أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن فرنسا ستستقبل في باريس «سفيرا» للائتلاف المعارض السوري الجديد بعد اجتماعه برئيسه أحمد معاذ الخطيب. وقال الرئيس الفرنسي للصحفيين: «سيكون هناك سفير لسوريا في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف»، مضيفا أن الحكومة المقبلة التي سيشكلها الائتلاف يجب أن تضم «كافة مكونات سوريا» خصوصا «المسيحيين والعلويين». جاء ذلك خلال زيارة الخطيب قصر الاليزيه ليبحث مع هولاند مسألة «حماية المناطق المحررة» في سوريا. يأتي ذلك، فيما دارت أمس اشتباكات في حلب كبرى مدن شمالي سوريا بعد انفجار سيارة مفخخة استهدف تجمعا عسكريا، بينما تعرضت مناطق في ريف دمشق للقصف، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتأتي هذه الحوادث غداة سقوط 119 قتيلا جراء أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد. وقال المرصد صباح أمس إن انفجارا «هز مدينة حلب»، موضحا انه «ناتج عن سيارة مفخخة في منطقة الليرمون (في شمال غربي المدينة) وتبعته اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية في المنطقة». وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى أن الانفجار «استهدف تجمعا عسكريا للقوات النظامية». من جهتها، اشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «تجدد الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام» في الحي الذي يحاول المسلحون المعارضون منذ فترة السيطرة عليه. كذلك تحدث المرصد عن «أصوات انفجارات عدة في حي الحمدانية» جنوب غربي المدينة التي تشهد معارك يومية منذ اربعة اشهر. وفي ريف دمشق الذي يشهد عمليات عسكرية مكثفة في الفترة الأخيرة، تعرضت مدينة حرستا أمس للقصف من القوات النظامية، بينما شهدت سماء الغوطة الشرقية تحليقا للطيران الحربي السوري، بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية «أغلقت الطرق المؤدية إلى حي نهر عيشة (في جنوب العاصمة) ومنعت خروج الأهالي منه»، كما أغلقت طريق دمشق درعا الدولي، مع تسجيل انتشار مكثف لهذه القوات. وفي محافظة دير الزور، قتل مسلح معارض صباحا خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي الجبيلة في مدينة دير الزور، بحسب المرصد. وكان الرئيس هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس استقبلا معاذ الخطيب عند المدخل. وباستقباله بعد أربعة أيام على اعترافه بشرعية الائتلاف السوري المعارض الجديد، يخطو الرئيس الفرنسي خطوة اضافية في استراتيجيته الدبلوماسية تجاه سوريا تتباين مع الحذر الذي يبديه حلفاؤه الغربيون. وافادت الرئاسة الفرنسية ان الرجلين بحثا «وسائل وطرق ضمان حماية المناطق المحررة وتقديم المساعدات الانسانية إلى اللاجئين وتشكيل حكومة موقتة». واعترف هولاند بالائتلاف السوري المعارض الجديد الذي انشئ في الدوحة بعد أيام عدة من الضغوط الغربية والقطرية المكثفة، «ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري». وبذلك تعد فرنسا رأس الحربة بين الدول الغربية. فالولايات المتحدة لا تعتبر الائتلاف المعارض الجديد سوى ممثل شرعي للشعب السوري، وبريطانيا استقبلت الجمعة الخطيب لكنه لم يلتق سوى وزير خارجيتها وليام هيغ. واعتبر هيغ محادثاته مع رئيس الائتلاف «مشجعة» لكنه صرح ان لندن قد تعلن موقفها «في الايام المقبلة» حول الاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.