انتظرت شركة السيارات «إيسوزو» الساعة 12:12 أمس 12/12/2012، لتطلق أول سيارة يتم تصنيعها في السعودية، إذ دخل وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة إلى موقع الحفلة، وهو يقود أول شاحنة من إنتاج المصنع في الدمام، ليعلن عملياً تدشين خط إنتاج الشركة من السيارات في حفلة هوليودية نادرة الحدوث في المملكة. وأكد وزير التجارة أن هذه الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل بالنسبة إلى صناعة السيارات في المملكة، مبيناً أن أجزاء من السيارة التي بدأ إنتاجها يتم تصنيعها محلياً، والبقية تأتي من الشركة الأم في اليابان، وستتم خلال الفترة المقبلة زيادة حجم الأجزاء التي تصنع محلياً في المملكة، وتوقع أن يوفر المصنع نحو 800 فرصة عمل خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الوزارة تخطط لإقامة مناطق محددة لصناعات السيارات، معتبراً أن المرحلة المهمة حالياً تتمثل في نشر صناعة السيارات من أجل نموها في المملكة، كاشفاً النقاب عن مفاوضات طويلة مع الشركات المصنعة للدخول في السوق السعودية، بيد أن تلك الجهود أثمرت عن استقطاب بعض الشركات المصنعة. وأضاف الربيعة خلال كلمته، أنه تبعاً للتوجه الاستراتيجي لحكومة المملكة المتمثل في تنويع مصادر الدخل، وأن الصناعة هي الخيار الاستراتيجي للتنمية المستدامة، وإيجاد فرص العمل للمواطنين والمواطنات، تمكنت المملكة من استقطاب مشاريع عالمية صناعية متخصصة في المدن الصناعية المنتشرة في أنحاء المملكة لخلق قاعدة صناعية قوية، تسهم في رفع النمو الاقتصادي للمملكة، إضافة إلى الاستفادة من خبرات هذه المشاريع الصناعية الأجنبية للتوطين داخل المملكة. وقال: «إن واقع العلاقات التجارية والاستثمارية بين السعودية واليابان يرتبط ارتباطاً متيناً، وصداقة قوية ومميزة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين البلدين، إذ امتدت هذه العلاقات منذ أكثر من 55 عاماً، وتعتبر اليابان ثاني أكبر اقتصاد عالمي، والشريك التجاري الثاني للمملكة وإحدى أكبر الدول المستثمرة في المملكة». وأوضح أن شركة «إيسوزو» حققت قصة نجاح خلال فترة وجيزة مميزة، منذ أن تم الاتفاق منذ عامين على إنشاء مصنع متكامل لإنتاج سيارات وشاحنات النقل الخفيف والمتوسط والثقيل، وخصصت «مدن» أرضاً مساحتها 120 ألف متر مربع في المدينة الصناعية الثانية في الدمام لإقامة هذا المشروع. مبيناً «أن المصنع سيعمل على مراحل عدة لتطوير الطاقة الإنتاجية إلى أن تصل 25 ألف شاحنة نقل سنوياً بمختلف الأنواع في عام 2017، وسيتم تصدير 9800 شاحنة بنهاية الربع الرابع في 2017، وتصدير نسبة 40 في المئة من الإنتاج إلى الأسواق العالمية». من جهتها، أشارت هيئة المدن الصناعية ومناطق والتقنية «مدن» إلى أن دخول الشركات العالمية لإنتاج السيارات إلى السوق المحلية ووجود صناعة السيارات في المملكة سيخلق فرصاً جديدة لصناعات أخرى، ويعمل على نقل التقنية وتطوير قطاع الإنتاج، كما يساعد على توفير الأيدي العاملة المدربة للمصانع وخفض الكلفة وتحفيز المستثمرين الأجانب على الدخول إلى السوق السعودية. وأضافت «مدن» أن المشروع الصناعي سيمثل نقلة نوعية وعملاقة للصناعة في السعودية، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق مسبقاً بتخصيص أول مشروع صناعي ل«إيسوزو» في المنطقة لإنتاج سيارات وشاحنات النقل الخفيف والمتوسط، واعتبرت أن هذا المشروع من أهم المشاريع في المدن الصناعية، التي سعت إلى توطين تقنيات عالمية في الصناعة، خصوصاً توطين صناعة السيارات من خلال إحدى أكبر الشركات اليابانية المتخصصة، كما أنها مشاريع ذات قيمة مضافة ستعود على القطاع الصناعي في المملكة بفتح مجالات التوظيف وفرص الاستثمار في الصناعات المكملة. وأكد المدير العام المكلف ل«مدن» المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد خلال كلمته أن السعودية لا تزال تفتح ذراعيها لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية للاستثمار الصناعي في السوق السعودية، والاستفادة من منظومة الحوافز والمقومات التي تمتلكها السعودية، والتي تتميز بها عن العديد من الدول، وتهدف من ذلك إلى بناء صناعة متينة وطنية محفزة لتكون خياراً استراتيجياً للمملكة. وأضاف أن «مدن» تسعى جاهدة إلى تذليل جميع العقبات لأي صناعي جاد ومستثمر يرغب في إنشاء مصنع ذي قيمة مضافة في المدن الصناعية التي تشرف عليها «مدن»، ولا يخفى على الجميع ما يقدمه إنشاء مصنع من قوة للاقتصاد العام للمملكة، وما يضيفه هذا التوجه من تعدد مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على مصادر محدودة، وإتاحة الفرص للشباب للإنجاز والإبداع والعمل والتعلم، وما يوفره من الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة، مشيراً إلى أن «مدن» تشرف على 29 مدينة صناعية منتشرة في جميع مناطق المملكة، تضم أكثر من 4500 مصنع. وقال: «السعودية لا تزال في حاجة إلى صناعات السيارات، ولا تزال تستورد أعداداً كبيرة منها سنوياً، ما جعل «مدن» تسعى إلى استقطاب الشركات العالمية للسيارات، ومنها شركة إيسوزو التي بدأت إنتاجها منذ أمس، كأول مصنع لها في المنطقة، ونهدف من ذلك كله إلى توطين الصناعات محلياً وجعلها خيارنا الاستراتيجي». من جانبه، أوضح رئيس شركة إيسوزو اليابانية سوسومو هوسوي أن الشركة عازمة على زيادة طاقتها الإنتاجية في المصنع لتصل إلى 25 ألف سيارة نقل خفيف عام 2017، مطابقة للمواصفات والمقاييس وملائمة للأجواء المناخية في منطقة الخليج، مبيناً أنها ستكون بجودة السيارة نفسها التي تصنع في اليابان ولكن بسعر أقل، مشيراً إلى أن زيادة الطاقة الإنتاجية للمصنع تكمن في استقطاب أكبر عدد من الشباب السعودي، الذين سيتم تدريبهم في المعاهد المتخصصة، منها المعهد السعودي الياباني، وبعض المعاهد المتخصصة في صناعة السيارات، إضافة إلى ابتعاث عدد منهم إلى اليابان. وأشار إلى أن الشركة ستقوم بتصدير 40 في المئة من إنتاجها إلى دول الخليج بعد تغطية حاجة السوق السعودية، الذي وصفها بسوق مشجعة لجميع الشركات الصناعية العالمية، مضيفاً أن الشركة تقوم بإنتاج 600 ألف سيارة سنوياً تصدر لأكثر من 100 دولة في العالم، نصيب السعودية أكثر من 10 في المئة، مشيراً إلى أن السوق السعودية في حاجة إلى أكثر من 50 ألف سيارة نقل سنوياً، قابلة للزيادة بحسب الحاجة وتنوع الاستثمار.