يظل مجتمعنا يعيش ضبابية لا حدود لها في تعامله مع المرأة، وما يقال في الغرف الضيقة لا يقال في الفضاءات المفتوحة، إما بسبب خصوصية أو إرث أخلاقي توارثناه بلا حسيب أو رقيب.. ما يهمني هنا هو حضور المرأة في المنظومة الرياضية عندنا، مسمى الرئاسة يوحي أنها للجنسين ولكن البرامج والفعاليات فقط للرجال! حتى في الوظائف الصغيرة قبل الكبيرة الأبواب موصدة في وجه أي كفاءة نسائية، ولا يوجد سبب واضح ولكن من باب إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون. الأندية الرياضية لا يمكن أن تفعل شيئاً لأجل المرأة ولو لبرنامج محدود، وكأن الرياضة الوحيدة التي نفتح لها الباب للمرأة هي فقط أعمال البيت. لا يخفى على كثيرين أن كثيراً من النساء عندنا يدعمون أنديتنا من خلال مبالغ بالملايين لكن للأسف هم وراء الستار إما خلف زوج أو ابن أو أخ... إلخ، بل إن بعضهن كان لهن الدور الفعال في انتقال لاعبين دوليين من فريق لآخر. الكل يعرف تلك الحقيقة لكن للأسف ما زلنا نرى عيباً في أن تخرج امرأة وتقدم نفسها في الشأن الرياضي.. الرياضة لا تحتاج فقط إلى لاعبين وفنيين فقط بل يتعدى الأمر إلى كوادر مؤهلة في التخطيط والبرمجيات والاقتصاد وخلافه، وما تزال هذه الفرص بلا باب يطرقن عليه! مع مقدم الأمير نواف الكل تفاءل بالجديد والكل تمنى تغييراً جذرياً في جسدنا الرياضي، وما عدنا نرضى بحلول بسيطة وترميمات .. وما زلنا لم نفقد الأمل بعد، ما الذي يمنع من إشهار اتحاد رياضي نسائي يبدأ في تأسيس مرحلة جديدة للرياضة النسائية عندنا وفق ثوابت المجتمع ومتغيراته؟ نحن نعرف كم تعنتا وتأخرنا في الانضمام لاتفاقية الجات، حتى أصبح لا مفر من التوقيع عليها، ولا نريد لحالنا مع الرياضة النسائية أن يكون هذا، ما أجمل أن نعمل لحاجاتنا وليس لأوامر من جهات دولية تملك أن تشل حركتنا الرياضية دولياً وأولمبياً. أنا أعلم أن هناك عضوة بالاتحاد السعودي للفروسية ولكن هذا لا يكفي ولا أظن أن نسبة المشاركة هذه ترضي القطاع النسائي عندنا. الآن يدور جدل كبير حول الرياضة للطالبات في المدارس والجامعات وشرعت الوزارات المعنية في ترتيب الأمر وتوثيقه فهل تقف الرئاسة مكتوفة الأيدي وهي الراعي الأول للرياضة في بلادنا؟ [email protected] twitter | @K_batli