكون له شأنه الكبير في المستقبل». «لكن كل منهما أصيبت بالخيبة فور رؤية المجلة الأخرى. ووحده سبرينغستين كان رابحاً»، يقول جيم كيلي، مدير التحرير السابق ل «تايم»، معلقاً بسخرية على الحدث.