تعثرت المحادثات الأمنية والعسكرية بين دولتي السودان وجنوب السودان الجارية في جوبا بعد رفض الجنوب مقترحاً تقدم به وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين بضم ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المضطربتين إلى المنطقة منزوعة السلاح بين البلدين. وقال نائب وزير الداخلية في حكومة جنوب السودان سلفا مطوك، في تصريحات، إن حكومته رفضت ضم جنوب كردفان والنيل الأزرق إلى المناطق المنزوعة السلاح على جانب حدود البلدين. وأفاد أن المنطقتين لم يرد ذكرهما في الترتيبات الأمنية الواردة في اتفاق التعاون المشترك بين البلدين، مشيراً إلى أن المحادثات على وشك الانهيار. وأكد وزير الدفاع في جنوب السودان الفريق جون كونج التزام بلاده بسحب قواتها من مناطق متنازع عليها بحسب ما نص عليه الاتفاق الموقع في أديس أبابا في أيلول (سبتمبر) الماضي، وجدد رفض حكومته ضم النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى المنطقة المنزوعة من السلاح، في إشارة منه إلى طلب السودان وضع قيود على متمردي «الحركة الشعبية - شمال» وفك الارتباط السياسي والعسكري معهم. وتدخلت الوساطة الأفريقية تقريب مواقف الطرفين، لكن وفد السودان تمسك بفك الارتباط العسكري بين دولة الجنوب ومتمردي الشمال، الأمر الذي رفضه وفد دولة الجنوب باعتبار أن المسألة حسمت خلال مفاوضات أديس أبابا الأخيرة عبر رد سلمه كبير مفاوضي الجنوب باقان أموم إلى الوساطة الأفريقية. من جهة أخرى، قال ناطق باسم الرئاسة السودانية، أمس، إن الرئيس عمر البشير بصحة جيدة بعد خضوعه إلى عملية جراحية صغيرة في العاصمة السعودية الرياض لمعالجة التهاب في الحبال الصوتية. ونفى شقيق للرئيس معاناة البشير من أي مرض خطير كما راج في الخرطوم. وقال الناطق الرئاسي عماد سيد أحمد إن البشير غادر المستشفى بعد أن قضى 24 ساعة فيها وأن العملية الجراحية التي أجريت له كانت ناجحة بنسبة مئة في المئة. وأضاف أن العملية التي خضع لها تصنف في خانة العمليات الصغيرة لإزالة ما يعرف باللحمية التي تسببت في إحداث فراغ بين الحبال الصوتية «ما أدى إلى بحة في الصوت».