كلنا تابع الاضطرابات التي شابت الدوري الإيطالي والإسباني قبل بدايته من خلال اختلاف وجهات النظر بين رابطتي الأندية واللاعبين، إضافة إلى مشكلات التوزيع المالي للنقل التلفزيوني... ويدفعنا هذا الأمر الى التساؤل نحن كمنظومة رياضية ماذا أعددنا من تنظيمات لحفظ الحقوق وفرض الواجبات، وبنظرة تأملية سريعة نجد أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في اتحاد القدم هو المنظومة المشرعة والمنظرة والمحاسبة والمعاقبة و...كل شيء! إنشاء رابطة للأندية ورابطة للاعبين سيمنح رياضتنا بعداً جميلاً يجعلنا نحاكي العالمية مبكراً، وتكون الرابطتين ملاذا آمناً لمشكلات عدة وقوة ضغط للوقوف أمام بعض قرارات الاتحادات المختلفة، الفكرة ليست ضرباً من خيال بل هي الحقيقة المفقودة عندنا للأسف، فتضيع حقوق كثيرين وتتحسر أندية ونخسر الجهد والمال والكوادر البشرية. ملاحظات الفريق الآسيوي على الأندية السعودية تتمثل في ملكية الأندية للدولة وهذا يعطل من أشياء كثيرة، ما الذي يمنع الدولة وقد خصخصت الاتصالات والبريد وفي الطريق مؤسسات عدة أن يأتي الدور على الأندية؟ أن أظن أن الممانعة تأتي من الرئاسة نفسها لا من الدولة، بل إن الدولة تريد أن تتخلص من أعباء كثيرة عن كاهلها لتتفرغ لأعباء غير قابلة للخصخصة. هل تظن الرئاسة أنها بخصخصة الأندية ستفقد ينابيع من ذهب وستفقد الجاه والسلطان؟ وهل تظن أنها ستصبح مثل الجسد الميت بعد ذلك؟ أظن أن تفكيراً مثل هذا سيجعلنا نتقهقر أكثر، ونتازل عن مكاسب لم تأت من نجاحات وعمليات مؤسسة، بل أتت في ظل غفلة دول عن الاهتمام بالرياضة، وما ان استفاقت تلك الدول حتى أصبحنا في وضع يحسد عليه. عُمان أصبحت ترعبنا، والأردن وسورية أذاقونا المر، وتايلاند تتربص بنا ونيبال لم نسلم من قرصاتها، وفي الانتظار اندونيسيا وفيتنام...وغيرهم كثير. هم لا يملكون أدوات أكثر منا ولكن يملكون إرادة ورؤية ليست مرتبطة بفرد ولكن بمنظومة متكاملة تكفل لها الاستمرارية والاطراد جيلاً بعد جيل. نحن لا نزال في حمى الرجل الأوحد. الأندية تعيش على صدقات رؤسائها وأعضاء شرفها، ولو فوجئنا لا سمح الله بوفاة رئيس ناد في منتصف الموسم لعرفنا حينها أن شللاً لا حد له سيصيب النادي ولن يجد ما يسيره بعد أن غاب الرجل الأوحد. الرياضة ليست واحداً فقط وليست واحداً زائد واحد وليست شد لي واقطع لك! الرياضة عالم لوحده يكفل حياة كريمة وحراكاً في المجتمع لا يتم بدونها. فعلنا كل شيء أصدرنا قرارات ولوائح وشكلنا لجان دراسة وإنقاذ ومحاسبة، ونسينا أن العلة ليست في الرياضة فقط ولكن في سياسة الرجل الواحد! [email protected] twitter | @K_batli