خصصت إدارة مطار الملك عبدالعزيز الدولي في مدينة الحجاج بجدة صالتين لاستقبال الحجاج القادمين من دول غرب أفريقيا، وذلك كخطة احترازية لكشف الحالات المشتبه بإصابتها بمرض «إيبولا»، وعدم اختلاطهم بالحجاج القادمين من الدول الأخرى، ويأتي ذلك بعد أن دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر من المرض «المرعب» كما سمته في الآونة الأخيرة. وبحسب التطورات الأخيرة صنفت منظمة الصحة العالمية «إيبولا» من أخطر الأمراض الوبائية المنتشرة أخيراً والذي يقتل يومياً 100 شخص، وفي ضوء ذلك أطلق مجلس الأمن الدولي أمس قراره بالتحرك السريع لوقف تفشي المرض، والذي راح ضحيته 2600 شخص. وأوضح مصدر موثوق في وزارة الصحة ل «الحياة» أنه تم تخصيص صالتين في مطار الملك عبدالعزيز الدولي لضيوف الرحمن القادمين من دول غرب أفريقيا، إضافة إلى استحداث مسار آمن إلى ساحة المطار لخروج الحالات المشتبه بإصابتها ب «إيبولا»، مشيراً إلى أن ذلك المسار آمن لا يمر بالنقاط الأمنية، إذ تمت الموافقة عليه من الجهات المختصة لبعض الأفراد. وأضاف: «من ضمن الخطة الاحترازية أيضاً تم إصدار تصاريح للدخول إلى الطائرات المقبلة من نيجيريا، ووضع استبيان صحي من خلاله يتضح للأطباء معرفة الحالات المشتبه بإصابتها بالأمراض الوبائية، وفي حال الاشتباه بأية حالة يتم نقل الحالة إلى مستشفى الملك فهد عبر سيارات إسعاف عالية التجهيز خصصت لهذا الغرض». وأشار إلى أنه لم يتم تسجيل أية حالة وبائية من الحجاج القادمين لأداء الفريضة من خلال منافذ القدوم المتعددة، وأن الحالة الصحية للحجاج لا تزال مطمئنة إلى الآن، مبيّناً أن الوزارة أحكمت خططها العلاجية والوقائية لجميع منافذ الدخول البرية والبحرية والجوية بخطط عالمية تمنع تسرب أو وفادة أي أمراض وبائية أو محجرية إلى أرض الوطن، وعملت على رسم خطة وقائية أشرف عليها استشاريون من الصحة العامة والأمراض المعدية واستشاريو طب الطوارئ. من جهته، أفاد مدير مركز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالغني المالكي ل «الحياة» بأنه في حال اكتشاف أية حالة وبائية يتم نقلها إلى مستشفى الملك فهد مباشرة، وإبلاغ الشؤون الصحية في مكةالمكرمة كي تعمل على متابعة ومراقبة الركاب المخالطين للحالة كافة. وأكد أنه تم تسجيل وفيات لعدد من الحجاج القادمين لأداء الفريضة، وذلك من دون إصابتهم بأمراض وبائية، إذ إنهم من شريحة كبار السن الذين يعانون من تدني حالتهم الصحية، مضيفاً:«تشدد وزارة الصحة دائماً بأن يكون الحاج من صغار السن ومن الأصحاء، إذ إن كبار السن يعانون من الأمراض التي تؤثر عليهم أثناء أداء الشعيرة، وتعتبر أبرز الأمراض التي نصادفها في الحج هي أمراض الجهاز التنفسي العلوي والنزلات المعوية». ولفت إلى أن مركز مبنى الحجاج والمعتمرين في مطار الملك عبدالعزيز يضم 622 موظفاً من التخصصات الطبية والعلاجية والوقائية كافة، إضافة إلى استشاريين في طب الطوارئ والصحة العامة واستشاريين في الأمراض المعدية، ومتخصصين في الأمراض الوبائية، موضحاً أن الموظفين كافة مخصصون لاستقبال الحجاج، على مدار ال24 ساعة. وبيّن المالكي أنه تم تخصيص فريق للتدخل السريع مدرب ومؤهل للتعامل مع الحالات المشتبهة، فعند اكتشاف أية حالة عبر الأطباء المنتشرين في المطار يقوم هذا الفريق بالتدخل وإجراء اللازم لهذه الحالة، مشيراً إلى استعانة الوزارة بعدد من الخبراء والاستشاريين في منظمة الصحة العالمية، للإسهام في خدمة حجاج بيت الله الحرام.