أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده ستستقبل "سفيرا" للائتلاف السوري المعارض وذلك بعد استقباله في قصر الأليزيه رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب الذي عبر عن رغبته في تشكيل "حكومة تكنوقراط" تضم كل مكونات المجتمع السوري. في غضون ذلك، استمرت أعمال العنف في عدة مناطق سورية، إذ تعرضت أحياء في جنوبدمشق للقصف تزامنا مع اشتباكات بين القوات النظامية والثوار، في حين شهدت حلب ودير الزور اشتباكات وقصفا. وبعد لقاء استمر ساعة ونصف الساعة، قال الرئيس الفرنسي للصحفيين "سيكون هناك سفير لسورية في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف"، هو المعارض منذر ماخوس الذي كان أحد أعضاء الوفد السوري الذي التقى هولاند. وأشار الخطيب إلى أن الحكومة الفرنسية رحبت بتعيين ماخوس المنتمي إلى الطائفة العلوية "وهو من أكفأ الشخصيات السورية وسيمثل الائتلاف هنا"، مؤكدا أنه من أوائل من نادوا بالحرية في بلاده. من جهة أخرى، نقل هولاند عن الخطيب تأكيده أن الحكومة المقبلة التي سيشكلها الائتلاف ستضم "كافة مكونات سورية" خصوصا "المسيحيين والعلويين". وأكد الخطيب أنه لا يرى أي عقبة أمام تشكيل حكومة انتقالية. وقال "ليست هناك مشكلة. الائتلاف موجود وسندعو إلى تقديم ترشيحات من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط ستعمل حتى سقوط النظام". وأضاف أن "الشعب السوري اكتشف بعضه وكلنا يد واحدة، وكل الإشكالات الثقافية والعرقية سوف نحلها فيما بيننا". ويأتي الموقف الفرنسي الجديد بعد أربعة أيام من إعلان هولاند اعترافه بالاتئلاف كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، وهو ما تريثت دول غربية عدة داعمة للمعارضة في الإقدام عليه. وقال هولاند بعد اللقاء إن "عمل الإقناع لدى دول غربية والاتحاد الأوروبي" سيتواصل، في إشارة إلى التحفظات الأميركية والأوروبية على الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني. ميدانيا، تدور اشتباكات عنيفة في حي التضامن في جنوب العاصمة السورية يرافقها تحليق للطائرات الحربية في سماء المنطقة، إضافة إلى اشتباكات في حي برزة بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى أن معظم الطرق المؤدية إلى العاصمة "سالكة بصعوبة أو سالكة فقط للسيارات العسكرية"، بعد إغلاق الطرق المؤدية إلى حي نهر عيشة في جنوبالمدينة وطريق دمشق درعا الدولي. وفي ريف دمشق الذي يشهد عمليات عسكرية مكثفة في الفترة الأخيرة، تتعرض مدينة الزبداني للقصف تزامنا مع حملة مداهمات في محيطها، إضافة إلى مداهمات في البويضة. وفي محافظة دير الزور أفاد المرصد أن المطار الذي كان يستخدمه النظام مهبطا للطائرات المروحية العسكرية ونشر فيه آليات عسكرية ثقيلة ومدافع هاون". وأشار إلى اشتباكات قرب البوكمال القريبة من الحدود العراقية "بين العناصر التي كانت متواجدة في المطار ومقاتلين من الكتائب المقاتلة". وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن المقاتلين "باتوا يسيطرون على منطقة جغرافية واسعة في شمال شرق مدينة دير الزور وإلى الجنوب من محافظة الحسكة"، باستثناء كتيبة مدفعية في مدينة الميادين في محافظة دير الزور. وفي حلب وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المعارضة يحاولون السيطرة على دوار الليرمون في شمال غرب المدينة. وتلا هذه الاشتباكات انفجار سيارة مفخخة استهدف تجمعا عسكريا بالقرب من الدوار، بينما لجأت القوات النظامية إلى الطيران الحربي في استهداف المنطقة.