واشنطن، كابول - أ ف ب، يو بي آي - أفادت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، ان متمردي حركة «طالبان» بدأوا محادثات على مستوى رفيع مع حكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي تتناول وسائل انهاء الحرب الدائرة منذ اكثر من تسع سنوات في البلاد عبر التفاوض. ونقلت الصحيفة عن مصادر افغانية وعربية لم تسمها قولها إن «المحادثات تجمع للمرة الأولى ممثلين مفوضين من جانب القيادة العليا لطالبان بزعامة الملا محمد عمر»، مشيرين الى ان «هؤلاء الممثلين جديون للغاية في ايجاد تسوية»، على رغم تكرار الملا عمر وقادة آخرين في «طالبان» في افغانستان وباكستان معاً منذ سنوات تأكيدهم رفض اجراء مفاوضات سلام قبل انسحاب القوات الأجنبية من افغانستان. وكشفت ان المحادثات ستتناول منح القادة من «طالبان» مقاعد في الحكومة، وانسحاب القوات التابعة للولايات المتحدة ودول اخرى في الحلف الأطلسي (ناتو)، فيما اعلنت عدم مشاركة ممثلين عن «شبكة حقاني» الذين استهدفتهم غارات جوية شنتها طائرات اميركية من دون طيار في منطقة القبائل الباكستانية اخيراً. على صعيد آخر، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن مسؤولين أميركيين وأفغان ابدوا قلقهم من توسع الدور الذي يلعبه أقارب الرئيس كارزاي داخل الحكومة الأفغانية، بعد منح أشقاءه وأعمامه وأولاد أخوته وغيرهم مناصب سياسية وأمنية عالية داخل الحكومة، اضافة إلى مصالح تجارية واسعة، ما يزيد المخاوف من عدم امكان مكافحة الفساد المتفشي في أفغانستان. وتحدثت أنباء اخيراً عن تورط شقيقي الرئيس الأفغاني أحمد ولي كارزاي في تجارة المخدرات ومحمود كارزاي في ازمة مصرف كابول المضطرب، فيما اوضحت الصحيفة ان شقيقاً آخر لكارزاي مسؤول استخباراتي كبير لديه صلاحية واسعة في العمليات الحساسة، فيما يتولى آخر مسؤولية منح الرخص لكل الشركات الأفغانية، ويشغل عمه منصب سفير أفغانستان إلى روسيا. كما يتمتع 6 من اقارب كارزاي بنفوذ يسمح لهم بالحصول على ملايين الدولارات من عقود مبرمة مع الولاياتالمتحدة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أفغاني رفض كشف اسمه قوله إن «أقارب كارزاي يملكون حرية مطلقة في أن يكونوا شركاء أي شخص يريدونه، استناداً الى قانون غير مكتوب». وتقول بعض المصادر إن كارزاي «سعى الى إحاطة نفسه بمقربين منه لضمان حمايته بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان». ميدانياً، اعلن الحلف الأطلسي ان سلاح الجو التابع له قتل اثنين من قادة «طالبان»، هما قاري ضياء الدين الذي يعتبر «حاكم الظل» في ولاية فرياب، والملا اسماعيل «حاكم الظل» ايضاً في ولاية بادغيس. ونصبت «طالبان» «حكاما» و«قضاة» و«قادة للشرطة» ليحكموا السكان في 33 من اصل 34 ولاية في افغانستان وقتل تسعة اشخاص معظمهم من الأطفال في خمسة تفجيرات متزامنة هزت مدينة قندهار (جنوب) افغانستان ونتجت من زرع قنابل على جوانب طرق مزدحمة جنوبالمدينة التي شهدت ايضاً اغتيال نور احمد نازاري، مساعد رئيس بلدية قندهار، لدى اطلاق النار عليه امام منزله.