وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما دعوة إلى الرئيس الأفغاني حميد كارزاي لزيارة واشنطن في 7 كانون الثاني (يناير) المقبل، للتباحث في مستقبل أفغانستان بعد انتهاء انسحاب غالبية العسكريين الغربيين من هناك في نهاية 2014. وأعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا هذه الدعوة مساء الخميس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كارزاي في كابول. وطلب أوباما من نظيره الأفغاني أن ياتي لمقابلته في الولاياتالمتحدة «للتباحث في شأن رؤية مشتركة لأفغانستان ما بعد 2014»، كما قال بانيتا، قبل أن يوضح أن كارزاي قبل الدعوة. وكان بانيتا زار أفغانستان لإجراء محادثات خصوصاً مع قيادة القوات الدولية حول عدد الجنود الأميركيين الذين سيبقون في هذا البلد بعد 2014. هجوم على قاعدة «أطلسية» وتزامنت زيارة بانيتا مع هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف قاعدة جوية للحلف الأطلسي في ولاية قندهار معقل «طالبان» في جنوبأفغانستان، ما أدى إلى مقتل ثلاثة رجال بينهم جندي أميركي وإصابة 21 شخصاً آخرين بجروح. وتبنت «طالبان» الهجوم الانتحاري. وأعلن بانيتا في المؤتمر الصحافي مع كارزاي أن الهجوم أوقع قتيلاً وثلاثة جرحى في صفوف الجيش الأميركي. وقال الجنرال عبدالرزاق قائد شرطة قندهار إن «الانتحاري فجّر سيارته المفخخة عند دخول قافلة لإيساف (قوة الأطلسي) إلى القاعدة الجوية». وقلل وزير الدفاع الأميركي أمام الصحافيين من شأن هذا الاعتداء، مؤكداً في الوقت ذاته أن القوات الأفغانية ستكون مستعدة قريباً لتولي شؤون الأمن بنفسها في كل أنحاء البلاد التي سيغادرها القسم الأكبر من الغربيين في السنتين المقبلتين. ورأى الوزير أن الهجوم بالقنبلة الخميس يندرج في إطار تكتيك يائس لدى المتمردين في مواجهة القدرة المتنامية، كما قال، للقوات الحكومية الأفغانية. وأضاف: «لهذا يلجأون في محاولة لمواصلة زرع الفوضى في هذا البلد. لن يتوصلوا إلى ذلك». وفي وقت سابق، قيل للصحافيين الذين رافقوا بانيتا إن الأمن سيتحسن في شكل كبير في منطقة قندهار وإن «طالبان» ضعفت في شكل ملموس. وكان الجنرال روبرت أدامز قائد القوات الأميركية في المنطقة وصف قدرات طالبان بأنها «محدودة جداً». باكستان على صعيد آخر، دعا نواب أميركيون باكستان إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة إنتاج مادة مخصبة تستخدم في صناعة قنابل مسؤولة على حد رأيهم عن قسم كبير من الهجمات الدامية ضد القوات الغربية في أفغانستان. وأثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي، ذكر السيناتور بوب كيسي بأن باكستان التزمت تطبيق خطة ضد صناعة قنابل وعرضتها أثناء زيارة وزير داخليتها رحمن مالك الولاياتالمتحدة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وقال السيناتور كيسي: «إنه الوقت الملائم جداً لتطبيق هذه الخطط بالكامل». والمادة المخصبة، من نيترات الأمونيوم والكالسيوم، تستخدم في صناعة أكثر من 70 في المئة من القنابل التي تزرع على حافة الطرق ضد القوات الغربية في أفغانستان على رغم الحظر الذي فرضته كابول ضد هذا الإنتاج المتفجر، كما أوضح الليوتنانت جنرال مايكل باربيرو. واتهم هذا الأخير الشركة الكيماوية الباكستانية «فاطمة غروب» التي تدير إنتاج هذا النيترات بأنها بدت «أقل تعاوناً» في محادثاتها مع واشنطن في هذا الموضوع. وقال أيضاً إن باكستان لديها مصلحة تامة في أن تظهر أكثر اهتماماً في هذا المجال، ذلك أن 2395 شخصاً في الإجمال قتلوا بسبب هذا النوع من القنابل في البلد خلال العام الماضي. ووفق وزارة الخارجية الأميركية، فإن الولاياتالمتحدة منحت باكستان 113 مليون دولار منذ 2009 لمكافحة تصنيع القنابل و135 مليوناً إضافية ستدفع هذا العام.