لقي ما لا يقل عن 16 شخصاً مصرعهم في منطقة بوبار في جنوب وزيرستان بغارات شنتها طائرات أميركية من دون طيار على مجمعات سكنية في المنطقة، مستهدفة قياديين من «طالبان باكستان» موالين لإسلام آباد. تزامن ذلك مع هجوم انتحاري مزدوج استهدف اجتماعاً لشيوخ قبائل موالين للحكومة الأفغانية في قندهار، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. على صعيد آخر، أعلنت حركة «طالبان» الأفغانية أمس، رفضها المسبق لأي اتفاق أمني يبرمه الرئيس حميد كارزاي مع واشنطن خلال زيارته البيت الأبيض هذا الأسبوع، ومحادثاته مع نظيره الأميركي باراك أوباما. ويأتي ذلك على رغم إعلان كابول بدء عملية إطلاق سراح مئات «الطالبانيين» المعتقلين في السجون الأفغانية، بهدف تسهيل عملية السلام وإحلال الاستقرار في البلاد قبل الانسحاب المقرر لقوات حلف شمال الأطلسي في نهاية 2014. وفي جنوب وزيرستان، أطلقت الطائرات الأميركية 8 صواريخ على أهداف مشبوهة، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل، فيما تحدث سكان عن احتمال مقتل قيادي محلي في «طالبان باكستان» يدعى قاري عمران. واستهدفت الغارات الأميركية مواقع تدريب ومخابئ ل «طالبان - باكستان» في قرية بابر غار جنوب وزيرستان بمحاذاة الحدود الأفغانية. وفي بلدة سبين بولدك الحدودية الأفغانية الواقعة في ولاية قندهار، هاجم انتحاري بشاحنة مفخخة اجتماعاً لشيوخ قبائل موالين للحكومة، فيما حاول انتحاري ثان مزود بحزام ناسف الهجوم على رجال شرطة طوقوا مقر الاجتماع الذي تهدم بفعل التفجير الأول. وبادر رجال الامن إلى إطلاق النار على الانتحاري الثاني، ما أدى إلى تفجير حزامه الناسف ومقتل أربعة هم ثلاثة مدنيين وشرطي. ويتوجه الرئيس الأفغاني إلى واشنطن هذا الأسبوع، لإجراء محادثات مع اوباما حول مستقبل التواجد الأميركي في أفغانستان بعد عام 2014. وتسعى واشنطنوكابول إلى تعويض الانسحاب باتفاق أمني يتيح للقوات الأميركية استخدام قواعد جوية محلية لتقديم دعم جوي للقوات الأفغانية التي قال كارزاي إنها ستكون جاهزة لتولي المهمات الأمنية في الأراضي الأفغانية بعد الانسحاب الدولي من أفغانستان. واستبقت حركة «طالبان» زيارة كارزاي لواشنطن بإصدار بيان اتهمت فيه الحكومة الأفغانية والإدارة الأميركية بعدم الجدية في البحث عن سلام دائم في أفغانستان. ورأت «طالبان» في بيانها أن كابولوواشنطن تحاولان إطالة أمد الحرب والمعاناة للشعب الأفغاني، وحملتهما مسؤولية سفك دماء مزيد من الجنود الأميركيين. كما رفضت الحركة أي «معاهدة غير مشروعة» يوقع عليها كارزاي مع الأميركيين، وطالبت دول الجوار الأفغاني بالتحرك لمنع أي تواجد أجنبي على الأراضي الأفغانية بعد الانسحاب الدولي من أفغانستان.