تنطلق السبت المقبل منافسات دورة الخليج لكرة القدم بنسختها الجديدة، فهذه الدورة تعيش على تاريخها فقط، ولكنها ومنذ سنوات لم تعد تحقق الهدف المرجو منها سوى أنها تجمع فقط! ودورات الخليج شهدت تطورات كثيرة في مشوارها، واستطاعت أن تقدم مواهب كروية كبيرة، ومنحت دولها بوابة للتنافس القاري والدولي، لكن للأسف كل شيء تطور، إلا هي لم تستطع مواكبة المتغيرات حولها، فاكتفت بالصيت فقط، ولن تتجاوزه! على رغم كل المنافسات المختلفة بين دول الخليج في بطولات عدة، إقليمية وقارية ودولية، إلا أن منافسات دورات الخليج لها وقع خاص، وتثير «حزازيات» لا أول لها ولا آخر، وتدخل الجماهير والصفحات والقنوات الرياضية في صراع قد يخرج كثيراً عن الاحترام والعلاقة الطيبة بين الدول. ما يزال وجود العراق في الدورة لغزاً لم يحل بعد، فلم نجد له تفسيراً منطقياً يشفع له بالحل، ولكن لكل حساباته التي قد تغيب عنا، ومواكبة لتوجهات «مجلس التعاون»، كان من الأولى دعوة المغرب والأردن للدورة، ولكن الأيام كفيلة بالكثير والكثير! تأتي مشاركة منتخبنا في هذه الدورة كمنعطف مهم، وكمشاركة «أسد جريح» لاستعادة كرامته، والدورة الماضية شاركنا بالصف الثاني، وكدنا نفوز باللقب، وهذه النسخة نشارك بمنتخب قدم لوحة إبداعية أمام ميسي ورفاقه، جعلتنا ننسى إخفاقات كثيرة صافحناها العامين الماضيين. المنتخب ليفوز بالدورة، لا بد أن نؤمن بياسر القحطاني كقائد له، وأن نعترف بأننا في حاجة له كخبرة وقيادة، وأنه وحده القادر على رفع الكأس بإذن الله، فالغمز واللمز الذي يطال ياسر القحطاني سنجني ثماره سواداً وعلقماً! وياسر الآن هو آخر الرجال المحترمين في رياضتنا من اللاعبين، إذ تعاني رياضتنا من جفاف في إعداد قيادات داخل الملعب وشخصيات قادرة على التأثير داخل المستطيل الأخضر! الكابتن ياسر أعلن اعتزاله قبل فترة، ولكن مدرب المنتخب السيد ريكارد استنجد به لأنه يعرف فريقه جيداً، ويعرف هو كم يحتاج لياسر، ليس شرطاً ل90 دقيقة، ولكن للفريق بأكمله وللحظات تصنع الفريق البطل من شخصية البطل الحقيقي داخل ياسر! لا بد أن نتعلم الاحترام ونفرضه على الجميع، ومن يتجاوز حدود الاحترام، فلا بد من مشنقة تنصب له ووأد يدفن وإياه، فالحرية ليست أن تشتم... الحرية أن تسمح بأن يقوم كل بدوره حتى نهاية الأمر من دون تدخلات، وسخافات لا طائل منها. [email protected] K_batli