أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن فرنسا وافقت على تعيين «الائتلاف الوطني السوري» المعارض سفيراً له في باريس، هو الدكتور منذر باخوس، لافتاً الى ان رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب عبر عن رغبة بتشكيل «حكومة تكنوقراط» تضم «كل مكونات المجتمع السوري» خصوصا «المسيحيين والعلويين». جاء ذلك خلال استقبال هولاند في باريس أمس، وفدَ «الائتلاف» برئاسة الخطيب، وذلك بعد اجتماع استغرق ساعة بحضور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والسفير الفرنسي ايريك شوفالييه. وفي خطوة تظهر قوة دعم فرنسا ل «الائتلاف»، وهي الدولة الأولى التي تعترف به، خرج هولاند مواكباً الخطيب إلى حديقة القصر وأدلى بمؤتمر صحافي مشترك معه، كما يفعل أحياناً مع الرؤساء الذين يأتون للقائه. وقال هولاند: «عقدنا هذا الاجتماع لنعبر عن ثقتنا بالحكومة السورية المقبلة، وكي نُظهر تجنيد قوانا لوضع حد لما يجري حالياً في سورية، وكي تؤدي إلى نتيجة ديموقراطية» وأضاف «بحثنا مع الخطيب كيفية قيام الائتلاف، وهو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، بتنظيم الامور كي يثبت شرعيته ومصداقيته»، وتابع أن رئيس الائتلاف أكّد له أن الحكومة المقبلة التي سيشكلها الائتلاف ستضم «مكونات سورية كافة»، خصوصاً «المسيحيين والعلويين». وزاد هولاند أن فرنسا تسعى إلى «حل سريع (...) وضرورة الانتقال إلى الصعيد السياسي، ولذا قررت الاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، وسيكون هناك سفير لسورية في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف» هو المعارض منذر ماخوس، الذي كان أحد أعضاء الوفد السوري الذي التقى هولاند. وأوضح هولاند أن السفير السوري الجديد الذي عينه «الائتلاف» سيقيم في مكان تحدده فرنسا كون السفارة السورية في باريس ليست ملك فرنسا. وعن تحفظات حلفاء غربيين لفرنسا، وخصوصا الشركاء الاوروبيين، عن الاعتراف بالائتلاف الجديد كممثل «وحيد»، أكد الرئيس الفرنسي أنه سيواصل جهوده لإقناعهم، موضحاً أنه طلب من وزير الخارجية لوران فابيوس الذي يشارك غداً الإثنين في اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسيل، أن يقنع نظراءه الأوروبيين بالاعتراف بهذا الائتلاف، كما فعلت فرنسا. وتابع هولاند أن «الدعم الإنساني سيستمر للشعب السوري» مشيراً إلى أن «رئيس الائتلاف بدأ يعمل من أجل جميع أطياف الشعب السوري كي يتم تركيز تقديم المساعدات الإنسانية التي ستنطلق من القاهرة». وتابع هولاند أنه بحث مع الخطيب في «القيادة العسكرية المتكاملة والعمل بشكل متماسك كي يتم تحرير مجمل الأراضي السورية». ولفت هولاند إلى وجود «حاجة لتعزيز تسليح» المعارضة السورية، «لكن المجتمع الدولي طلب أن تكون هناك رقابة ضرورية على هذه الأسلحة، والنقاش سيدور في الاتحاد الأوروبي لتبني افضل القرارات بشأن هذا الموضوع»، مؤكداً أن «فرنسا ستستمر في دعمها الإنساني للمناطق المحررة بالاتصال الوثيق مع الائتلاف». ووصف الخطيب القرار الفرنسي بأنه شجاع فتح الباب أمام المجتمع الدولي لدعم الشعب السوري. وأكد أنه لا يرى أي عقبة أمام تشكيل حكومة انتقالية. وقال: «ليست هناك مشكلة. الائتلاف موجود وسندعو إلى تقديم ترشيحات من اجل تشكيل حكومة تكنوقراط ستعمل حتى سقوط النظام». وتابع: «نحن حريصون على كل مكونات الشعب السوري، وسنعمل جميعاً بيد واحدة من اجل سورية المزدهرة والمتعاونة مع كل مكوناتها واحترام خصوصياتها». ووصف سفير «الائتلاف» لدى فرنسا منذر ماخوس، بأنه من «أكفأ الشخصيات السورية»، مضيفاً: «سنتعاون مع كل الأطراف الصديقة التي ترغب بإقرار الحرية والعدالة. ولا يوجد اتفاقات غير معلنة مع أحد، وسينتهي دورنا عقب سقوط النظام مباشرة، حيث يقرر الشعب آلياته ومؤسساته الدستورية ضمن حرية كاملة تتيح للجميع التعامل المفتوح».