السباق المحموم في العالم على تصدر الاخبار في مختلف الميادين، لا يمنع ان أخباراً تفرض نفسها في كثير من الأحيان من دون ان تخضع لمقصلة الوقت، التي تحكم على أي حدث بالضمور مع مرور بعض الوقت عليه. ففي عالم الموضة وبخاصة الجزء الذي يتعلق بالمجوهرات، يفرض الحدث نفسه على المتابعة ولو بعد حين. هي المجوهرات المصقولة بعناية، والممهورة بتوقيع كارتييه، تحجز لنفسها مكاناً على صفحات العام بين الأكثر تميزا عام 2012. ومما يوصف ب «التظاهرة الثقافية على المستوى العالمي»، أطلقت كارتييه في المعرض الباريسي للفنون الزخرفية «بينالي»، في ايلول (سبتمبر) الماضي، مجموعة من 148 قطعة من المجوهرات الراقية و12 قطعة من المجوهرات «الثمينة»، اضافة الى تشكيلة من القطع المأخوذة من مجموعة تراث كارتييه. قطع يتطلب انجاز كل منها مدة تصل الى سنتين من العمل، واستدعت كامل خبرات كارتييه بما في ذلك المهارات الفنية للنقش والحفر في الحجر. المجموعة الجديدة من المجوهرات الفاخرة من كارتييه ارتكزت إلى الأركان الأربعة لعالم من الإلهام لتخلص الى مناداة الشغوفين بعالم المجوهرات الى التعرف إلى أربعة «أنماط» مختلفة: الحضري، المترف، الشمسي والشمالي. المشهد الحضري هو إطار مألوف عالمياً على أنه معاصر. أشكاله تنخفض تدريجاً وخطوطه مشدودة، البساطة قاسم مشترك بين قطعه. وبخطوط بسيطة ناعمة ونقية، تكرس التناقض مع التعقيد في التصميم، ما يفسح المجال للنمط الحضري ويفتح الباب على البنية الهيكلية والهندسة ويعرض حركة من خلال استخدام خداع النظر والمؤثرات البصرية، ليذهل البصر باستخدام سيدي الألوان (الأبيض والأسود) في تباين مع الأحجار الكريمة التي تتمدد بالألوان الصارخة. امّا المشهد المترف، فهو حديقة خلابة من الألوان والعمق. بتميز بألوان زاهية تنمق مجموعة واسعة من أحجام وأشكال ثلاثية الأبعاد. ويحاكي وميض الياقوت، حلاوة بطعم السكر في التورمالين والسبينل، وظلال رقيقة من العقيق وخضرة الزمرد، ليقدم تصوّر كاريييه المحبب للحيوانات على أحسن وجه في أداءات تجريدية إلى حد كبير، للطير، السلحفاة، السمندل، النمر المرقط والأفعى. ويشكل الألماس توقيع المشهد. والى المشاهد الصخرية، محاكاة لجميع الدلالات عن الأرض والرمل. لوحة دافئة ذهبية من اللون البني، رملية وبظلال بنية مصفرة تمتد بقدر ما تستطيع أن تدركه العين. تستحضر كارتييه في النمط الشمسي منظراً صحراوياً مفعماً بالحيوية يقطنه قطيع من المخلوقات المجردة، من اليعاسيب والفراشات إلى الثعابين والنمور. وصعوداً نحو الشمال إلى مساحات شاسعة مستوحاة من الشفق القطبي. يأتي التصميم رقيقاً دقيقاً ومصقولاً مثل بلورات الثلج. عروض متدرجة من الظلال تبزع من لوحة ألوان باردة تركز على التباين ما بين الأزرق والأبيض. تتراصف المؤثرات: مبهم، شفاف، مطفأ ولامع. ويوفر الكريستال الصخري لمسات شفافة، فيما يعطي العقيق ذو اللون الأزرق الخفيف عمقاً نصف شفاف. يقدم هذا العالم الجليدي الدب والنمر والبطريق الامبراطور وغيرها مما دخل حديثاً إلى سجل حيوانات كارتييه. هي تشكيلة تجوب انحاء العالم وتتراوح بين النضارة الخصبة وضياء الشمس، ومن مناظر المدينة الحضرية الى جمال الشمال الهادئ، لتستحضر محمية طبيعية ثلاثية الأبعاد حيث يداعب النمر الأرقط خاتماً ويكرس حجر الزبرجد (اكوامارين) المقطوع على نمط البريوليت (البيضاوي) والمكسو بماسات متجمدة... الربيع القطبي.